"من باصي لصلاح إلى باصي لبيلينجهام" .. نجم ريال مدريد أمل إنجلترا للتتويج بيورو 2024

بعد فوز إنجلترا على السنغال في مونديال قطر 2022 بدور الـ16 لم يكن هناك سوى ثلاثة انتصارات تفصل بين إنجلترا والفوز بكأس العالم لأول مرة منذ عام 1966، وكانوا على يقين من أنهم قادرون على الفوز ضد فرنسا حاملة اللقب.

ولكن غادر بيلينجهام، المباراة وهو يبكي بعد خسارة محبطة بنتيجة 2-1، وعندما تحدث بعد المباراة أصر نجم ريال مدريد الشاب على أن الفريق الأفضل قد خسر.

ومن المؤكد أن الإحصائيات دعمته فقد سيطرت إنجلترا على الكرة، وفازت بمبارزات أكثر، وتمريرات أكثر، وسددت ضعف عدد التسديدات التي قام بها منتخب فرنسا 16 مقابل 8، وقام كايل ووكر، بعملًا ممتازًا في السيطرة على كيليان مبابي ولكن لم يتمكنوا من مراقبة أنطوان جريزمان، الذي شارك في هدفي فريقه.

وكان يُعتقد بعد نهاية كأس العالم 2022 أن وقت ساوثجيت قد انتهى؛ وأنه قدم مع إنجلترا كل ما لديه يعد إهداره أفضل فرصة لإنجلترا للفوز بكأس العالم منذ سنوات طويلة بسبب تحفظه الواضح.

وقال بيلينجهام، بعد ذلك في مقابلة مع FIFA: "لقد استمتعت شخصياً بهذا النوع من الضغط في المباريات والمسؤولية التي منحها لي المدرب أعتقد أنه يمكنك خلق ضغط إضافي على نفسك ولحسن الحظ، لا أفتقر إلى الثقة وأحاول دائمًا أن أبقى مستعدًا أنا دائمًا واثق تمامًا من أنني أستطيع تحقيق الأشياء التي أريد تحقيقها"، ويطمح بيلينجهام في تحقيق بطولة كبرى مع إنجلترا بالفترة القادمة.

عندما سأل موقع "ريتش فوتبول" بيلينجهام هذا الأسبوع عن أهدافه مع منتخب إنجلترا أجاب بواقعية: "هدفي خلال الأشهر الـ 12 المقبلة مع إنجلترا سيكون هو نفسه خلال السنوات الـ 10 إلى 15 المقبلة محاولة الفوز بالبطولات الكبرى".

وتابع: "أعتقد أنه لا يمكننا أن نخجل من قول ذلك الآن لقد اقتربنا في البطولات القليلة الماضية، والآن نعود ونقول: "آه نعم، كان ذلك ممتعًا، ولكن الآن علينا أن نكون أكثر واقعية".

وأضاف: "يجب أن نستخدم الخبرات التي اكتسبناها من البطولات السابقة للمضي قدمًا واستعادة بعض الألقاب هذا هو الهدف المشترك الذي نسعى لتحقيقه ولا نخشى قول ذلك بعد الآن في السنوات القليلة الماضية، كان الأمر بمثابة "حالة إخفاء هذا التوقع، حتى لا نفشل أبدًا ويجب أن نكون على استعداد لقول ذلك، حتى نتمكن من تحقيقه".

فرنسا هو المنتخب الآخر الوحيد في أوروبا بجانب إنجلترا الذي يتمتع بقوة مماثلة في العمق في جميع أنحاء الملعب، ونقطة الضعف الوحيدة في إنجلترا هي ميل ساوثجيت إلى اللعب بتحفظ شديد ويمكن القول إنه مخلص جدًا للاعبين ذوي الأداء الضعيف مثل هاري ماجواير.

بالتأكيد، إذا تم منح بيلينجهام نفس الحرية التي تم منحها له في ريال مدريد "ليس لديه مركز ثابت"، وفقًا للمدرب كارلو أنشيلوتي فإنه سوف يزدهر.

التحدي الذي يواجه ساوثجيت مرة أخرى هو اكتشاف أفضل تشكيل لفريقه في خط الوسط والهجوم، وهذا لن يكون سهلاً لكن من الواضح أن الهدف الأساسي يجب أن يكون بناء فريق حول بيلينجهام، لأنه أكثر لاعب قادرًا على قيادة إنجلترا للفوز بيورو 2024.

هل بيلينجهام هو أفضل لاعب في العالم؟ ربما لا لكن لا يوجد أحد في حالة أفضل منه الآن مع 13 مشاركة بالأهداف في 10 مباريات فقط، وتحقيقه أفضل بداية لمسيرته في ريال مدريد من كريستيانو رونالدو، وهذا أمرًا جنونيًا لأن بيلينجهام ليس مهاجمًا، بل لاعب خط وسط.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن رونالدو كان يبلغ من العمر 24 عامًا عندما انتقل إلى إسبانيا بينما بيلينجهام أصغر منه بأربع سنوات.

وليس كل لاعبًا عظيمًا مناسب لريال مدريد فقد اعتزل إيدين هازارد، مؤخرًا بعد فترة كارثية لمدة أربع سنوات في ريال مدريد، وألمح توني كروس، إلى الفشل البلجيكي عندما انضم بيلينجهام من بوروسيا دورتموند هذا الصيف، مشيرًا إلى أن آخر لاعب وقع معه ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو كان فاشلًا.

ولكن بيلينجهام ليس مجرد لاعبًا عظيمًا فقط، ولكنه يسعى إلى الكمال، ومهووس بتحسين أرقامه كما أن لديه رغبة في الفوز الدائم وينظر إلى كل مباراة على أنها "حرب" واعترف بأنه لا يتفاعل بشكل جيد مع الهزائم ومن الواضح أن فينيسيوس جونيور، كان على حق عندما قال أن "جود ولد ليلعب في ريال مدريد".

وليس من السهل في ريال مدريد، جذب لاعب لوسائل الإعلام ولكن مع بلينجهام الأمر مختلفًا فقد قارنه بعض النقاد والصحفيين بزين الدين زيدان ووصفوه بأنه أفضل لاعب في النادي منذ ألفريدو دي ستيفانو.

لقد شعر بيلينجهام بالحرج بعد مقارنته بمارادونا، وقال أن هذا الثناء، "أكثر من اللازم"، وقال أنشيلوتي أن تصريحات نجم ريال مدريد دليل إضافي على "نضجه" وأضاف: "إنه يجعلنا ننسى دائمًا أنه لا يزال في العشرين من عمره فقط".

لقد أثبت بيلينجهام، أن مبلغ انتقاله إلى الريال والبالغ 103 ملايين يورو يستحقه، وهو موهبة حقيقية قادرًا على تحقيق الإنجازات و إنهاء فشل وتعثرات منتخب إنجلترا لما ما يقرب من 60 عاماً.