barcelona-marc-bernal(C)Getty Images

"نجم برشلونة في وضع غير مريح".. مدرب إسبانيا للشباب يرسل رسالة تحذير لأندية الليجا!

أثار دافيد جوردو، المدير الفني للمنتخب الإسباني تحت 21 عامًا، عاصفة من الجدل بتصريحاته الأخيرة التي جاءت عقب إعلانه عن قائمة اللاروخا استعدادًا لخوض غمار تصفيات بطولة أوروبا المقبلة، ولم يقتصر الأمر على استبعاد أسماء بارزة ومواهب شابة يُنتظر منها الكثير، مثل مارك بيرنال، لاعب برشلونة، بل امتد ليشمل انتقادات مبطنة وعميقة لسياسات الأندية الإسبانية في الحفاظ على مواهبها، مسلطًا الضوء على ما وصفه بالصيد الثمين الذي حققه نادي آرسنال بضم كريستيان موسكيرا.

ويستعد المنتخب الإسباني للشباب لمواجهتين حاسمتين ومهمتين في مسيرته بالتصفيات الأوروبية، حيث يستضيف سان مارينو في لوجو يوم الجمعة 14 نوفمبر، في مباراة تبدو في المتناول نظريًا، قبل أن يخرج لمواجهة رومانيا يوم الثلاثاء 18 من الشهر ذاته، وهو الاختبار الذي قد يكون أكثر تعقيدًا.

ويسعى جوردو لحصد النقاط الست كاملة لتعزيز موقع فريقه في صدارة المجموعة، لكن اختياراته الأخيرة والتصريحات المصاحبة لها وضعت الضوء على قضايا أعمق تتعلق بمستقبل المواهب الإسبانية ومعايير الاختيار للمنتخب.

  • وضع غير مريح

    كان الاستبعاد الأبرز والذي تصدر العناوين هو غياب مارك بيرنال، لاعب خط وسط برشلونة الشاب الذي يُصنف كأحد أهم المواهب الصاعدة في "لا ماسيا" ويُعقد عليه آمال كبيرة، جوردو لم يتردد في كشف السبب الحقيقي وراء قراره، مرجعًا إياه بصراحة إلى قلة مشاركات اللاعب مع فريقه الأول. وقال جوردو في المؤتمر الصحفي: "مارك واحد منا، لكنه ليس في وضع مريح الآن. إنه يحصل على دقائق لعب قليلة جدًا".

    ويأتي هذا التصريح ليزيد الضغط على إدارة برشلونة وجهازها الفني بشأن كيفية تعاملها مع الدقائق المتاحة للاعب الشاب، الذي كان قد أثار الإعجاب بشدة في الفترات التحضيرية. جوردو، من جانبه، بدا حازمًا في فلسفته بأن الاستدعاء للمنتخب يجب أن يكون مبنيًا على الجاهزية الفنية والبدنية الحالية، وليس فقط على السمعة أو الإمكانيات المستقبلية. وأوضح جوردو أن القائمة الحالية هي الأفضل من وجهة نظره لتحقيق الهدف المباشر، قائلًا: "لقد أحضرنا الفريق الذي نعتقد أنه سيساعدنا على أفضل وجه للحصول على ست نقاط حاسمة لوضعنا في المجموعة".

  • إعلان
  • ثقة في نجم ريال مدريد

    لم تكن قضية بيرنال هي الوحيدة المثيرة للجدل، فقد تطرق جوردو أيضًا إلى الغياب المستمر لماتياس فيرنانديزباردو، الموهبة الشابة التي تحمل خيارات لتمثيل ثلاث دول هي إسبانيا، بلجيكا، أو إيطاليا. ورغم أن اللاعب كان قد أبدى رغبته في ارتداء قميص إسبانيا، إلا أنه لم يتم استدعاؤه مجددًا، وهي المرة الرابعة التي يتكرر فيها هذا الموقف المعقد الذي يحيط بمستقبله الدولي. لكن جوردو قلل بشكل مفاجئ من أهمية الأمر قائلًا: "إنه ليس في القائمة، وهذا ليس شيئًا يقلقني. أنا قلق أكثر بشأن الغيابات الأخرى التي كنت أود رؤيتها، بعضها بسبب الإصابة والبعض الآخر بسبب قلة وقت اللعب".

    وعلى النقيض تمامًا من موقفه الحازم تجاه بيرنال بسبب قلة الدقائق، دافع جوردو بحرارة عن استدعائه لجونزالو جارسيا، لاعب ريال مدريد، رغم أن الأخير لا يحصل هو الآخر على دقائق لعب منتظمة مع ناديه. وبرر جوردو هذا الاستثناء، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية، قائلًا: "جونزالو يزدهر بوقت اللعب، ويشعر بالراحة الشديدة هنا. عليك فقط أن تنظر إلى أدائه الممتاز معنا. نحن سعداء جدًا بوجوده، لقد أصبح "واحدًا منا، إنه لاعب يساهم دائمًا"، في إشارة إلى أن انسجامه مع مجموعة المنتخب وتألقه السابق يشفع له رغم وضعه الحالي في ريال مدريد.

  • عودة خيسوس والدرس الإنجليزي

    في جانب آخر من التصريحات، شهدت القائمة عودة خيسوس رودريجيز، اللاعب الموهوب الذي حظي بتجربة الانضمام للمنتخب الأول في آخر معسكرين دوليين، ويعود الآن لدعم فريق تحت 21 عامًا. ويرى جوردو أن هذه خطوة إيجابية للغاية ولا تمثل تراجعًا في مسيرة اللاعب الشاب، بل هي جزء طبيعي من عملية النضج والتطور. وقال المدرب: "إنه لاعب كرة قدم محترف للغاية رغم صغر سنه، وهو يفهم السياق. بكونه صغيرًا جدًا، فهو يحتاج إلى اللعب. معنا، ستتاح له هذه الفرصة وسيستغل كل حصة تدريبية ومباراة لمواصلة النمو والتحسن".

    وأشاد جوردو بذكاء اللاعب الشاب، في إشارة واضحة إلى أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة العمرية هي تراكم الدقائق والخبرات الدولية، بغض النظر عن الفئة التي يشارك فيها، سواء كانت الأول أو فريق الشباب.

  • "صفقة رابحة" ورسالة للأندية

    أدلى جوردو بأقوى تصريحاته وأكثرها جرأة عند سؤاله عن كريستيان موسكيرا، المدافع الإسباني الشاب الذي انتقل من فالنسيا إلى آرسنال الإنجليزي مؤخرًا في صفقة أثارت الكثير من الحديث. جوردو، الذي كشف عن معرفته العميقة باللاعب منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره، أثنى عليه بشدة واصفًا إياه بأنه شخص رائع وذكي جدًا يعرف ما هو الأفضل له. ووافق جوردو بشدة على وصف الصحافة الإنجليزية للصفقة بأنها "صيد ثمين" أو "صفقة رابحة" لنادي آرسنال.

    لكن جوردو استغل هذه الفرصة لتوجيه رسالة نقدية حادة ومباشرة إلى الأندية الإسبانية، خاتمًا حديثه بنبرة لا تخلو من اللوم والأسف عندما قال: "أوافق على أنها صفقة رابحة. أتمنى أن تستثمر الأندية الإسبانية أكثر في اللاعبين الإسبان وألا يضطروا للذهاب إلى الخارج". وتعكس هذه الكلمات قلقًا متزايدًا داخل أروقة الاتحاد الإسباني بشأن ظاهرة هجرة المواهب الشابة من الدوري الإسباني إلى القوة الشرائية الهائلة للدوريات الأخرى، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما قد يؤثر على مستقبل الكرة الإسبانية على المدى الطويل.