سيلفيو بيرلسكوني، المالك والرئيس السابق لميلان، اعتاد ضم النجوم الكبار في بداية عهده مع النادي، وقد أنقذه من الظلام وصعد به لعرش العالم الكروي، وحين اختفت الأموال وقلت الأرباح اتجه الرئيس الراحل للتعاقد مع النجوم الكبار لكن في نهاية مسيرتهم الكروية.
ميلان الذي ضم ماركو فان باستن ورود خوليت وريكارد وأليساندرو نيستا وروي كوستا وغيرهم من النجوم في ذروة تألقهم، ضم كذلك إيمرسون ورونالدينو ورونالدو في نهاية مسيرتهم الكروية .. لوكا مودريتش صفقة تنتمي لتلك الحقبة من ميلان!
صاحب الـ40 عامًا راهن واختار ميلان لارتداء قميصه بعد سنوات المجد مع ريال مدريد، ولكن الرهان الأكبر والأخطر كان من النادي نفسه الذي اختار لاعبًا في سن الاعتزال ليقود خط وسطه ويُعوض به رايندرز، مع اختلاف طبيعة لعب اللاعبين.
ميلان أشبه بمن باع الرئة واشترى العقل .. مودريتش يلعب بأسلوب مختلف عن رايندرز لكنه يمتلك مفاتيح القوة والسحر الخاص به، من تمريرات طويلة وبينية ماكرة إلى تسديدات بعيدة إلى تنفيذ مذهل للكرات الثابتة، ولم يحتاج اللاعب الكثير من الوقت لإظهار بعض تلك المفاتيح.
البعض قد يرى ضم مودريتش دليل على عجز ميلان ومحاولة بائسة من جانبه لاستعادة ذكريات الماضي المجيد وامتلاك أحد نجوم العالم الكبار، ولكني أعتقد أن تلك الخطوة قد تُوصف بالعبقرية من جانب الإدارة الرياضية الجديدة بقيادة تاري، وتُحسب له تمامًا.
ميلان ضم أحد أعظم لاعبي الوسط في العالم دون أن يدفع يورو واحد، وبه أضاف إضافة هائلة ليس فقط للملعب بل لغرفة الملابس والجماهيرية والأمور التجارية والتسويقية، وقد أظهر مودريتش خلال المباريات القليلة مع الفريق أنه مازال قادرًا على العطاء ونثر سحره على أرض الملعب.