نجاح بالصدفة؟! .. لهذه الأسباب تراجع دفاع برشلونة وتضحية تشافي قد تأتي بالنجاح!

في الموسم الماضي كان برشلونة يقدم المستويات الأفضل له دفاعيًا في البطولات المحلية بالتحديد في بطولة الدوري التي فاز بها في نهاية المطاف بفضل الاداء الدفاعي الصلب.

بالرغم من الإنهيار دفاعيًا في نهاية البطولة، إلا أن الجماهير اعتقدت أن ذلك بسبب حسم اللقب وغياب التركيز عن الفريق حيث فضل تشافي هيرنانديز الدفع بالعديد من العناصر الشابة وهؤلاء الذين لم يكونوا يحصلوا على الفرصة كاملة، كنوع من الإعداد المبكر للموسم المقبل.

لكن هل كان ذلك الأداء الدفاعي مجرد صدفة؟ هل من الممكن أن يؤدي فريق على مدار موسم كامل بتلك المستويات الدفاعية ثم نتهمهم إنهم وصولوا لتلك النقطة فقط بسبب الصدفة؟

لتفعيل الأرقام الدفاعية ومشاهدتها برجاء الضغط على تبويب الدفاع بالأسفل

قوة دفاع برشلونة تبدأ من تنفيذ الفريق لعمليات الضغط المبكر على الخصم، وهو أمر أصبح النادي الكتالوني يفتقر له بوضوح في الموسم الجاري.

من أهم عناصر منظومة الضغط في برشلونة كان الإسباني سيرخيو بوسكيتس الذي رحل عن النادي الكتالوني في الصيف الماضي واحتفلت بعض جماهير الفريق برحيله.

بوسكيتس كان يملك من القدرة على التمركز ومنع تمريرات الخصوم وقطع الخطوط بين عناصره ما لا يملكه أي من عناصر برشلونة في الوقت الحالي، وفي ذلك الكثير التوضيح لأسباب التراجع الدفاعي الكتالوني.

منذ بداية الموسم ويعاني برشلونة بشكل واضح من كثرة الإصابات بالأخص على المستوى الدفاعي، البداية كانت من الوافد الجديد إينييجو مارتينيز الذي جاء لهم مصابًا، ثم رونالد أراوخو العائد مؤخرًا من إصابته.

وهناك الآن جول كوندي الذي تعرض لإصابة صعبة في المباراة الأخيرة للنادي الكتالوني في الدوري ضد غرناطة وأليخاندرو بالدي الذي أصيب خلال فترة التوقف الدولي.

كل تلك الإصابات باختلاف تأثيرها وأهمية كل لاعب ممن تعرضوا لها بكل تأكيد لها انعكاس واضح على شكل برشلونة الدفاعي.

في سوق الانتقالات دخل على تشكيل برشلونة ثنائي جديد في تشكيلته الدفاعية، هما إينييجو مارتينيز وجواو كانسيلو.

لا خلاف على جودة الثنائي لكن دخول لاعبين على منظومة كل ما تستطيع اللعب به هو أربعة لاعبين هو أمر قد يتسبب في بعض الخلل ولو كان مؤقتًا.

هذا إلى جانب بالطبع حب كانسيلو الكبير للهجوم وعدم التزامه بأدوار دفاعية كبيرة، على عكس وضع جول كوندي الذي كان يأخذ دور الظهير في الموسم الماضي، أو حتى أراوخو الذي استطاع إخفاء خطورة فينيسيوس جونيور في أكثر من مناسبة.

في الموسم الماضي كان مستوى مارك أندريه تير شتيجن في أفضل ما يكون منذ سنوات بعيدة، اللاعب الألماني كان حاسمًا في عدة مباريات انتهت بفوز برشلونة بهدف نظيف أو بفارق هدف وحيد.

مستوى تير شتيجن كان من ضمن الأسباب التي منحت الفريق صلابة دفاعية كبيرة، وتراجعه هذا الموسم لا يعني بالضرورة سوء أداء منه، لكن ربما كان يقدم مستويات استثنائية قبل أشهر، والآن عاد ليكون حارسًا كبقية الحراس.

المدير الفني للنادي الكتالوني يريد بأي ثمن أن يحقق نجاحًا أوروبيًا بعد توالي الإخفاقات موسم تلو الآخر سواء في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي.

وقرعة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم لا تمنحه أي راحة، فلا مجال لخسارة ولو نقطة واحدة، وبالفعل نجح الفريق في حصد ست نقاط من ستة متاحة في البطولة حتى الآن بشباك نظيفة في مواجهتين.

فهل يفكر تشافي حقًا بتلك الطريقة، هل يريد التضحية بوضعه محليًا لصالح الغريم المباشر ريال مدريد من أجل نجاح أوروبي يعلم الجميع أنه سيكون محدودًا.

فماذا بعد الصعود من دور المجموعات؟ ربما يواجه برشلونة آرسنال ثاني مجموعته حاليًا أو نابولي أو باريس سان جيرمان أو أحد زملائه في المجموعة ميلان ودورتموند ونيوكاسل.

لا يمكن أن نقول إن تألق دفاع برشلونة في الموسم كان مجرد صدفة أو وليد للحظ، لأن تشافي هيرنانديز وفريقه عملوا كثيرًا على تحسين وضعهم.

لكن أن تدخل موسم جديد بكل الظروف المذكورة بالأعلى ضف لهم حسن دراسة المنافسين لك على مدار 12 شهرًا كاملين، فهذا يجعلك تتوقع أن يحسنوا التعامل مع دفاعك الحديدي.

في نهاية المطاف، فوضع برشلونة غير مقلق أوروبيًا، وربما كان في ذلك أحد أسباب قلة التركيز محليًا، وفي الوقت نفسه لا يبتعد كثيرًا عن القمة التي يعتليها ريال مدريد، حيث يفرق بثلاث نقاط فقط، لذلك فتحسين الموقف الدفاعي الحالي والعودة للقمة أمر وارد للغاية في الأسابيع المقبلة، التي ستشهد توقفًا دوليًا جديدًا ربما يستطيع تشافي خلاله إيجاد حلول جديدة.