موسم آخر دون ألقاب؟.. آرسنال أمام تحدً صعب ولعنة توتنهام وهاري كين تهدد أحلامه!

حافظ آرسنال لمدة 248 يومًا على صدارة الدوري الإنجليزي بالموسم الماضي، وهي أطول فترة في تاريخ البطولة لفريق يفشل فى النهاية فى التتويج باللقب.

وبرر أرتيتا، انهيار فريقه بالموسم الماضي إلى غياب نجم الدفاع صاليبا، عن المواجهات الحاسمة للجانرز بسبب الإصابة بالإضافة بافتقاده لمهاجمين ولاعبى خط وسط مميزين ولكن هذه الأعذار لن تناسب أرتيتا هذا الموسم لأن الفريق بكامل عناصره وقد دعم خط وسطه هذا الصيف.

وتعرض آرسنال لهزيمة غير متوقعة في الدوري الإنجليزي أمام أستون فيلا بنتيجة 2-0 وابتعد عن مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الحالى بفارق نقطتين قبل 6 جولات من النهاية.

وتعثر آرسنال في هذه المرحلة يعد ضربة موجعة لأمالهم فى التتويج بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم لأن حامل لقب البطولة يقدم أفضل مستوياته في هذه الفترة ولن يتنازل عن الصدارة بسهولة.

يجب إلقاء الكثير من اللوم على أرتيتا، بسبب تغيير مركز كاي هافيرتس، المتألق مؤخرًا والذى سجل خمسة أهداف في مبارياته السبعة السابقة في الدوري الإنجليزي وصنع هدفًا.

وقرر المدرب الإسباني إشرك هافيرتس، فى مركز رقم 8 أمام أستون فيلا، وظهر عيوب هذا القرار بشكل واضح في الشوط الثاني من المباراة حيث قام النجم الألماني بتدخل واحد ناجح فقط ولم يتمكن من الاستحواذ على الكرة وسيطر يوري تيليمانس وجون ماكجين، على منتصف الملعب.

وقال أسطورة ليفربول ستيف نيكول، أثناء تحليله للمباراة لشبكة "ESPN" :"إنه اللاعب الذي كان يضع الكرة في الشباك، فهل لدى أي شخص في طاقم تدريب آرسنال الجرأة للتوجه إلى أرتيتا وقول له أنه أخطأ؟، لا أفهم لماذا تغير مركز لاعب في أفضل حالاته".

كان أرتيتا، سيئًا فى إدارته لمباراة آرسنال ضد أستون فيلا وانتظر حتى الدقيقة 67 لإجراء التبديلات وقرر لسبب غير مفهوم استبدال بن وايت، بدلاً من أولكسندر زينتشينكو، الذي كان يعانى في مركز الظهير الأيسر.

ولم يدفع أرتيتا بالمهاجم جورجينيو، اللاعب الوحيد في فريق آرسنال الذي كان يمكن أن يساعدهم وفى الدقيقة 79 قام بإخراج مارتن أوديجارد.

ولا يمكن إنكار مجهودات أرتيتا، فى تحويل آرسنال مرة أخرى إلى فريق رائع ومنافس قوى على مدى السنوات الأربع الماضية لكن الألقاب فى النهاية هى المقياس للنجاح، ولدي فريق آرسنال بطولة واحدة فقط وهى كأس الاتحاد الإنجليزي تحت قيادة أرتيتا.

وأنفق آرسنال أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات الصيفية لعام 2023 لسد الفجوة مع السيتي ورغم ذلك لا تزال الفجوة كبيرة.

عندما سئل أرتيتا، عما إذا كان موسم آرسنال قد انتهى الآن قال للصحفيين: "إذا كانت نتيجة واحدة ستفعل ذلك فنحن لسنا أقوياء بما فيه الكفاية، ليس لدينا أي حل آخر إذا كنا نريد الفوز بالبطولات واللعب فى دوري أبطال أوروبا فلا يجب أن نتوقف".

ولم يكن لدى الجانرز سوى يومين فقط للتعافي من هزيمته أمام أستون فيلا، قبل مواجهة بايرن ميونخ القوية مساء اليوم في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين قد انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.

وهزيمة آرسنال على ملعب أليانز أرينا اليوم الأربعاء ستثبت وإلى الأبد أنهم ليسوا مستعدين للفوز بأكبر البطولات، وكان تعادل بايرن في مباراة الذهاب على ملعب الإمارات بمثابة مفاجأة كبيرة بسبب سوء أدائهم في الدوري الألماني هذا الموسم، بالإضافة لامتلاك آرسنال كل المقومات ليتفوق على العملاق البافاري.

وفاز بايرن بأربعة من آخر ستة مواجهات على أرضه ضد آرسنال، وجاء اثنان من تلك الانتصارات بنتيجة 5-1 وجاء انتصار الجانرز الوحيد على ملعب أليانز أرينا في مباراة إياب دور الـ16 في عام 2013، لكن بايرن تأهل بفارق الأهداف على الرغم من هزيمته 2-0.

والسؤال الآن هو ما إذا كان رجال أرتيتا سيكونون "أقوياء بما يكفي" للانتصار على بايرن ميونخ فى ملعبه.

على الرغم من كفاح هارى كين، وتألقه منذ رحيله عن توتنهام لكن نجم إنجلترا يظل أحد الرموز الرئيسية لعصر "السبيرزي"، وكان من الممكن أن يغير ذلك إذا فاز مع بايرن بلقب الدوري الألماني هذا الموسم لكن لم تتحقق أحلام كين.

وتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني هذا الموسم لأول مرة في تاريخه قبل خمس مباريات على النهاية وأنهى هيمنة بايرن الطويلة ويعتقد بعض المشجعين أن بايرن وقع ضحية "لعنة هاري كين".

ويسعى هارى كين، لتعويض إخفاق بايرن فى الدورى الألمانى هذا الموسم من خلال قيادته الفريق لإقصاء آرسنال مساء اليوم من ربع نهائي دورى الأبطال، وقال الأسبوع الماضي: "إنها مسابقة يريد النادي الفوز بها وعدم الفوز بالدوري الألماني يجعل الأمر أكثر صعوبة، ويجب أن نكون فريق جماعى ومتماسك فى المباراة القادمة بدوري الأبطال لأننا لم نفعل ذلك بما فيه الكفاية هذا العام".

ويجب على آرسنال أن يسيطر ويحجم كين، مساء اليوم رغم صعوبة ذلك حيث سجل النجم الإنجليزي 15 هدفًا في 20 مباراة ضد آرسنال خلال مسيرته اللامعة وأحرز ركلة جزاء في مباراة الذهاب، وسجل 39 هدفًا في جميع المسابقات لبايرن هذا الموسم.

إن مصطلح "سبيرزي" الذى ظهر في عام 2014 يعنى "الفشل المستمر في الارتقاء إلى مستوى التوقعات"، وبذل رئيس توتنهام دانييل ليفي، جهودًا كبيرة لنجاح ناديه وعين خمسة مدربين مختلفين ويعتبر الأسترالي أنجي بوستيكوجلو، الأحدث في سلسلة المدربين لمحاولة تحويل الفريق إلى بطل حقيقي.

فى المقابل إذا فشل آرسنال مجددًا هذا الموسم ولم يتوج بأى بطولة فلن يتم إقالة أرتيتا، لأن ما يريده رؤساء النادى ستان وجوش كرونكي، هو تواجد الفريق فى المراكز الأولى بالدورى والمشاركة فى بطولة دورى أبطال أوروبا.

وقد يكون هذا الموقف السلبى من إدارة آرسنال ضارًا على المدى الطويل لأنه مع مرور كل موسم تتلاشى الثقة في غرفة تبديل الملابس وفي غضون السنوات القادمة قد تصبح عبارة "الفشل على طريقة آرسنال" الأكثر شيوعًا بدلاً من "سبيرزي".

ولا يزال أرتيتا، يتمتع بالقدرة على تغيير موسم آرسنال مع بقاء بقاء 6 مباريات و18 نقطة في الدوري الإنجليزي وبطاقة تأهله لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا لا تزال في يده، ولكن إذا انتهى كل ذلك بالفشل مرة أخرى، فقد يحتاج آرسنال إلى التغيير.