"الأهم هي البطولات" و"التاريخ لا يذكر إلا الأبطال" و"منصات التتويج هي الشاهد الوحيد على الإنجازات" كلها عبارات متداولة بكثرة في عالم كرة القدم، لكنها تحمل الكثير من المغالطات.
فكم من لاعبين حققوا بطولات دون أن يكون لهم مساهمة فيها، وكم من أبطال بذلوا كل العرق والجهد وخسروا البطولة في الخطوات الأخيرة منها.
الخاسرين ليسوا هم موضوع تقرير اليوم، بل الفائزين فقط، الذين حققوا بطولات لا نتذكر أنهم حققوها، ولا نعتبرهم من أصحاب الإنجاز الحقيقي في تحقيقها.
Getty Imagesحصل خيسي رودريجيز على بطولتي دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد وكأسي عالم وبطولة دوري وبطولة كأس بالإضافة لسوبر أوروبي.
هذا بالإضافة لألقابه مع باريس سان جيرمان، إلا أن الدور الحقيقي الذي لعبه خيسي كان في فوز منتخب إسبانيا ببطولة أوروبا للشباب تحت الـ 19 عامًا حيث فاز وقتها بلقب هداف البطولة.
Gettyهل كان صلاح هو أول عربي يفوز بالدوري الإنجليزي أم رياض محرز؟ هو سؤال تعبنا منه في عام 2016 بعدما حمل محرز فريقه لتحقيق لقب ليستر سيتي التاريخي.
الأزمة هنا أن صلاح حقق اللقب بالفعل وساهم بهدفين وصناعة لكن دوره كان محدودًا للغاية، حتى أنه أمضى النصف الثاني من الموسم في صفوف فيورنتينا.
GettyImagesهكذا كان الحال دائمًا في أي قائمة ترشيحات للجوائز أو أي ترتيب هدافين، الثنائي يلازمان بعضهما البعض، كذلك هو الحال اليوم في ذلك التقرير.
رونالدو سبق له أن حقق الفوز ببطولة لم يكن له فيها أي مشاركة على الإطلاق، وهو لقب كأس السوبر البرتغالي الذي حققه سبورتنج لشبونة في 2002 وبقى نجم يوفنتوس الحالي على مقاعد البدلاء طوال الـ 90 دقيقة.
Gettyimagesنعم يتواجد ميسي في تلك القائمة عن مشاركته (أو بكلمات أكثر دقة: عن قلة مشاركته) في مباريات دوري أبطال أوروبا بعام 2006 وهو اللقب الثاني لصالح برشلونة تاريخيًا.
ميسي لعب آخر مباراة أساسيًا في تلك البطولة بدور الـ 16 أمام تشيلسي ثم عانى من الإصابة، ولم يشارك حتى نهاية الموسم، وكانت إجمالي مساهماته في البطولة هدفًا وحيدًا بدور المجموعات ضد باناثينايكوس.
Getty Imagesثنائي منتخب ألمانيا إريك دورم وكريستوفر كرامر حصلا على كأس العالم مع ألمانيا وبأدنى حد ممكن من المشاركة، فدروم لم يظهر ولو لدقيقة بينما كرامر شارك في النهائي بسبب كثرة الإصابات وغادر الملعب فورًا بسبب تصرفاته الغريبة.
Gettyنجم مانشستر يونايتد السابق كان ضمن جيل الثلاثية التاريخية في عام 1999 لكن بالنظر لسجل مواجهاته فلا نرى سوى عدد قليل من المباريات اشترك بها.
وبالتدقيق أكثر نجد أن اللقاءات الهامة تكاد تكون غير موجودة ضمن تلك المواجهات، لكنه وبالرغم من ذلك سيبقى ضمن جيل الثلاثية التاريخية.
Getty Imagesلم يشترك باتريك فييرا كثيرًا في بطولة دوري أبطال أوروبا لعام 2010 مع إنتر لكنه حققها في النهاية رفقة المجموعة.
إجمالي مشاركات فييرا في البطولة وصلت لـ 15 دقيقة كبديل في لقاءات دور المجموعات، رغم ذلك حقق في تلك الـ 15 دقيقة ما لم يحققه من ألقاب أوروبية في آرسنال.
Getty Imagesالجنوب أفريقي لعب لمانشستر يونايتد 22 مباراة في الدوري الإنجليزي ببطولات أعوام 2000 و2001 و2003 وحصل عليهم جميعًا، مع العلم أن معظم تلك اللقاءات كان بديلًا فيهم أو كانت مباريات أقل أهمية تطلب إراحة النجوم.
Getty Imagesخلال موسم تواجده في صفوف تشيلسي حصل فيليبي لويس على لقب الدوري الإنجليزي بأقل قدر ممكن من المساهمة بعدما شارك في تسع مباريات طول البطولة أساسيًا، منهم ثلاثة بعد حسم اللقب ومعظم اللقاءات الأخرى كانت ضعيفة وشارك فيها بسبب المداورة ليس إلا.
getty Imagesالبرازيلي الذي مثل ميلان في دوري أبطال أوروبا لعام 2007 احتسبت له البطولة، لكنه لم يشارك في أي مباراة أساسيًا بها منذ شهر نوفمبر.
Gettyرونالدو دي ليما نجم ريال مدريد وإنتر التاريخي ربما يكون آخر اسم يتخيل أحدهم أن يتواجد في تلك القائمة، لكنه هنا بالفعل فيحمل في سجله بطولتي كأس عالم.
الجميع يعرف ببطولة 2002 والتي جاء بها على عنقه لبلاده، لكنه حصل أيضًا على بطولة 1994 دون أن يشارك ولو لدقيقة واحدة فقط.
ربما لا يتذكر الكثيرين أن بيكيه لعب لصالح مانشستر يونايتد لعدة سنوات قبل أن يعود لبرشلونة، ليس هذا فحسب، فالرجل حمل لقب دوري أبطال أوروبا في إنجلترا قبل أن يفعلها في كتالونيا.
بيكيه حصل على لقبي الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال بأقل قدر ممكن من المساهمة، فلم يشارك طوال الموسم في مواجهتين متتاليتين طوال الـ 90 دقيقة سوى في الجولتين التاسعة والعاشرة بالدوري ضد ويجان وأستون فيلا.
Getty Imagesشارك كاكا لمدة 18 دقيقة فقط أمام كوستاريكا في الجولة الثالثة من دور المجموعات بكأس العالم 2002 ورغم ذلك أصبح النجم التاريخي لميلان وريال مدريد واحد من آخر جيل حقق المونديال لصالح البرازيل رغمًا عن الجميع.
AFPنهائي بطولة دوري أبطال أوروبا في 2018 لم يكن الأول لصالح الألماني إيمري تشان، فسبق له أن تواجد بنهائي 2013 بصفوف بايرن ميونخ، لكن من حقًا يتذكره؟
حارس مرمى النادي الأهلي ظل حبيس مقاعد الاحتياط لسنوات طويلة، رغم ذلك لو نظرنا لسجل بطولاته سنجد سبع بطولات دوري مصري.
(C)Getty Imagesالثلاثي ماركو ارناوتوفيتش وريكاردو كواريشما وأمانتيني مانسيني لعبوا لصفوف إنتر في الموسم التاريخي الذي حصدوا فيه الثلاثية.
لكن الحقيقة إنك عندما تسأل جماهير النيراتزوري عنهم لن يتذكروا أي دورًا لهم في ذلك الإنجاز الذي لم يكرره أي فريق إيطالي آخر.
Getty Imagesصاحب الـ 23 عامًا حقق الفوز بثماني بطولات دوري رغم عمره الصغير ففاز ببطولتين مع باريس سان جيرمان ومثلهما في إيطاليا مع يوفنتوس.
إجمالي مساهمة كومان في تلك البطولات هو هدفين وصناعتين، بينما ترتفع مساهمته بشكل واضح مع بايرن ميونخ في الأربع بطولات المتبقية.