في كرة القدم، كما في الحياة، التوقيت هو كل شيء، قد يفصل بين المجد والخيبة مجرد أسابيع قليلة، هذه هي القصة الحقيقية لجوزيه مورينيو وناديه الأم بورتو هذا الصيف؛ قصة فرصة تاريخية ضاعت ليس بسبب نقص الرغبة أو تراجع المستوى، بل بسبب وصول الحرية متأخرة جدًا، بعد أن كان قطار العودة قد غادر المحطة بالفعل.
Goal ARأقسى من الرفض: الجماهير احتفلت بعودته في المدرجات.. لعنة التوقيت التي أبعدت مورينيو عن عرشه في بورتو!
Gettyعودة الأسطورة.. استقبال يفتح أبواب الحنين
لم يكن المشهد عاديًا حين أطل جوزيه مورينيو في مدرجات ملعب "الدراجاو" مؤخرًا، الاستقبال الحافل الذي حظي به من الجماهير، وعرض لقطات من أمجاده على شاشات الملعب، لم يكن مجرد تكريم، بل كان استفتاءً شعبيًا على رغبة جماعية بعودته.
أظهر هذا الاستقبال أن الحب لا يزال متقدًا وأن مورينيو لا يزال في نظرهم "السبيشال وان" رغم كل اخفاقاته بالخارج، لكن هذا الحنين كشف أيضًا عن حجم الفرصة التي ضاعت قبل أسابيع قليلة فقط.
Getty Images Sportفرصة من رحم أزمة.. زلزال إقالة أنسيلمي
الفرصة الحقيقية كانت بقدوم المدرب الأرجنتيني مارتن أنسيلمي فتجربته الجديدة سرعان ما تحولت إلى كابوس، وبعد أشهر قليلة فقط، وبنتائج مخيبة أبرزها الخروج المهين من كأس العالم للأندية، وجدت إدارة بورتو نفسها مضطرة لإقالة أنسيلمي.
هذه الإقالة المفاجئة خلقت فراغًا إداريًا وأزمة فنية، وفي الوقت نفسه، فتحت الباب بشكل غير متوقع أمام فرصة ثانية لعودة المنقذ المنتظر.
Gettyسجن العقد.. حين كان الالتزام عائقًا
ببساطة، لو تمت إقالة مورينيو من فنربخشة قبل شهرين فقط من موعدها الفعلي، لكانت القصة مختلفة تمامًا اليوم.
كان سيصبح مرشحًا حرًا، قويًا، وجاهزًا لتولي المهمة في التوقيت المثالي بالأخص أنه أكد سيعود للتدريب في البرتغال، ويريد فعل ذلك فورًا وليس في نهاية مسيرته، لكن التزامه التعاقدي في تركيا قيّد يديه ومنعه من التحرك.
لم تستطع إدارة بورتو أن تنتظر المجهول أو أن تبني خططها للموسم الجديد على أمل أن تتم إقالة مدرب في نادٍ آخر، كان عليهم اتخاذ قرار سريع وحاسم.
AFPبورتو يختار المستقبل.. قرار حتمي لا ينتظر أحد
أمام ضرورة حسم ملف المدير الفني، تحركت إدارة بورتو بشكل عملي وعينت الإيطالي فرانشيسكو فاريولي، لم يكن هذا القرار رفضًا لمورينيو بقدر ما كان ضرورة فرضها الواقع.
اختار النادي مشروعًا جديدًا ومدربًا متاحًا يمكنه بدء العمل فورًا، كان قرارًا استراتيجيًا لا مفر منه، ففي عالم كرة القدم، الأندية لا يمكنها إيقاف خططها انتظارًا للظروف المثالية لأسطورتها السابقة.
Calciomercato/Getty Imagesبيت القصيد
ما حدث لم يكن رفضًا لمورينيو أو تشكيكًا في قدراته، بل كان أمرًا أكثر قسوة بكثير، كان التوقيت القاتل هو السبب، إقالة مورينيو من فنربخشة جاءت متأخرة جدًا، بعد أن كان بورتو قد حسم خياره وبدأ فصلاً جديدًا.
زيارته الأخيرة للملعب لم تكن تمهيدًا لعودة قريبة، بل كانت نظرة حزينة على "ماذا لو؟"، لو أن إدارة فنربخشة اتخذت قرارها قبل 50 يومًا فقط، لكان جوزيه مورينيو على الأغلب هو من يقود بورتو اليوم، في عودة تاريخية كانت ستغير مصيره ومصير النادي، لكن في بعض الأحيان، تكون أقسى الهزائم تلك التي نخسرها خارج الملعب بسبب عقارب الساعة.

