Joao Pedro Chelsea HIC 2:1Getty/GOAL

فعلها نادي المليار يا تريكة .. تشيلسي يقهر فوضى بولي وإسقاط فلومينينسي رسالة تحذير لكبار الدوري الإنجليزي

من بين جميع كبار أوروبا الذين شاركوا في كأس العالم للأندية، كان تشيلسي هو الفريق الذي صعد إلى نهائي البطولة، ليس بايرن ميونخ أو مانشستر سيتي أو يوفنتوس أو إنتر، منتظرًا المنتصر من ريال مدريد وباريس سان جيرمان لخوض نهائي الأحد القادم.

فلومينينسي تغلب على إنتر والهلال وظن الجميع أنه على وشك الإطاحة بالبلوز لتكتمل المفاجأة والرحلة البرازيلية المبهرة في المونديال، قبل أن يأتي فريق المدرب إنزو ماريسكا لإنهاء كل ذلك في لحظة!

المثير أن الأمر لم يكن بهذه الصعوبة، بل كان بحاجة إلى ثنائية نظيفة من الصفقة الجديدة جواو بيدرو، الذي لم يكن بحاجة لوقت من أجل التعود على الأجواء المونديالية، ليخرج بتأثير فوري في شباك الفريق الذي لعب له وهو مراهق.

كثيرون لم يتوقعوا وصول تشيلسي إلى هذه المرحلة، بعد الموسم المتخبط الذي مر به الفريق تحت قيادة ماريسكا، والذي تحول فيه من منافس مفاجىء على لقب الدوري الإنجليزي إلى فريق يقاتل للتواجد ضمن الأربعة الكبار.

  • Fluminense FC v Chelsea FC: Semi Final - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    فعلها "نادي المليار"

    النجم المصري السابق محمد أبو تريكة، اعتاد كثيرًا التهكم على تشيلسي خلال حقبة المدرب تود بولي، لأن النادي أنفق أكثر من مليار جنيه استرليني على صفقات جديدة، ولم ينافس على أي من البطولات الكبرى، وكان له كل الحق!

    عند ظهور البلوز كمنافس على لقب البريميرليج مع آرسنال وليفربول مطلع الموسم الماضي، واصل أبو تريكة سخريته وتوقع أن الفريق سينهار، وقد كان! لذلك مرة أخرى، تهكمه كان في محله.

    حتى عندما فاز تشيلسي بدوري المؤتمر الأوروبي بعد التفوق على ريال بيتيس في المباراة النهائية، قال أغلب المشجعين لكبار البريميرليج:"هذه بطولة لا نريد التواجد فيها من الأساس"..وهنا علينا التوقف قليلًا.

    صحيح أن ما حققه تشيلسي على مدار آخر موسمين لا يليق بإنفاق النادي الإنجليزي، ولكن يبدو أن البلوز أصبحوا قريبين أكثر من أي وقت ما للوصول إلى "شيء ما" تحت قيادة ماريسكا.

    المدرب الإيطالي أفلت من مقصلة المدربين في النادي اللندني، وقاد الفريق إلى الفوز بلقب أوروبي والعودة إلى دوري أبطال أوروبا باحتلال المركز الرابع بفارق 5 نقاط عن آرسنال الثاني والآن أصبح في نهائي كأس العالم للأندية .. كل ذلك لا يجب أن يمر مرور الكرام!

    الأجواء أصبحت إيجابية في ستامفورد بريدج، نهاية سعيدة يمكن البناء عليها، وتجعل كبار البريميرليج يشعرون بالقلق، مانشستر سيتي وآرسنال وليفربول وغيرهم، تشيلسي يبدو أنه على غير المتوقع يسير نحو الطريق الصحيح.

  • إعلان
  • Joao PedroGetty

    صفقات أكثر عقلانية

    منذ قدومه إلى تشيلسي، أثار تود بولي حفيظة العديد من المتابعين، بسبب الإنفاق الضخم دون وجود أي خطة، وتكديس اللاعبين في مختلف الأماكن دون مراعاة الفوضى الناتجة عن ذلك.

    بولي انتهج سياسة مختلفة عن المالك السابق رومان أبراموفيتش، الذي كان أكثر تنظيمًا، حيث حرص رجل الأعمال الأمريكي على ضم أي موهبة بارزة تظهر إلى النور، مهما كان مركز اللاعب أو احتياج الفريق له.

    كنت ترى الفريق لديه 3 أو 4 مهاجمين، و5 أو 6 أجنحة "أو أكثر أحيانًا"، دون الاستفادة بأي منهم على الإطلاق، باستثناء كول بالمر الذي أثبت جدارته بعد قدومه من مانشستر سيتي.

    هذا الصيف، لا يزال هناك العديد من الأسماء التي يجب على تشيلسي التخلص منها لتقليص قائمته الضخمة، ولكن العناصر التي وصلت جاءت لسد احتياجات واضحة في الفريق ويأمل عشاق النادي أن يستمر الوضع كما هو عليه.

    التعاقد مع الثنائي جواو بيدرو وليام ديلاب يؤمن هجوم الفريق لسنوات وينقذ ماريسكا من كابوس نيكولاس جاكسون، كل منهما يمتلك حاسة تهديفية مميزة ولديه هامش تطور يجعله قادرًا على إنهاء صداع المهاجم الصريح بالنادي.

    جيمي جيتينز كذلك يعتبر من أحد أهم المواهب في مركز الجناح في العالم، وقدومه سيجعل النادي مطالبًا برحيل نوني مادويكي ورحيم ستيرلينج وغيرهما.

    هناك أيضًا الموهبة البرازيلية إستيفاو، الذي حاول الجميع ضمه من بالميراس ولكن البلوز نجحوا في اقتناصه، ولو سارت الأمور على ما يُرام قد نرى تشيلسي يمتلك أحد أهم اللاعبين في العالم بالمستقبل القريب.

    تم التعاقد كذلك مع داريو إيسوجو من سبورتينج لشبونة، مامادو سار من ستراسبورج وكينيدي بايز من إندبندنتي الأرجنتيني، وهي أسماء لم تأت بمبالغ ضخمة لكنها واعدة ويمكنها إضافة الكثير.

  • FBL-ENG-PR-CHELSEA-LEICESTERAFP

    مهما كانت الفوضى .. المهم الوصول

    بالنظر إلى مسيرة تشيلسي في مونديال الأندية، سنجد أنه فاز على لوس أنجلوس إف سي، وخسر من فلامنجو وفاز على الترجي التونسي 3/0 بدور المجموعات، وتخطى بنفيكا 4/1 بعد اللجوء لشوطين إضافيين، وتغلب بصعوبة على بالميراس 2/1.

    مشوار ليس مبهرًا على الإطلاق مقارنة بباريس سان جيرمان الذي عبر بايرن ميونخ وتفوق على أتلتيكو مدريد، وكذلك ريال مدريد بفوزه أمام بوروسيا دورتموند ويوفنتوس، ولكن هذا لا يهدر تشيلسي وماريسكا حقهم، الفريق تغلب على فوضى بولي وأصبح قريبًا من منصات التتويج ببطولة ثمينة ومهمة "حتى لو اعتقد البعض عكس ذلك".

    ولكن مهما كانت الطريقة التي وصل بها تشيلسي إلى هنا، العشوائية أو التنظيم، يجب الحفاظ عليها والبناء من هذه المرحلة التي يبدو أن الفريق أصبح أكثر تجانسًا مما كان عليه منذ قدوم بولي في 2022.

    الخسارة في النهائي أمام أي من باريس أو ريال مدريد واردة، ولكنها لا تلغي المجهود الذي يبذله ماريسكا في ظل كل الصعوبات المُحيطة، والتهديد المستمر بالإطاحة به في أحد أسرع الأندية إقالة للمدربين في أوروبا.

    أول ما يجب فعله هو الاستمرار في التركيز على احتياجات الفريق والتوقف عن الجنون الذي حدث على مدار العامين الماضيين، والأهم من كل ذلك، تقليص حجم قائمة الفريق، لأن الرقم مُرعب للغاية ووصل إلى 56 لاعبًا وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت".

    من غير المعقول أن يتراكم هذا العدد لدى أي نادي، لذلك يجب التخلي عن جميع العناصر الفائضة عن الحاجة مثل جواو فيليكس ومادويكي وميخايلو مودريك وجادون سانشو وغيرهما، لخلق بيئة صحية يعمل فيها ماريسكا.

    ولكن لو استمر الوضع كما هو عليه، يمكننا اعتبار أن ما حدث في مونديال الأندية مجرد طفرة لا يمكنها الصمود أبدًا أمام فوضى بولي وإدارته الغريبة للنادي التي تتسم بقدر كبير من العشوائية.