نهاية أنسو فاتي .. كيف تحول من ليونيل ميسي القادم إلى نجم برشلونة المنبوذ قبل عيد ميلاده الـ21 ؟

كان فاتي، جزءًا مهمًا من فريق برشلونة للشباب في معظم فترات موسم 2018-2019، وكانت الخطة هي أن يلعب النجم الشاب الموسم المقبل مع برشلونة ب في الدرجة الثالثة الإسبانية، قبل تصعيده إلى الفريق الأول في الموسم التالي.

ولكن بمجرد أن أصبح برشلونة بحاجة إلى المساعدة في خط الهجوم وقع فاتي، أول عقد احترافي له وبدأ الصعود السريع إلى النجومية.

تعرض برشلونة لإصابات قوية للاعبيه واحتاج إلى تعزيزات في بداية موسم 2019-2020، وتم الاستعانة بفاتي من صفوف الأكاديمية.

وبسبب إصابة لويس سواريز وميسي، لجأ البلوجرانا إلى اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا للمشاركة ضد ريال بيتيس في كامب نو، ودخل فاتي المباراة في الدقيقة 78، وقدم عرضًا قويًا ليخرج برشلونة منتصرًا.

وبعمر 16 عامًا و298 يومًا، كان فاتي ثاني أصغر لاعب يظهر لأول مرة في تاريخ النادي.

بعد أسبوع ضد فريق أوساسونا، سجل فاتي، في قائمة الهدافين للمرة الأولى حيث تسلل عبر منطقة الجزاء، وقفز في الهواء ليحول تمريرة كارليس بيريز، العرضية إلى الزاوية البعيدة في الشباك.

ولكن تعادل برشلونة في المباراة بنتيجة 2-2، ولكن هدفه جعله أصغر هداف في تاريخ النادي.

فعل فاتي، ما يكفي خلال الأسابيع التالية لإثبات أنه يستحق مكانًا في التشكيلة الأساسية، وحصل على ذلك أمام فالنسيا، وقدم أداءً رائعًا لشاب يبلغ من العمر 16 عامًا وفي غضون سبع دقائق، سجل هدفًا وصنع آخر، وتحول إلى نجم في فوز برشلونة على منافسه 5-2.

تقدم برشلونة مبكرًا أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا في أوائل ديسمبر 2019 وأدرك روميلو لوكاكو، التعادل قبل نهاية الشوط الأول، واحتاج البلوجرانا هدفًا أخر لتحقيق الفوز، وشارك فاتي، بديلًا ونجح في تسجيل هدف الفوز.

فقد كان هدفًا لا يُنسى، وجعل منه أصغر هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا وهو رقم قياسي لا يزال يحمله حتى الآن.

بعد أن بدأ فاتي، أفضل موسم لبرشلونة منذ موسم ميسي الأول في عام 2005، وخطى الجناح خطوة أخرى في مسيرته الناشئة، حصل على أول استدعاء رسمي من منتخب إسبانيا لمبارياتهم في دوري الأمم الأوروبية في أغسطس 2020.

ولعب فاتي، 45 دقيقة ضد ألمانيا في التعادل 1-1، متجاوزًا اللاعب بويان كركيتش، وأصبح ثاني أصغر لاعب يشارك في المنتخب الإسباني.

اتخذ فاتي، خطوة أخرى بعد ثلاثة أيام فقط، حيث منح لويس إنريكي، اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا فرصة المشاركة في أول مباراة دولية له ضد أوكرانيا، وسجل فاتي، أحد أفضل الأهداف في مسيرته حتى الآن.

لم يكن الكلاسيكو الذي أقيم في أكتوبر 2020 حدثًا لا يُنسى بالنسبة لبرشلونة حيث تعرض النادي الكاتالوني للهزيمة بسهولة على يد فريق ريال مدريد بنتيجة 3-1 في كامب نو.

تقدم ريال مدريد مبكرًا، واخترق دفاع برشلونة بسهولة لكن فاتي، أدرك التعادل بسرعة مما جعله ثاني أصغر هداف في تاريخ المباراة.

لكن الأوقات الجيدة سرعان ما تنتهي ففي 7 نوفمبر 2020، التواءات ركبت فاتي اليسرى بشكل غريب أثناء مباراة برشلونة ضد ريال بيتيس.

في البداية، خفف برشلونة المخاوف من تعرضه لإصابة خطيرة، لكن أصبح من الواضح بعد بضعة أيام أن الجناح أصيب بتمزق في الغضروف المفصلي.

كان هناك خلاف حول كيفية علاج فاتي، وإصابته في الغضروف المفصلي بعد إصابته بتمزق في الرباط بالكامل، والحل هو استبداله على الفور ومع ذلك اختار الجراح خياطة الرباط، مما أدى إلى إعادة ربطه معًا بشكل فعال.

وسارع برشلونة إلى إعادة تأهيل اللاعب، حيث ضاعف جلسات العلاج الطبيعي المطلوبة لفاتي، ولكت ركبته تعرضت للالتهاب مما عطل من تعافيه.

بعد شهرين، أظهرت الركبة علامات قليلة للتعافي، مع فشل الخياطة في مساعدة الرباط على الشفاء وخضع فاتي لعملية جراحية أخرى وصفها النادي بـ"العلاج البيولوجي التجديدي" وعلى الرغم من أن إعادة تأهيله كانت أكثر دقة في المرة الثانية إلا أن ركبته لم تشفٍ بشكل صحيح.

وكان هناك خيار أكثر تعقيدًا مطروحًا على الطاولة، وهو الخيار الذي يمكن من خلاله إزالة الغضروف المفصلي لفاتي بالكامل، ولكن بسبب المخاوف من مشاكل طويلة الأمد، رفض اللاعب هذا الأمر.

استمر ألم الركبة، وبمجرد فشل خياطة فاتي في التئامها بشكل صحيح للمرة الثانية، اختار الخضوع لعملية جراحية ثالثة، وهي تكرار للعمليتين الأوليين.

وثبت أن ذلك غير فعال بنفس القدر، واستمر فاتي، في الشعور بالألم والتورم في ركبته اليسرى وتم استبعاده حتى نهاية موسم 2020-2021 بما في ذلك بطولة أوروبا في ذلك الصيف.

ومع نهاية موسم 2021، استسلم فاتي أخيراً لنصيحة من حوله ولم يكن أمامه خيار سوى العملية الجراحية والتي من المؤكد أنها ستسبب مشاكل طويلة المدى.

وسيتعين على فاتي، أن يعتني بشكل ممتاز بالركبة المصابة والعضلات المحيطة بها لتجنب المزيد من الإصابة لكن الأهم من ذلك هو أن العملية كانت الرابعة له خلال ستة أشهر، وهو احتمال محفوف بالمخاطر للغاية بالنسبة لأي شخص.

وسط كل ذلك، لا يزال فاتي يحظى بدعم النادي، وبعد ترك القميص رقم 10 شاغرًا عندما أُجبر ميسي على المغادرة إلى باريس سان جيرمان في صيف عام 2021، عرضه برشلونة بسرعة على نجمهم الشاب على الرغم من ابتعاده لمدة تسعة أشهر.

وافق فاتي بكل سرور، وبرر النادي ميراثه بعبارات متوهجة: "على الرغم من كونه يبلغ من العمر 18 عامًا فقط وما زال يتعافى من الإصابة، إلا أن أنسو فاتي يشكل جزءًا من تاريخ برشلونة باعتباره محطمًا للأرقام القياسية وأيضًا مع المنتخب الإسباني".

اتضح أن فاتي، لا يزال بإمكانه اللعب والتألق فقد ظهر في أواخر شهر سبتمبر، ودخل اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا إلى أرض الملعب قبل 10 دقائق من نهاية مباراة برشلونة في الدوري الإسباني مع ليفانتي، وسجل في الشباك في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني.

أكد برشلونة ثقته في أنسو فاتي، من خلال عرض تمديد عقده لسنوات طويلة وتم تمديد العقد حتى عام 2027، ووضع شرط جزائي بقيمة مليار يورو (846 مليون جنيه استرليني) في الصفقة، وجاء ذلك بعد فترة مفاوضات صعبة.

وكان برشلونة يمر بأزمة مالية في ذلك الوقت، ولم يكن النادي واضحًا إذا كان بإمكانهم تقديم شروط مقبولة لكل من فاتي وبيدري، ووفقًا للتقارير الصحفية كان فاتي، في ذلك الوقت قد لفت انتباه فريقي مانشستر، لكنه رفض الرحيل عن برشلونة.

كانت فترة لياقة فاتي قصيرة، وسجل المهاجم هدفين في ست مباريات قبل أن يتعرض لإصابة جديدة وهذه المرة كانت إصابة عضلية كبيرة في فخذه الأيسر، وهي الإصابة التي كان الأطباء يخشونها عندما تمت إزالة جزء من الغضروف المفصلي قبل بضعة أشهر.

وغاب فاتي شهرين، و13 مباراة مع النادي والمنتخب وبعد تعافيه من الإصابة لم يظهر بكامل لياقته.

أظهر فاتي، مدى جودته عندما تعافى من إصابته العضلية، وعاد إلى الملعب قبل الموعد المحدد وشارك كبديلًا في نهائي كأس السوبر الإسباني ضد ريال مدريد في يناير 2022.

وبعد نزوله بدقائق قليلة سجل هدفًا برأسه من عرضية بيدري، ليعادل النتيجة لبرشلونة بنتيجة 2-2 قبل 10 دقائق من نهاية المباراة.

لم يتمكن فاتي، من المشاركة كثيرًا حيث تفاقمت إصابته مرة أخرى في نهاية شهر يناير، وشارك لمدة 40 دقيقة فقط.

وأوصى برشلونة بضرورة إجراء عملية جراحية له، لكن رفض فاتي، واختار إعادة التأهيل المنتظم، وقضى ثلاثة أشهر بعيدًا عن الملاعب، وعاد في الوقت المناسب لنهاية الموسم، ولعب لأكثر من 30 دقيقة فقط مرة واحدة في آخر خمس مباريات للبلوجرانا.

وسجل فاتي هدفًا أساسيًا في الفوز 2-1 على ريال بيتيس، لكن لم يكن هناك وقت كافي له للتعافي بشكل كامل.

بدأ فاتي موسم 2022–23 بكامل لياقته واستمتع بفترة إعداد قوية بالموسم التحضيري، وعلى الرغم من أن وصول روبرت ليفاندوفسكي، ورافينيا، جعله يتراجع أكثر في الترتيب، إلا أن اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا كان لديه فرصة حقيقية لإثارة الإعجاب.

ورغم عدم دخولة التشكيلة الأساسية، إلا أن فاتي، كان له تأثيره عقب نزوله بديلًا، حيث شارك في مباراة برشلونة ضد ريال سوسييداد وكانت نتيجة المباراة 1-1 وبعد مشاركته تحولت المباراة لصالح برشلونة، حيث ساعد عثمان ديمبيلي، بلمسة واحدة بعد ثوانٍ فقط من استبداله وهيأ لليفاندوفسكي، كرة مما ساعد برشلونة على التقدم بنتيجة 3-1، واختتم فاتي، النتيجة بهدف له.

كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لفاتي، في مارس 2023، وعلى الرغم من أنه لم يكن لاعبًا أساسيًا تحت قيادة تشافي، فقد حصل الجناح على فرص متباعدة وكان يستمتع بأفضل موسم له منذ عام 2019.

ثم تورط والده بوري، وهو لاعب كرة قدم سابق، وعبر عن رأيه على الإذاعة الإسبانية، وقال أن تشافي لم يشرك فاتي، بشكل كافي، ودعا ابنه إلى مغادرة النادي وأصر على ضرورة تفكير أنسو، في الانضمام لريال مدريد إذا كانوا يريدونه بالفعل.

يحتاج برشلونة إلى جمع الأموال خلال هذا صيف 2023 من أجل تمويل فترة انتقالات حاسمة، ويبدو أن النادي مستعد للتضحية بفاتي، حيث يهتم نادي آرسنال وفرق أخرى بضم اللاعب الشاب.

وتجاهل تشافي، التعليق على مستقبل فاتي، ولكن مع قيام اللاعب لامين يامال، البالغ من العمر 16 عامًا والملقب "بميسي الجديد" من أخذ مكان فاتي، والتألق مؤخرًا فيبدو أن فاتي، في طريقه للرحيل قريبًا.