Napoli Meltdown GFXGOAL

من مشروع لن يتوقف إلى انهيار وأزمات .. كيف تحول نابولي بطل الدوري الإيطالي إلى فريق بائس!

كان تعاقد فريق نابولي مع رودي جارسيا خلفًا للوتشيانو سباليتي، خطوة كارثية وقد ثبت ذلك بالفعل لبطل الدوري الإيطالي في الأشهر الخمس الأخيرة.

وبدأت صيحات الاستهجان قبل انطلاق مباراة نابولي الأخيرة على ملعبهم، حيث شعر المشجعون بالغضب من المدرب رودي جارسيا، الذي لم يشرك نجمي الفريق خفيتشا كفاراتسخيليا وبيوتر زيلينسكي، في مباراة إمبولي يوم الأحد الماضي.

وبحلول نهاية الشوط الأول، كان رئيس النادي مستاءً للغاية من أداء نابولي لدرجة نزوله لغرفة تبديل الملابس في واقعة ليست المرة الأولى هذا الموسم وتحدث مع جارسيا واللاعبين.

وشارك الثنائي كفاراتسخيليا وزيلينسكي، بعد ثماني دقائق فقط من الشوط الثاني وكاد خفيتشا، أن يسجل هدف التقدم لنابولي، ولكن لم ينجح وسجل فريق إمبولي هدفًا قاتلًا وحقق فوزًا مثيرًا على حامل اللقب.

وبدأت صيحات الاستهجان مرة أخرى، من جانب جماهير نابولي بعد الهزيمة الثالثة للفريق على أرضه هذا الموسم، مما جعله يحتل المركز الرابع في جدول الدوري الإيطالي بفارق 10 نقاط عن إنتر المتصدر، وجعل إقالة جارسيا أمرًا حتميًا.

ويستعرض موقع "جول" في التقرير التالي كيف وصل فريق نابولي لهذه المرحلة بعد إنجازه الموسم الماضي؟ على النحو التالي:-

  • Luciano Spalletti Aurelio De Laurentiis NapoliGetty Images

    "عصر جديد مع سباليتي"

    بعد أن توج نابولي بلقب الدوري الإيطالي الموسم الماضي صعد دي لورينتيس، المنبر في استاد مارادونا وأخبر الحاضرين البالغ عددهم 50 ألف مشجع عن خطة النادي في المستقبل.

    وقال رئيس نادي نابولي: "المشروع لن يتوقف أبدًا هذه نقطة البداية بالنسبة لي، وليست نقطة وصول سنستأنف الموسم المقبل مع سباليتي"، وفي اليوم التالي، كشف دي لورينتيس أنه قام بتفعيل بند التمديد لمدة عام واحد في عقد المدرب.

    وقال دي لورينتيس لقناة "RAI 1": "سباليتي هو المدرب الذي كنت أطارده منذ سنوات، وأخيراً تمكنت من إحضاره إلى نابولي لقد أعادنا إلى أوروبا والآن أود أن أفتتح حقبة جديدة معه، لأنه قائد عظيم".

    ولكن لم يكن سباليتي، معجبًا بخبر تمديد عقده دون مناقشته في ذلك ووفقًا للتقارير، كان حريصًا على البقاء في نابولي، لكنه أراد معرفة خطط الانتقالات الصيفية للنادي نظرًا لأن كريستيانو جيونتولي، المدير الرياضي الذي بنى قائمة نابولي الفائز بلقب الدوري الإيطالي بميزانية ضئيلة، كان يقترب من الرحيل إلى يوفنتوس.

    وعقد سباليتي ودي لورينتيس، جلسة استمرت 15 دقيقة وأوضح المدرب خلالها أنه مرهق ويريد التنحي وقال: "هل أؤذي نفسي بترك نابولي؟ نعم، لكنني لن أغادر لأنني توقفت عن الحب سأغادر لأنني أحببت وقدمت كل شيء أنا لست شخصًا يغير رأيه بسهولة بعد اتخاذ القرار ولا أريد أن يكون هناك احتكاك مع رئيس النادى لا أريد أن يكون هناك خلاف".

  • إعلان
  • Luciano Spalletti Italy NT 13102023Getty Images

    سباليتي مدربًا لمنتخب إيطاليا!

    شعر مشجعو نابولي بالصدمة، لكن دي لورينتيس، أكد إنه لم يستطع الوقوف في طريق المدرب وقال لـ"Che Tempo Che Fa" :"سباليتي رجل حر عندما يأتي إليك شخص ويقول إنه بذل كل ما في وسعه وانتهى عصر من حياته وأخبرني أنه يفضل الحصول على سنة إجازة ماذا تفعل إذن؟ هل تعارض ذلك؟ ".

    ورغم تصريحات المدرب ورئيس نادى نابولي الهادئة لكن كان هناك شكوك حول وقوع خلاف بينهما لأنه بعد أقل من شهر من رحيل سباليتي عن نابولي، ناقد نفسه في ادعاء أنه يريد الحصول على إجازة وتولى تدريب منتخب إيطاليا.

    وقال سباليتي للصحفيين في يوليو الماضي: "قلت فقط إنني بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة وتسوية بعض الأمور".

  • Rudi Garcia NapoliGetty

    تعيين جارسيا مخيب للآمال

    كان دي لورينتيس، أعلن بشكل مفاجئ التعاقد مع جارسيا، وقال: "من دواعي سروري الإعلان عن مدرب روما السابق كمدرب جديد لنابولي بعد التعرف عليه وقضاء بعض الوقت معه خلال الأيام العشرة الماضية".

    وارتبط كل من أنطونيو كونتي وروبيرتو دي زيربي ويوليان ناجلسمان ولويس إنريكي بهذا المنصب، لذا خابت آمال جمهور نابولى بعد التعاقد مع جارسيا، الذي لم يرفع أي لقب منذ عام 2011.

    لعب جارسيا بخطة 4-3-3 التي تشبه خطة سباليتي، وكان أنصار نابولي يشعرون بالقلق على مصير أبطال الدوري الإيطالي من جارسيا الذي تم إقالته من فريق النصر لفشله في الحفاظ على لقب الدوري السعودي.

  • Osimhen NapoliGetty

    أزمات المدرب مع اللاعبين

    لم تكن معاناة جارسيا مفاجئة وكانت هناك عوامل لذلك فخسارة قلب الدفاع الكوري الجنوبي كيم مين جاي، لصالح بايرن ميونخ كان بمثابة ضربة قوية لخط الدفاع، وحرمت إصابة فيكتور أوسيمين نابولي من القوة الهجومية.

    ولكن قبل إصابة النجم النيجيري كان من الواضح أن أوسيمين، الذي لم يوقع عقدًا جديدًا مع نابولى حتى الآن، لم يكن سعيدًا ببعض قرارات جارسيا وظهر ذلك واضحًا في رد فعله الغاضب على استبداله ضد بولونيا في سبتمبر الماضي وكانت هناك نوبات غضب مماثلة من كفاراتسخيليا وماتيو بوليتانو خلال المباراتين ضد جنوى وفيورنتينا، على التوالي.

    وبعد الخسارة 3-1 على أرضه أمام فيورنتينا، والتي جاءت قبل فترة الاستراحة الدولية الأخيرة، كان جارسيا، يقترب من الرحيل وتم منحه وقفًا فقط لأن كونتي رفض تولى تدريب نابولي في منتصف الموسم.

  • Khvicha Kvaratskhelia Napoli Empoli Serie AGetty

    تعطل حامل اللقب!

    تعرض جارسيا، لضغوط شديدة لإثبات جدارته خلال الشهر الماضي ولكنه فشل فشلًا ذريعًا وحتى عندما فاز ببعض المباريات كان المدرب فاقدًا للدعم وقدم الفريق مستوى سيئًا للغاية.

    ولا يزال يتعين على نابولي التأهل لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، لكن التعادل الأخير مع أونيون برلين يمثل انتكاسة كبيرة أخرى، وظهر الفريق مفككًا وغاب التنظيم عنه لذلك، كان من الضروري أن يعود جارسيا إلى طرق الانتصارات أمام إمبولي المهدد بالهبوط، ولكن حدث عكس ذلك واستمر تدهور أبطال الدوري الإيطالي.

    وعلى الرغم من نجاح نابولي في الحفاظ على أغلبية نجومه هذا الموسم لكن الفريق تحت قيادة جارسيا، مختلف تمامًا عن فريق سباليتي، الذي أبهر العالم بأسلوبه المثير، لقد انهار نابولى وتحول من فريق متحد وفعال يعتمد على لمسات سحرية من نجومه إلى فريق بائس.

    وكما كتب ماركو سيرييلو في صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت": "الحقيقة هي أن نابولي فقد فرحته حتى قبل مباراة إمبولي ولقب الدوري أصبح بعيدًا عنهم".

  • Aurelio De Laurentiis Napoli chairman 2023Getty Images

    خطأ تلو الآخر

    من المؤكد أن جارسيا، هو المسؤول عن هذا التدهور السريع لفريق نابولي، لكن الخطأ الحقيقي يقع على رئيس النادي الذي وظفه وبدا تعيينه بمثابة خطأ فادح للجميع باستثناء دي لورينتيس وفيردون، ولكن هناك خطأ آخر سبق ذلك.

    قد يكون سباليتي شخصية غريبة، ومدرب يصعب التعامل معه، لكن لم يكن على دي لورينتيس، أبدًا أن يسمح لعلاقتهما بالتدهور مما تسبب في رحيل المدرب رغم حبه الواضح للنادي.

    والنتيجة النهائية هي أن دي لورينتيس، يتطلع الآن إلى إنقاذ موسم نابولي من خلال اللجوء إلى إيجور تيودور، المدرب الشاب الواعد رغم أنه لم يثبت كفاءته على أعلى المستويات، وهذا ليس تعيينًا سيعيد ثقة الجماهير في دي لورينتيس.

    لقد وعدهم الرئيس بعصر جديد من النجاح المستمر مع سباليتي، لكنه بدلاً من ذلك تسبب في تدهور الفريق بقراراته المثيرة، نعم المشروع لن يتوقف أبدًا، لكن آمال نابولي في تحقيق أقصى استفادة من إنجازه التاريخي قد انتهت بالفعل.