FBL-EUR-C1-REAL MADRID-MILANAFP

ريال مدريد وميلان .. رسالة إلى برشلونة في "شوارع" البرنابيو وحان وقت حزم الحقائب يا أنشيلوتي!

دخل ريال مدريد موقعته مع ميلان في الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا، مساء اليوم، الثلاثاء، على ملعب سانتاجو برنابيو، وهو لديه كافة الأسباب الممكنة للانتقام ورد الاعتبار!

خسارة فينيسيوس للكرة الذهبية لصالح رودري، وغضب النادي الإسباني من مؤامرة تم تدبيرها ضده، والسقوط المُروع أمام برشلونة في الكلاسيكو 4/0، والانتقادات الموجهة لكارلو أنشيلوتي والمطالب المنتشرة برحيله، كلها أسباب تحفز الميرينجي للرد في الملعب.

ولكن مجرد تمني الرد لم يكن كافيًا، ريال مدريد لم يفعل ما يكفي للتغلب على ميلان، في مواجهة كلاسيكية لا تحدث كثيرًا، وتجلب الكثير من ذكريات الماضي إلى أذهان عشاق الفريقين، والنتيجة الليلة كانت صادمة لأصحاب الأرض، بانتصار الروسونيري بنتيجة 3/1.

منذ الوهلة الأولى وكان من الواضح أن الليلة لن تكون سهلة، حيث سجل مالك ثياو هدف التقدم للضيوف من كرة رأسية، قبل أن يعادل فينسيوس النتيجة من ركلة جزاء، ليعود ميلان مرة أخرى ليسجل عن طريق ألفارو موراتا مع نهاية الشوط الأول، قبل أن يحرز المتألق تيجاني ريندرز الثالث للفريق الإيطالي بالشوط الثاني.

نتيجة كارثية تضع الفريق في مركز متأخر بترتيب دوري الأبطال، وتفقده هيبته، وتزيد الشكوك حول أنشيلوتي، وتحمل رسالة إيجابية لغريمه الكتالوني برشلونة، فكيف حدث كل ذلك؟

  • FBL-EUR-C1-REAL MADRID-MILANAFP

    إشادة واجبة لفونسيكا

    قبل الخوض في الأخطاء التي قام بها أنشيلوتي، يجب منح باولو فونسيكا حقه، بسبب المستوى المميز والدفاع المُحكم الذي دخل به المباراة لإغلاق المساحات أمام هجوم أصحاب الأرض بقيادة فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي وغيرهما.

    الروسونيري الذي يعاني من بداية متخبطة للموسم، ويحتل المركز السابع بجدول الدوري الإيطالي ظهر بصورة مغايرة تمامًا، بفضل قراءة فونسيكا جيدًا لريال، والطريقة التي أدار بها المباراة منذ الدقيقة الأولى وحتى صافرة النهاية.

    الثلاثي ثيو هيرنانديز وفيكايو توموري ومالك ثياو شارك بشكل فعال في خنق أصحاب الأرض، بمساعدة الثنائي يونس موسى ويوسف فوفانا، في الوقت الذي كان فيه إيمرسون رويال هو نقطة الضعف الواضحة في دفع الفريق، حيث منح ريال التعادل على طبق من ذهب، بعد فشله في التغطية وعرقلة فينيسيوس جونيور داخل المنطقة، ليتم احتساب ركلة جزاء سجل منها البرازيلي هدف العودة للصورة.

    ميلان تعلم جيدًا من درس بوروسيا دورتموند، عندما تقدم الفريق الألماني بهدفين نظيفين على نفس الملعب، وكان على وشك تحقيق نتيجة تاريخية، لكنه تراجع وخسر في ريمونتادا مثيرة بنتيجة 5/2.

    الروسونيري لم يتوقف عن الهجوم وواصل الضغط على ريال واستغلال نقاط ضعفه الواضحة في خط دفاعه، والثغرات التي لا حصر لها في كل مكان، لذلك فونسيكا يستحق كل الإشادة، ولكن ماذا عن أنشيلوتي وفريقه؟

  • إعلان
  • Real Madrid C.F. v AC Milan - UEFA Champions League 2024/25 League Phase MD4Getty Images Sport

    حتى أنت يا موراتا!

    في الماضي كان الوصول إلى مرمى ريال مدريد أمر في غاية الصعوبة، ولكن الآن دعنا فقط نخبرك أن الميرينجي اهتزت شباكه 18 مرة في 16 مباراة بكل البطولات هذا الموسم، 9 منهم في آخر 3 مباريات.

    دليل واضح على المعاناة التي يمر بها الفريق من الناحية الدفاعية، حيث يبدو أن أنشيلوتي فقد السيطرة تمامًا على فريقه، ولم يعد قادرًا على إخراج أفضل ما عند المجموعة الحالية.

    الرباعي الدفاعي يعاني، فيرلان ميندي ولوكاس فاسكيز عاشا مباراة بمثابة الكابوس أمام كريستيان بوليسيتش ورافائيل لياو، وإيدير ميليتاو وأنطونيو روديجر ظهرا في دور المتفرج على كل ما يحدث.

    الهدف الأول جاء بسبب هذه الغفلة، حيث ارتقى مالك ثياو فوق الجميع لتسجيل الأول، والثاني جاء بطريقة مماثلة، من تسديدة لرافائيل لياو ارتدت لألفارو موراتا الذي أودعها في شباك أندريه لونين.

    لو حدثت لقطة موراتا أمام أي فريق آخر لكان من الطبيعي رؤية الحكم المساعد يرفع راية التسلل، ولكن ليس أمام ريال مدريد، كل الظروف قررت أن تتحد لإفساد الليلة على الميرينجي وعشاقه، حتى ضد أكثر المهاجمين نحسًا ووقوعًا في التسلل في العالم.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2024Getty

    رهان جديد يخسره مبابي

    "إذا لم أكن أعتقد أنني الأفضل، فلن يفعل أي شخص آخر ذلك من أجلي، أنا خامس أفضل حراس المرمى في العالم" .. بهذه الجملة قرر مايك ماينان حارس ميلان الرد على شعوره بالقلق بشأن اللعب أمام كيليان مبابي.

    الفرنسي صدق، لا يوجد أي سبب يدعو للرعب من اللعب أمام مبابي، نجم باريس سان جيرمان السابق لم يعد مرعبًا كما اعتدنا عليه في حديقة الأمراء، وفشل في التسجيل بمرمى ماينان في أكثر من مرة، كان أبرزها من انفراد صريح تفوق فيه حارس الروسونيري بالدقائق الأخيرة من الشوط الأول.

    الوضع يزداد صعوبة على مبابي، لأن الأمر لا يتعلق بمواجهة الليلة فقط، بل العديد من المباريات الأخرى التي أخفق فيها وكان آخرها في السقوط 4/0 أمام برشلونة في كلاسيكو الدوري الإسباني.

    الأمر لم يتوقف على مبابي فقط الليلة، لوكا مودريتش، جود بيلينجهام، فيديريكو فالفيردي وأوريليان تشواميني، ظهرت عليهم العديد من علامات الاستفهام، خاصة الثنائي الأخير الذي تم تغييره بين الشوطين.

    حتى أندريه لونين الذي لعب دور البطولة الموسم الماضي مع إصابة تيبو كورتوا، يُسأل عن الهدف الثاني لميلان بسبب رعونته في التصدي لتسديدة لياو، وهو ما يعكس قيمة الحارس البلجيكي الذي كان ينقذ فريقه من هذه الكوارث.

  • Real Madrid C.F. v AC Milan - UEFA Champions League 2024/25 League Phase MD4Getty Images Sport

    هل حان وقت الرحيل؟

    اعتاد كارلو أنشيلوتي على إصلاح الأمور في كل مرة يُخفق فيها ريال على مدار السنوات الماضية، ولكن القصة تبدو مختلفة تمامًا خلال هذا الموسم.

    مستويات كيليان مبابي وتشواميني وبيلينجهام، الأداء الدفاعي المتخبط، عدم منح الدقائق الكافية لأردا جولر وإندريك، تدهور الأوضاع في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، كلها أسباب تجعل فلورنتينو بيريز يتخلى عن صمته والخروج بالقرار الصعب!

    ربما يعاني أنشيلوتي من غيابات مؤثرة مثل داني كارباخال وكورتوا ودافيد ألابا، وعدم التعاقد مع بديل لتوني كروس، ولكن هذا لا يبرر الشكل الذي يظهر به الفريق الفترة الأخيرة.

    هل فقد الإيطالي سحره؟ ربما، هل قدم كل ما يمكن تقديمه وحان الوقت لتحديات مختلفة له ولريال مدريد؟ قد يبدو هذا الحل الأنسب لو استمر الأمر على هذا المنوال.

    لأول مرة منذ سنوات طويلة، نجد هذا الكم من المساحات الشاسعة في دفاع ريال مدريد، خاصة الجانب الأيمن الذي لعب به فاسكيز وكان فريسة لرافائيل لياو منذ الدقيقة الأولى.

    الأمر لم يقتصر على الدفاع فقط، الهجوم كذلك عانى بشكل واضح، بيلينجهام لعب واحدة من أسوأ مبارياته، وفينيسيوس ظهر تائهًا في الملعب، خلف مبابي الذي كان الأكثر نشاطًا خاصة في الشوط الأول، وكان على وشك التسجيل لولا تألق ماينان.

    البعض جلس أمام الشاشات منتظرًا ريمونتادا جديدة مثلما حدث دورتموند، ولكن عذرًا، الليلة لا توجد هناك عودة، بل ربما سلك أنشيلوتي طريق اللاعودة، لأن الفريق لو كان لعب لبضعة ساعات الليلة لما نجح في التسجيل!

  • FBL-EUR-C1-REAL MADRID-MILANAFP

    رسالة إلى برشلونة

    الحديث هنا لا يتعلق بالمنافسة على دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، وإن كانت مباراة الليلة تمنح العملاق الكتالوني الكثير من الأمل حول خروج منافسه الأشرس من الصورة تمامًا.

    ولكن نحن هنا نتحدث عن رافائيل لياو، هدف برشلونة الذي حاول النادي ضمه الصيف الماضي بعد الفشل في التعاقد مع نيكو ويليامز، ولكنه فشل، وعادت الأنباء مرة أخرى حول ارتباطه بالانضمام لكتيبة المدرب هانز فليك.

    العديد من الشكوك ظهرت حول لياو، سواء الاتهامات بالمزاجية أو الإخفاق في تأدية الواجبات الدفاعية، تزامنًا مع جلوسه على دكة البدلاء الفترة الأخيرة مع فونسيكا وتراجع أسهمه بشكل واضح.

    البرتغالي رد على كل ذلك في الملعب الليلة، وكان بمثابة الكابوس لدفاعات ريال مدريد، وتسبب في الهدفين الثاني والثالث، ليقدم أوراق اعتماده لفليك، بأنه قادر تمامًا على التألق في المناسبات الهامة أمام خصم مثل ريال مدريد، حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته.

    لياو لم يكن البطل الوحيد في هذه الليلة، كان هناك الهولندي تيجاني ريندرز، الذي لعب دورًا هامًا في الربط بين خط الوسط والهجوم، وكان أحد أهم مفاتيح فونسيكا لاختراق شوارع ريال مدريد، وهو ما ظهر بوضوح في الهدف الثالث.

    ريندرز يحمل رسالة أخرى لباقي عمالقة أوروبا، لاعب مبدع لديه قدرة مميزة على الخروج بالكرة والاختراق واستغلال المساحات، ونجح في إثبات نفسه على أعلى مستوى ممكن، ولن يكون مكلفًا لو حاول أحدهم إخراجه من سان سيرو.

0