Silvio Berlusconi AC Milan 2011Getty

من تحقيق المجد في ميلان إلى "حافلة مليئة بالمعجبات" بمونزا.. بيرلسكوني أكثر رئيس مثيرًا للجدل في تاريخ كرة القدم

قال الممثل ديلان موران، ذات مرة بمزاح أن سيلفيو برلسكوني "فاسد بشكل غير عادي". كان رئيس وزراء إيطاليا السابق شخصًا مشبوهًا حتى نهاية حياته، وكانت حياته استثنائية، بقدر ما كانت مثيرة للجدل.

حتى أثناء معاناته من مشاكل صحية أدت في النهاية إلى وفاته، استمر في جذب الانتباه، في كرة القدم وخارجها.

وتمت تبرئته من تهمة دفع شهود للكذب، في قضية الدعارة التي اتهم بها لأكثر من عقد. وبعد يومين فقط، كتب على تويتر:" أخيرًا براءة بعد أكثر من 11 عامًا، من المعاناة والتشويه، والضرر السياسي".

من الممكن أن يعتقد الشخص الذي لا يعرف برلسكوني سابقًا، أنه قد يتجنب مناقشة مواضيع حساسة مثل الدعارة، ولا يُمزح بها أبدًا. ولكن هذا الرجل كان لديه احترام ضئيل للآداب الاجتماعية، مما يعني أنه لم يخف أبدًا من الاستهزاء بأصعب المواضيع العامة.

  • "حافلة مليئة بالمعجبات"

    لم يكن من المفاجئ أن يثير برلسكوني ضجة، في حفل عشاء مونزا في ديسمبر الماضي، عندما بدأ في مدح مهارات المدرب رافايلي بالادينو، في تحفيز الفريق.

    وقال رئيس النادي:" إنه جيد وذكي، ولطيف وقادر على تحفيز لاعبينا. ولكنني قررت إضافة تحفيز إضافي، لذا قلت للشباب، ستلعبون ضد ميلان، ويوفنتوس وما إلى ذلك... إذا تغلبتم على أحد هذه الفرق الكبيرة، سأرحب بكم في غرفة الملابس بحافلة مليئة بالمعجبات!"

    كان ذلك نمطًا تقليديًا لبرلسكوني، واجتمعت الضحكات في الغرفة ردًا على "مزحته". ومع ذلك، عندما انتشر فيديو الخطاب على نطاق واسع عبر الإنترنت، فإن العديد من الإيطاليين، الذين اعتبروا برلسكوني مصدر إحراج وطني منذ فترة طويلة، لم يروا الجانب المضحك منه.

  • إعلان
  • Silvio Berlusconi AC Milan players 2011Getty

    "قرار شراء ميلان كان إلزاميًا"

    شعر برلسكوني دائمًا، أن عمله لم يحظ بالتقدير الكافي، خاصة في سان سيرو. في عام 2004، اشتكى قائلاً:" يتحدثون عن ميلان ساكي، وأنشيلوتي، ولا يتحدثون أبدًا عن ميلان برلسكوني. لكن الحقيقة أنه أنا الذي لمدة 18 عامًا، اختار الفريق ووضع القواعد وشراء اللاعبين... يبدو كأنني لا أوجد!".

    لكن لا يمكن تجاهل برلسكوني، وإسهامه في كرة القدم الإيطالية. إنه هو من أيقظ عملاق الدوري الإيطالي النائم. كان النادي على شفا الانهيار عندما تولى برلسكوني الإدارة في عام 1986، ويستحق الثناء الكبير لما قام به، لأن ميلان لم يكن اقتراحًا جذابًا خاصة في ذلك الوقت.

    حيث قال حينها:" موقف ميلان المالي كان سيثير الشفقة لأي شخص، حتى الآن لم يتم العثور على الثغرات في الحسابات، ولم يتم تحديد مقدار الدين بشكل كامل، ولكن كان من المستحيل التصرف بشكل مختلف".

    وأضاف:" من ناحية أخرى، كان يمكن أن يتعرض ميلان للإفلاس، أو لتصفية، محاكم وما إلى ذلك. لكن برلسكوني المشجع الذي لم يشعر بأنه يرغب في رؤية مثل هذا المذبحة. في تلك اللحظة، تدخلت العاطفة، وكان القرار بشراء ميلان إلزاميًا".

  • Arrigo Sacchi-

    "أفضل كرة قدم في التاريخ"

    كانت مغامرة، ونجحت بشكل مبهر بفضل كل من برلسكوني والرجل الثاني له، أدريانو جالياني. في غضون ثلاث سنوات فقط، جمع الثنائي أفضل فريق ربما في تاريخ كرة القدم النادي.

    وصرح برلسكوني لاحقًا لـجازيتا ديلو سبورت:" أنا سعيد بأن والدي، الذي قادني بيده منذ كنت طفلاً، لأفرح وأعاني من أجل ميلان".

    فريق ساكي، كان واحدًا من القلائل في التاريخ الذين فعلوا فعلًا تغييرًا في اللعبة، بفضل الخط الخلفي الإيطالي المبدع، وثلاثي النجوم الهولندي: ماركو فان باستن، وفرانك رايكارد، وروود خوليت.

    وكان تعيين ساكي قرارًا حاسمًا آخر، ومخاطرة عالية أثبتت نجاحها. فكان وصوله إلى سان سيرو، مستقبلاً بتشكيك واستغراب.

    رد ساكي على سؤال مؤهلاته، الذي كان مشهورًا قائلاً: "لم أدرك أبدًا أنه من الضروري أن تكون حصانًا، أولاً لتصبح فارسًا".

  • Silvio Berlusconi Carlo AncelottiGetty

    خبير في كل مراكز اللعبة....

    خلال فترة ساكي في قيادة ميلان، فاز الفريق بثمانية ألقاب، بما في ذلك بطولتين متتاليتين لدوري أبطال أوروبا، وذلك أثناء لعبهم لنمط كرة القدم الذي غير اللعبة.

    وليس من المفاجئ على الإطلاق، أن برلسكوني بدأ يعتبر نفسه خبيرًا في التكتيكات. فطوال فترة توليه لمدة ثلاثة عقود، توجد تقارير واتهامات بالتدخل في اختيارات التشكيلة. حتى قال حتى علنًا أن "أي مدرب لميلان سيكون مجبرًا على اللعب بمهاجمين على الأقل. إنه ليس طلبًا، إنه واجب".

    ونظرًا لذلك، فإنه أمر بمثابة معجزة صغيرة أن استمر أنشيلوتي، في ميلان لمدة ثماني مواسم. لم يكن فقط عليه أن يتحمل رئيسه يشكك في تشكيلة الفريق واختياراته، بل كانت هناك أيضًا إشارات صغيرة تطلق عليه!

    وحين وصلت فترة أنشيلوتي إلى نهايتها في ميلان، أصبح من الواضح أن برلسكوني لم يعد في وضع يمكنه من مواصلة ضخ الأموال في النادي.

    في عام 2009، أثير الحديث عن بيع الميلان، لكن زعم برلسكوني أنه لم يعثر بعد على المشتريِ "الذي سيعود بالنفع على النادي أكثر مني".

  • Zlatan Ibrahimovic Thiago Silva AC Milan 2012Getty

    غير قادرين على التنافس مع الأثرياء

    وبعد ذلك، كان هناك تقليصًا تدريجيًا، ولكن ملحوظًا في الإنفاق. فاز ميلان بالدوري في موسم 2010-2011 ولكن فقد الثنائي الأساسي زلاتان إبراهيموفيتش، وتياجو سيلفا في العام التالي لصالح باريس سان جيرمان، وهذا كان دليلًا واضحًا على أن برلسكوني لم يعد قادرًا على مواكبة الأثرياء الجدد في الرياضة.

    وعندما انفصل أخيرًا عن النادي عام 2017، أبدى أسفه لأن "المنافسة على أعلى مستوى في كرة القدم الحديثة، تتطلب استثمارات وموارد لم تعد في قدرة عائلة واحدة لالتمويل".

    ويبدو أن هذا هو الواقع، بالنسبة لبرلسكوني من الناحية الكروية. كان عمره 80 عامًا وما زال نشطًا جدًا في السياسة الإيطالية.

    ومع ذلك، بعد أكثر من عام واحد، عاد برلسكوني مرة أخرى، بعد أن تم إقناعه بشكل مفاجئ بشراء نادي أي سي مونزا، من قبل صديقه القديم، جالياني.

  • Berlusconi MonzaGetty

    معجزة صغيرة في مونزا

    إمكانات فريق بيانكوروسي لم تكن قابلة للإنكار. يقع في إحدى أكثر المناطق الصناعية في شمال إيطاليا، في مدينة تضم إحدى حلبات سباقات فورمولا 1 الأكثر شهرة، وليست بعيدة عن مدينة ميلانو الكبيرة، جذب مونزا العديد من المستثمرين الطموحين في الماضي.

    ونجح برلسكوني بشكل مذهل في قيادة مونزا من الدرجة الثالثة، إلى الدرجة الأولى في إيطاليا في أربعة مواسم فقط، وهو إنجاز لا يصدق بالنظر إلى حقيقة أنهم لم يلعبوا في الدرجة الأولى من قبل.

    فصرح برلسكوني حينها:" من المدهش لنادي مثل مونزا، الذي تأسس في عام 1912، أن يحقق الترقية للدرجة الأولى بعد 110 سنة، وبوجودنا في الدوري الإيطالي، يجب أن نفوز به، ونتأهل لدوري أبطال أوروبا، ونفوز به أيضًا. أنا معتاد على الفوز في كل الأوقات، لذا لنرى..."

    صرح برلسكوني من قبل:" قمنا بتوسيع أرض تدريبنا، وهي الآن الأكبر والأجمل في إيطاليا، كما قمنا أيضًا بإنشاء الملعب بتكلفة صغيرة قدرها 25 مليون يورو. لذا، تغيرت الأمور: عندما وصلنا، كان هناك 300 شخص يشاهدون مونزا، والآن هناك 10".

    بينما قد لا يكون صعود مونزا على نفس المستوى، الذي حققه برلسكوني مع ميلان من حافة الإفلاس إلى الهيمنة العالمية، إلا أن صعود مونزا كان إنجازًا مذهلاً ،لا يمكن إنكاره من قبل برلسكوني.

    ستؤدي وفاته بالطبع إلى انقسام الرأي في إيطاليا، وبالتأكيد، لن يشعر الكثيرون من النساء، أو اليساريين بالحزن على وفاته. لكن بعيدًا عن كل ذلك، فقد كان رئيسًا رائعًا لميلان، ومونزا.