يجب مراعاة الظروف الصعبة التي يعيشها ميلان مع ماسيميليانو أليجري وكم الإصابات في الفريق بغياب أردون جاشاري، بيرفيس إستوبينان، كريستيان بوليسيتش وأدريان رابيو، مما أثر كثيرًا على الفريق بشكل عام وانعكس على مودريتش أيضًا.
الجميع كان يبحث عن الكرواتي في كل مكان وسط حرص من لاعبي ميلان بمنحه الكرة من أجل خلق الحلول، ولكن في كل لحظة يستحوذ فيها، نجد أنه في حيرة من أمره وعاجز عن الوصول إلى رافائيل لياو وسانتياجو خيمينيز.
يمكننا أيضًا اختلاق المزيد من "الأعذار" لمودريتش، من خلال حقيقة أن العنصر الوحيد الذي ظهر بحالة جيدة اليوم كان صامويل ريتشي صاحب الهدف، مقابل مستويات محبطة للغاية من أغلب اللاعبين خاصة يوسف فوفانا الذي كان بمثابة أسوأ شريك ممكن للكرواتي المخضرم.
غياب رابيو كان مؤثرًا على منظومة الوسط، وتسبب في حالة من "الوحدة" لمودريتش الذي تم إرهاقه وبذل أقصى ما عنده في سن الأربعين وهو يعاني من نقص جودة حاد لمن حوله.
خيمينيز ولياو وغيرهما، الجميع كان خارج الخدمة باستثناء ريتشي، ومن دخلوا في الشوط الثاني كبدلاء لم يغيروا أي شيء، لذلك هذا التعادل يأتي بطعم المكسب لميلان في هذه الظروف.
مودريتش، ورغم "ظهوره في سنه الحقيقي اليوم" إلا أنه ساهم في إفساد أكثر من فرصة في النصف الأخير من الشوط الثاني، وذلك عن طريق ارتكاب بعض الأخطاء "التكتيكية" بمنتصف الملعب، وهو أمر يستحق عليه الإشادة.
جودة الاحتفاظ بالكرة تبدو غائبة كثيرًا عن العديد من اللاعبين في ميلان، ولم يمتلكها اليوم سوى مودريتش وساليميكرز، وهذا لا يكفي النجم المخضرم لإظهار سحره في هذا العمر، لأنه كما قال ميسي ..الجسد أحيانًا لا يرحم، والاستمرارية على نفس الطاقة البدنية والمستوى الفني في كل مباراة سيكون أمرًا صعبًا على لوكا، فهو الآن بحاجة إلى من يقوم بإراحته ويوفر عليه بذل المزيد من المجهود، بدلًا من فوفانا وغيره الذين يرهقونه بمستواهم الباهت.
الأمر يبدو وكأن مودريتش قرر الذهاب إلى "سفينة غارقة" وهو لا يمتلك الأدوات اللازمة لإنقاذها في هذا العمر، فهل يخرج أليجري بأي حلول لإنقاذ هذه التجربة؟ هذا التعادل وضع الفريق في المركز الثاني بـ18 نقطة بفارق 3 نقاط عن نابولي وخلفهما روما وإنتر، مما يجعل السباق محتدمًا وبحاجة إلى انتفاضة وطفرة أقوى من المبالغة في الاعتماد على أسطورة ريال مدريد.