Mika Biereth Monaco Arsenal GFXGetty/GOAL

ذاكرته الضعيفة سر نجاحه .. ميكا بيريث "أمير موناكو الجديد" الذي يُشبه هالاند وفضح خيبة آرسنال!

في آرسنال هم لا يفعلون الأخطاء مرة واحدة فقط، بل يكررونها بصفة مستمرة مع اختلاف العصور والمدربين، وميكيل أرتيتا كان له نصيبًا من تلك الكوارث رغم الثورة التي عاشها الفريق معه في السنوات الأخيرة.

آرسنال تفنن مؤخرًا في منح الفرص لمن لا يستحقها، وحرمان المواهب المميزة من فرصة يستحقونها أكثر من غيرهم، ليشقوا طريقهم بعيدًا عن ملعب الإمارات.

الفريق بحاجة إلى مهاجم، كاي هافيرتس وجابرييل خيسوس تعرضا للإصابة وسيغيبان حتى نهاية الموسم، كما أن بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي يعانيان من إصابات طويلة، الوضع كارثي وميكيل ميرينو "لاعب وسط" هو المهاجم الرئيسي في موسم كان من المفترض أن يفوز فيه المدفعجية بالدوري الإنجليزي بعد سقوط مانشستر سيتي.

العملاق اللندني يعاني من أجل هز الشباك، والجميع في حالة سخط، ليظهر ميكا بيريث مهاجم موناكو الحالي وآرسنال السابق، ليثبت للجميع قصر نظر أرتيتا عندما يتعلق الأمر برؤيته للاعبين خاصة المهاجمين.

الإسباني الذي وثق بصورة مبالغًا فيها في إيدي نكيتيا ومنحه الرقم 14 الخاص بالنجم الأسطوري تييري هنري، لم يقتنع بالمهاجم الدنماركي الشاب الذي أصبح يسير بخطى ثابتة نحو نموذج جديد من إرلينج هالاند بفضل غزارته التهديفية مع موناكو.

  • FBL-EUR-C1-PSV-ARSENALAFP

    قصة قصيرة مثيرة للسخرية والحسرة

    ميكا بيريث برز مع شباب فولهام، قبل الانتقال إلى آرسنال في 2021 خلال حقبة أرتيتا، وتنبأ الجميع له بمستقبل مبهر خاصة بعد تسجيله 12 هدفًا وصناعة 5 في فريق تحت 21 سنة.

    الدنماركي ذهب إلى العديد من تجارب الإعارة، وظهرت مطالب بضرورة الاعتماد عليه بدلًا من إيدي نكيتيا الذي أخفق في جميع الفرص التي أتيحت له مع آرسنال، ولكن أرتيتا تجاهل كل ذلك، وغض البصر عن العديد من الحقائق عن المهاجم الشاب.

    اللاعب قضى النصف الثاني الموسم الماضي مع فريق شتورم جراتس النمساوي بعد تجربتين في اسكتلندا وهولندا، وسجل 15 هدفًا وصنع 9، وقاد فريقه لإنهاء هيمنة سالزبورج على الدوري المحلي، وحقق معه بطولة الكأس، وكان من أبرز الهدافين في البلاد طوال فترته هناك.

    بعدها عاد إلى آرسنال، في الوقت الذي كان يعرف فيه أرتيتا جيدًا أنه لن يتعاقد مع مهاجم جديد، لاقتناعه بأن هافيرتس وجيسوس كافيان لإسقاط ليفربول ومانشستر سيتي، واختار بيعه إلى شتورم جراتس مقابل 4 ملايين جنيه استرليني فقط دون إدراج أي بند لإعادة الشراء!

    أرتيتا لم يفكر حتى في الإبقاء عليه بعد رحيل نكيتيا إلى كريستال بالاس، وفضل التخلي عنه بهذا المبلغ الزهيد للغاية، ليعطينا انطباعًا أن ميكا بيريث مجرد مشروع فاشل لم يثبت أحقية في الحصول على الفرصة، ليرد عليه الدنماركي ويمنحه الكثير من الأسباب للندم على هذا القرار.

  • إعلان
  • TOPSHOT-FBL-FRA-LIGUE1-MONACO-AUXERREAFP

    كتب التاريخ في بضعة أشهر

    بعد قيام شتورم جراتس بشراء ميكا بيريث من آرسنال بهذا المقابل الزهيد، واصل اللاعب تألقه بتسجيل 11 هدفًا في 16 مباراة بالدوري النمساوي، وهو ما لفت أنظار موناكو الذي عانى هجوميًا بسبب إصابة فلوريان بالوجان، ليقوم بضمه مقابل 15 مليون يورو.

    صفقة كارثية بكل المقاييس، لاعب تم بيعه بـ4 ملايين في الصيف، ليباع بأكثر من ضعف هذا المبلغ بعدها ببضعة أشهر فقط، في دليل آخر على التخبط الإداري وعدم بُعد النظر لدى آرسنال في البيع والشراء.

    المفارقة أنه في الوقت الذي حاول فيه آرسنال التعاقد مع مهاجم في يناير لإنقاذ موسمه الكارثي، ذهب بيريث إلى موناكو ليفاجىء الجميع بمستويات مرعبة وسجل تهديفي لم يتوقع أحد حدوثه بتلك السرعة.

    المهاجم الشاب نجح في تسجيل 3 ثلاثيات "هاتريك" في شهر فبراير فقط مع موناكو في فرنسا، ليكون أول لاعب يقوم بذلك في أول 7 مباريات له بالدوري الفرنسي منذ 70 سنة.

    رصيده التهديفي حاليًا مع موناكو وصل إلى 10 أهداف في 10 مباريات، كل ذلك يحدث وآرسنال يعاني من أجل هز شباك وست هام ونوتنجهام فورست، ويخسر بسبب ذلك لقب الدوري الإنجليزي ونحن لا نزال في بداية شهر مارس!

  • Erling Haaland Manchester City 2024Getty Images

    نسخة "رديئة" من هاري كين وهالاند

    طريقة بيريث وأسلوبه تسببت في مقارنته بالعديد من اللاعبين، رغم أنه يختلف عن العديد من المهاجمين العصريين حاليًا باعتباره "رقم 9 كلاسيكي" يقتصر عمله على ما يفعله داخل منطقة الجزاء.

    تم تشبيهه بجيمي فاردي بسبب قدرته على استغلال القدرات الدفاعية، ولكن عندما تم سؤاله بشكل شخصي، مزح بأنه مزيج "رديء" من إرلينج هالاند وهاري كين.

    المسار الذي سلكه بيريث لا يشبه العديد من اللاعبين في إنجلترا، لأنه اختار التحرر من النظام الإنجليزي، وترك آرسنال بحثًا عن فرصة للعب بانتظام، وخاض تجربتين إعارة مع فالفيك الهولندي وماذرويل الاسكتلندي قبل شتورم جراتس، مما شكل كثيرًا من شخصيته.

    اللاعب الذي يمكنه تمثيل 4 بلاد "ألمانيا وإنجلترا والبوسنة والدنمارك" لديه قصة طريفة تخص الطريقة التي تعاقد بها موناكو معه، بعد فترة من الاستكشاف وتحليل البيانات لقياس مدى فعاليته.

    وفقًا لموقع "ذا أثلتيك" فإن موناكو وجهوا سؤالًا محوريًا لبيريث قبل التعاقد معه، وقالوا له:"كيف يكون رد فعلك عندما تهدر فرصة كبيرة؟".

    النجم الشاب فاجأهم بإجابته قائلًا:"لدي أسوأ ذاكرة قصيرة المدى في العالم"، لتنجح هذه العقلية في الحصول على إعجاب موناكو لتتم الصفقة في النهاية.

    لا شك أن ما يقدمه بيريث حاليًا لا يجعله من كبار المهاجمين في العالم، لأننا شاهدنا العديد من اللاعبين يتألقون مع فرق متوسطة في فرنسا وألمانيا وتلك البلاد المختلفة، وعندما يذهبون للمستوى الأعلى مثل الدوري الإنجليزي يظهرون بشكل مغاير تمامًا، وهو سيناريو وارد الحدوث هنا، ولكن بكل تأكيد الدنماركي كان قادرًا على تغيير موسم آرسنال تمامًا والمساعدة بـ"شيء ما" في ظل الكارثة الهجومية التي يعيشها الفريق لولا عناد أرتيتا وقصر نظره.