من آرسنال الذي لا يُقهر إلى مانشستر يونايتد صاحب الثلاثية.. ما هو أعظم فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز؟

قد يختلف البعض على أن الثعالب لا يصنفون كأحد أعظم الفرق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ونظرًا إلى أنهم فازوا باللقب برصيد 81 نقطة فقط، وفعلوا ذلك خلال موسم كان أداء جميع كبار إنجلترا تقريبًا ضعيفًا. وحقيقة أن توتنهام كان المنافس الرئيسي الذي واجهه ليستر، طوال موسم 2015-2016، يؤكد جودة المسابقة.

هل كان فريق رانييري سيتغلب على أي فريق آخر في هذه القائمة؟ ربما لا، كان دفاع ليستر ممتازًا، حيث جعل حارس المرمى كاسبر شمايكل والده فخورًا، بجانب رباعي دفاع متميز، بقيادة الرائع ويس مورجان.

وأصبحت حياتهم أسهل كثيرًا، بوجود لاعب الوسط الرائع نجولو كانتي، بجانب الجناح الشاب رياض محرز، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في العام، من رابطة اللاعبين المحترفين.

قد تكون خطة لعب ليستر بسيطة، لكنها كانت فعالة بشكل استثنائي. لقد خسروا مباراة واحدة فقط، خلال النصف الثاني من الموسم، وحققوا اللقب بشكل مميز، بسبع شباك نظيفة في تسع مباريات.

كانت هذه الحكاية الخيالية، أكثر من مجرد انضباط ليستر الدفاعي، أو الهجمات المضادة القاتلة، ففوز الثعالب بالدوري الممتاز، ألهم الكثير في عصر المال، حيث لا يمكن منافسة الكبار، لكنه تغلب عليهم أيضًا.

بعد ظهر أحد أيام الجمعة في صيف 1993، وافق روي كين لاعب خط وسط نوتنجهام فورست، على صفقة مع مدرب بلاكبيرن روفرز، كيني دالجليش للانتقال إلى إيوود بارك. كانت المشكلة الوحيدة هي أن مكتب النادي قد أغلق، وسيتعين على المدرب الانتظار حتى يوم الإثنين التالي، ليقوم كين بالتعاقد رسميًا، حينها، اتخذ مدرب مانشستر يونايتد أليكس فيرجسون خطوته، وغير مسار تاريخ الدوري الإنجليزي.

فاز مانشستر يونايتد، بالطبع، بلقب الموسم السابق، لكن أول نجاح له في دوري الدرجة الأولى كان منذ 26 عامًا، لكنه سيطر على بريطانيا، فعمل كين جنبًا إلى جنب مع بول إنسي، وأصبحت كل معركة في خط الوسط محسومة.

وقام مارك هيوز بضرب كل مدافع واجهه، تاركًا إريك كانتونا حراً للتركيز فقط على الإبداع، وكان الفرنسي في ذروة قوته خلال موسم 1993-94، حيث سجل 25 هدفًا في جميع المسابقات.

بالطبع، يمكن أن يعتمد مانشستر يونايتد أيضًا على خمس شخصيات نادرة ومميزة، تضم أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل بيتر شمايكل، ودينيس إيروين، لذلك من السهل أن نفهم كيف انتهى فريق فيرجسون الاستثنائي الأول بالفوز بالدوري بفارق ثماني نقاط، قبل مواجهة تشيلسي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

شعر مانشستر يونايتد بخيبة أمل في أوروبا، وخرج من دوري أبطال أوروبا على يد جلطة سراي بعد الترحيب به في "الجحيم" في إسطنبول، لكنهم اقتربوا من تحقيق الثلاثية المحلية، لولا إزعاج أستون فيلا في نهائي كأس الرابطة.

لكن كانت أول ثنائية بالدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي إنجازًا مذهلاً في ذلك الوقت، وعلامة على انتقال الفريق إلى مستوى آخر تمامًا، بمجرد أن أصبح كين قائدًا في عام 1997.

قد يثير ذلك الجدل. فلم يفز فريق ليفربول 2018-19 بلقب الدوري الإنجليزي. لكننا نتحدث هنا على الفرق بناءً على الأداء في جميع المسابقات خلال موسم واحد، وفي ذلك العام كانت نتائج الريدز استثنائية.

فكان مجموع النقاط النهائي 97، ثالث أعلى معدل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. وتفاخر الريدز باثنين من اللاعبين الثلاثة الذين شاركوا في الحذاء الذهبي، وهما محمد صلاح، وساديو ماني، بينما حافظ دفاعهم بقيادة فيرجيل فان دايك على شباكه نظيفة 21 مباراة، ولم تهتز سوى 22 مرة فقط، مما يؤكد مدى اكتمال هذا الفريق.

كما خسر ليفربول مباراة واحدة فقط في الدوري، أقل ثلاث مرات من مانشستر سيتي البطل، ولم يفز باللقب إلا بفارق نقطة واحدة، رغم إنهاء الموسم بتسعة انتصارات متتالية.

تمكن رجال بيب جوارديولا من الفوز خلال الجولة الثانية من اللقب، لكن لم يستطع أي شخص آخر في أوروبا التعامل مع عقلية يورجن كلوب، الذي فاز بدوري أبطال أوروبا، ويرجع الفضل في ذلك إلى جزء كبير من عودة نصف النهائي غير العادية، حيث قلب ليفربول تأخره بنتيجة 3-0 في مباراة الذهاب أمام برشلونة، في ليلة آنفيلد الشهيرة.

لقب الدوري لم يحقق، وقد يردد خصوم الريدز ذلك، لكنه بالتأكيد كان موسمًا استثنائيًا.

أقوى فريق لبيب جوارديولا في مانشستر سيتي؟ بالطبع لا. ولكن يمكن القول إنه واحد من أفضلهم.

وأضاف مانشستر سيتي جاك جريليش إلى الفريق الفائز باللقب مقابل 100 مليون جنيه استرليني، لكن لاعب أستون فيلا السابق ساهم في نجاح الفريق في 2021-22، كما اعترف هو نفسه.

وبدا أن رحيم ستيرلينج يقترب من الرحيل، مما أدى إلى بيعه إلى تشيلسي في نهاية الموسم، وانضم جابرييل جيسوس أيضًا إلى آرسنال، بعدما أثبت أنه أكثر فاعلية كجناح مجتهد، أكثر من اللاعب رقم 9.

وهذا يوضح أن مانشستر سيتي فاز بالدوري دون هداف، بعد الخروج المؤثر لسيرخيو أجويرو، فكانت الخطة تتمثل في إحضار هاري كين متعدد المواهب قبل بدء الموسم، لكن دانييل ليفي رئيس توتنهام رفض بيع أغلى ممتلكاته، على الرغم من أن الدولي الإنجليزي بدأ فعليًا في التمرد من بداية الموسم.

وكان يُعتقد أن مانشستر سيتي قد يقدم عرضًا متأخرًا لمهاجم آخر، لكن جوارديولا أعتقد أنه يمكنه الاستغناء عن ذلك، وكان على حق فبفضل الصناعة والابتكار لمجموعة كبيرة من لاعبي خط الوسط المهاجمين، صعد السيتزنز للصدارة في ديسمبر وظل هناك حتى نهاية الموسم، رغم الضغط الشديد من ليفربول الصاعد.

فحقق أمثال كيفن دي بروين، وبرناردو سيلفا، وفيل فودين، ورياض محرز، وإلكاي جوندوان، وحتى رودري أهداف كثيرة خلال الجولة الثانية من اللقب، وكان استخدام جوارديولا جواو كانسيلو كلاعب خط وسط مساعد قرارًا ملهمًا، حيث لعب الظهير البرتغالي دورًا محوريًا في احتفاظ السيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد الفشل في تحقيق دوري أبطال أوروبا.

وكان موسم 2021-22 بمثابة تحفة فنية من مانشستر سيتي، من الجانب الفني، والذهني.

تعامل أنطونيو كونتي بشكل صحيح مع بعض الانتقادات بسبب قيادته الكارثية لتوتنهام، لكنه ليس أول مدرب على مستوى عالمي يخفق في شمال لندن ولن يكون الأخير.

لكن لن يختلف أحد عما حققه الإيطالي خلال موسمه الأول في تشيلسي، في 2016-2017، كان البلوز يخرجون من موسم مأساوي، جعلهم يحتلون المركز العاشر في الجدول، وهو نفسه الذي تواجدوا فيه بعد ست مباريات في الموسم الجديد، بعد خسارتين متتاليتين، أمام ليفربول، وآرسنال.

حينها قام كونتي على الأرجح بأهم تعديل تكتيكي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بالانتقال إلى 3-4-3 لتحويل تشيلسي إلى فائزين غير محتملين باللقب.

فجأة، بدا ديفيد لويز أكثر راحة في منطقة الدفاع، بدعم من لاعبين في الوسط، مما ساعده على أن يكون له تأثير أكبر في بناء اللعب من الخلف، بينما أثبت فيكتور موسيس نفسه في مركز الظهير الجناح.

وتألق إيدين هازارد، ودييجو كوستا، وبيدرو، أيضًا في المقدمة، كما ساعد في وجود كانتي في المنتصف، حيث أثبت رجل ليستر السابق القوة الدافعة في الفريق الفائز باللقب للعام الثاني على التوالي.

المجهود الأوروبي المفتقد، يبدو أنه ساعد كونتي، لكن تغيير التشكيل كان أمرًا أساسيًا، حيث قدم سلسلة من 13 انتصارًا متتاليًا، تعادل الرقم القياسي الذي أدى في النهاية إلى فوز تشيلسي باللقب برصيد 93 نقطة.

وتحطم حلم كونتي في تحقيق الثنائية، بخسارة 2-1 أمام آرسنال في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن كما قال رانييري لـGazzetta dello Sport،" ليس من السهل الحصول عليها من المحاولة الأولى، لكن أنطونيو اجتاز الامتحان بجدارة في أول ظهور له في الدوري الإنجليزي الممتاز".

من الواضح أن هذا الفريق، يشبه الذي فاز بالثلاثية في الموسم السابق، لكن في 1999-2000، ظهر بشكل رائع في الدوري الإنجليزي.

فأنهى ريال مدريد آمالهم في الفوز للمرة الثانية، بدوري أبطال أوروبا بدور الثمانية، حيث سجل راؤول هدفين في الفوز 3-2 على ملعب أولد ترافورد، ولم يحصلوا حتى على فرصة للدفاع عن لقبهم في كأس الاتحاد الإنجليزي، ، بعدما أجبروا على المنافسة في كأس العالم للأندية، بالبرازيل من أجل تعزيز آمال إنجلترا في استضافة كأس العالم 2006.

ومع ذلك نجح مانشستر يونايتد من ملاحقة منافسه، في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث فاز باللقب برصيد 91 نقطة، بعد تحقيق 11 انتصارًا متتاليًا.

لكن من الناحية الدفاعية، لقد استقبلت شباكهم 45 هدفًا، وكان ذلك يرجع إلى كفاح فيرجسون لإيجاد بديل بيتر شمايكل.

في حين كان خط الوسط المكون من ديفيد بيكهام، وكين، وبول سكولز، وجيجز، رائعًا ومخيفًا، حيث قدم تيدي شيرينجهام، وأولي جونار سولشاير، دعمًا قويًا لدوايت يورك، وآندي كول.

وبعد الفوز على ساوثامبتون في 22 أبريل، وتحقيق اللقب قال فيرجسون الفخور،:" أعتقد أن هذا هو أفضل فريق لمانشستر يونايتد على الإطلاق!"

قال جوزيه مورينيو، في أول مؤتمر صحفي له كمدرب لتشيلسي إنه "مميزًا"، وقد أثبت ذلك في أول موسم له بإنجلترا.

غالبًا ما يتم تجاهل التفوق الهجومي بشكل كبير، قد يكون تشيلسي لم عددًا كبيرًا من الأهداف، كن فرانك لامبارد ساهم بـ19 من خط الوسط، في حين أن سرعة آريين روبن، وداميان داف تعني أن البلوز كان قاتلاً في النصف الأول من الموسم، بجانب ديدييه دروجبا الذي أذهل العالم كله.

كما حطم تشيلسي الأرقام القياسية، بتحقيق 95 نقطة، كما كان أعظم دفاع شهدته كرة القدم الإنجليزية على الإطلاق، فضم ذلك الخط مجموعة رائعة منها، كلود ماكيليلي، وباولو فيريرا، وريكاردو كارفالو، وأيضًا ووليام جالاس، الذي برع في مركز الظهير الأيسر، والعملاق جون تيري، وفي النهاية بيتر تشيك، الذي أثبت أنه لا يهزم تقريبًا في حراسة المرمى.

وتلقى تشيلسي 15 هدفًا فقط، في موسم استثنائي، برقم قياسي.

يظل مورينيو يشعر بالمرارة بعد انتهاء آمال تشيلسي، في الفوز بدوري أبطال أوروبا أيضًا، لكنه يبقى فخورًا للغاية بهذه التحفة الدفاعية.

كان موسم لا مثيل له لليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، فمع وجود أليسون لحراسة المرمى، وفان ديك بالدفاع، وشكل ماني وصلاح وروبيرتو فيرمينو واحدًا من أفضل المهاجمين الثلاثة في التاريخ، حسم كلوب اللقب بحلول فبراير، بعد سلسلة انتصارات مذهلة في 26 مباراة من أصل 27.

فدمرت خسارة مفاجئة في واتفورد آمالهم في موسم اللاهزيمة، ثم ضربت جائحة كورونا العالم، مما أجبر الجميع على تعليق اللعب، فقالت الأندية المنافسة أن الموسم بأكمله منتهي.

لكن لحسن حظ الريد، تم استئناف الموسم، وحقق ليفربول اللقب الغائب منذ عام 1990، وظن البعض أن الاستراحة كانت لصالحهم، لكن ما حدث هو العكس، فكانوا في طريقهم لتحطيم حاجز 100 نقطة، لكنهم فشلوا بعد خسارة اثنتين من آخر سبع مباريات.

وبعد إقصاء أتليتكو مدريد من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، قال هندرسون باكيًا لسكاي سبورتس:" أنا سعيد جدًا بكل اللاعبين، والمشجعين، والمدينة بأكملها، إنها لحظة أخرى في حياتنا لن ننساها أبدًا".

يقال أن نسخة 2007-08 كانت أفضل فريق لمانشستر يونايتد بقيادة فيرجسون، ربما لم يفوزوا بالثلاثية، لكنهم غزو إنجلترا، وأوروبا، بهجومهم الرائع، الذي اشتهر به الاسكتلندي.

من الصعب العثور على أي عيب في أقوى 11 لاعبًا، بخلاف ربما ويس براون، في مركز الظهير الأيمن. لكنه لعب دوره في نجاح مانشستر يونايتد، حتى أنه ساعد في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

بجانب باقي المدافعين الخمسة الرائعين، فكان إدوين فان دير سار حارسًا مميزًا حقًا، وباتريس إيفرا ظهيرًا مثاليًا، وريو فرديناند، ونيمانيا فيديتش، هما أروع ثنائي متكامل. أما خط الوسط، المكون من مايكل كاريك، وسكولز، وجيجز، كان متوازنًا أيضًا، والثلاثي الأمامي، فقد امتلكوا كل شيء.

وبفكرة فريق لوسيانو سباليتي، وضع فيرجسون خطًا للأمام بدون رقم 9، ولكنه لم يرغب أبدًا في تحقيق الأهداف، فكان كارلوس تيفيز، وواين روني، وكريستيانو رونالدو، مميزين، حيث لم يلعب الأخير كثيرًا هذا الموسم، وفاز بأول الكرة الذهبية بعد تسجيله 42 هدفًا في 49 مباراة في جميع المسابقات.

وفاز مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق نقطتين فقط عن تشيلسي، حيث أهدر جون تيري قائد البلوز فرصة الفوز بركلات الترجيح.

فقال فيرجسون بعد ذلك:" أعتقد أن القدر أراد ذلك، أنا سعيد للجميع، إنه إنجاز رائع، ونحن نستحقه".

يبدو أن موسم مانشستر سيتي المحطم للأرقام القياسية، أصبحت موضع شك في صلاحيته، حيث تم توجيه أكثر من 100 تهمة انتهاك للوائح المالية الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، بين عامي 2009 و2018، ويظل الجميع في انتظار الحكم النهائي.

فبعيدًا عن ذلك، فريق بيب جوارديولا قدم موسمًا رائعًا، ربما يكون أفضل ما شهدته اللعبة الإنجليزية على الإطلاق، دور فرناندينيو المذهل في الخلف، ودي بروينه، ودافيد سيلفا في خط الوسط، بينما قدم ستيرلينج، وليروي ساني أهدافًا وصنعا لأجويرو.

لكن ما جعل السيتزنز بعيدًا عن جميع منافسيهم، كان مستوى عمق الفريق الذي لم يسبق له مثيل في إنجلترا، أو في أي مكان آخر في العالم. فلم يكن جيسوس، وبرناردو سيلفا، وجوندوجان مضمونين للبدء بهم.

وكانت النتيجة أن مانشستر سيتي أصبح أول فريق يحقق الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 19 نقطة. وكانت المفاجأة الوحيدة هي فشل السيتزنز في تحويل سيطرته المحلية إلى نجاح أوروبي، وكان ذلك بسبب وجود منافس محلي، حيث تغلب ليفربول عليه على أرضه وبأنفيلد، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

لكن اعترف الجميع أن موسم مانشستر سيتي بالدوري الممتاز، سيظل محفوظًا بالتاريخ لفترة طويلة.

"لا يقهرون" عمل أرسين فينجر العجيب في آرسنال، صنع به المجد للنادي، عبر تاريخ الدوري الإنجليزي.

لنذكر أن آرسنال دخل موسم 2003-04 على خلفية نهاية محبطة للموسم السابق، بعدما احتل المركز الثاني بعد مانشستر يونايتد، بفارق ثماني نقاط.

لكن في الموسم التالي، ظهر آرسنال بشكل عملاق، وكان ذلك بفضل لثنائي المخيف باتريك فييرا، وجيلبرتو سيلفا، في خط الوسط، وتنازل فيرجسون فعليًا عن اللقب في مارس بسبب "التصميم الكبير" الذي أبداه فريق فينجر من أجل الفوز.

حتى بعد فوزه باللقب بشكل مُرضٍ على ملعب غريمه في شمال لندن، توتنهام، بالتعادل 2-2، رفض أرسنال التراجع، وخاض مبارياته الأربع الأخيرة بأمان لدخول التاريخ.

لكن خروج آرسنال من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي جاء بعد هزيمة مفاجئة 2-1 على أرضه أمام تشيلسي، جعل فينجر يشعر بالأسف.

لكن أكد فينجر أن ذلك الموسم، كان الأعظم في مسيرته التدريبية، حيث قال:" كان حلمي دائمًا أن أخوض الموسم بأكمله دون هزيمة، لأنه شيئًا يصعب التغلب على ذلك".

وكان على حق، فلم يصل أي ناد لذلك الإنجاز بعد.

ما هو المعيار الذي يقاس به النجاح في إنجلترا؟ قد يجادل البعض بأن فريق مانشستر يونايتد الفائز بالثلاثية لم يكن أفضل فريق شهده الدوري الممتاز عبر التاريخ، لكن كان لديهم عدد كبير من اللاعبين الذين سيتنافسون على مكان في أفضل تشكيلة بالدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك كين، وبيكهام، وجيجز، وبيتر شمايكل، وسكولز، وإيروين.

لكن في النهاية، فإن إنجازهم غير المسبوق يتحدث عن نفسه. فلم يفوزوا بلقب الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري الأبطال فقط، بل فعلوا كل ذلك بأكثر العروض إثارة.

فلم يهزموا في الدوري بعد عيد الميلاد، ومع ذلك فازوا باللقب بفارق نقطة واحدة فقط عن آرسنال في اليوم الأخير، بعد أن عادوا من الخلف ليتغلبوا على توتنهام في أولد ترافورد.

ثم المباراة المثالية ضد بايرن ميونيخ في كامب نو، حيث فاز مانشستر يونايتد بدوري أبطال أوروبا، لأول مرة تحت قيادة فيرجسون بهدفين في الوقت الإضافي، من شيرينجهام، وسولشاير.

سيكون من الصعب تحديد أعظم فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الفائزين بالثلاثية لمانشستر يونايتد عام 1999، قد يكونوا الأفضل!