"من جحيم العقوبات ونحس الإصابات إلى رهبة الهلال!" .. كأس الخليج يعيد الحياة إلى نواف العقيدي وحراس السعودية

جميع الأندية الـ18 الناشطة في مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ تملك حارس مرمى أجنبي في قائمتها.

بل أن ناديًا مثل الرياض، قرر أن يسجل حارسي مرمى أجنبيين، في قائمة الفريق الأول لكرة القدم؛ وهما ميلان بوريان، وفنسنت أنجيليني الذي تم قيده كـ"لاعب تحت السن".

أما بخصوص الرباعي الكبير "الهلال، النصر، الاتحاد والأهلي"، فيملك كل منهم حارس مرمى أجنبي عالمي، هم في الأساس "دوليين" مع منتخبات بلادهم؛ على النحو التالي:

- الهلال: ياسين بونو.. لعب 71 مباراة دولية مع منتخب المغرب.

- النصر: بينتو.. لعب مباراتين دوليتين مع منتخب البرازيل.

- الاتحاد: بريدراج رايكوفيتش.. لعب 39 مباراة دولية مع منتخب صربيا.

- الأهلي: إدوارد ميندي.. لعب 41 مباراة دولية مع منتخب السنغال.

كل ذلك.. جعل فرصة مشاركة الحارس السعودي، في المباريات الرسمية مع ناديه، قليلة للغاية بل وشبه منعدمة؛ حيث يقف أمامه اسم أجنبي عالمي، لعب في أكبر الفرق والمنتخبات العالمية.

الحارس الشاب نواف العقيدي، البالغ من العمر 24 سنة، هو أحد الأسماء التي توقع لها أغلبية المتابعين للكرة السعودية "النجاح"؛ خاصة مع بدايته القوية في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر.

لكن.. مسيرة هذا الحارس الشاب شهدت "انتكاسة" كبيرة للغاية؛ عندما أصدرت لجنة الاحتراف السعودية، قرارًا بإيقافه لمدة 5 أشهر، وذلك في فبراير من عام 2024.

هذ القرار الصادم؛ جاء على خلفية اتهام العقيدي بـ"التمرد" على الجهاز الفني لمنتخب السعودية، بقيادة المدرب السابق روبرتو مانشيني، قبل انطلاق بطولة كأس أمم آسيا التي استضافتها قطر، في الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير 2024.

وكان من المقرر أن يكون إيقاف العقيدي، على مستوى منتخب السعودية والبطولات المحلية لنادي النصر فقط؛ على أن يُشارك في مباريات فريقه بالمسابقات الخارجية، مثل دوري أبطال آسيا.

ما حدث كان غير ذلك؛ حيث أكد لويس كاسترو، المدير الفني السابق للنصر، أن المسؤولين في قلعة العالمي أخبروه بأن هناك تعليمات وصلت إلى النادي، بـ"منع" مشاركة الحارس الشاب مع الفريق الأول، في مختلف البطولات حتى الخارجية منها.

وعندما انتهت العقوبة.. ظل مانشيني يتجاهل العقيدي في خياراته لقوائم المنتخب السعودي، كما وجد الحارس الشاب ناديه النصر، قد تعاقد مع اسم عالمي في نفس مركزه، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية "2024"؛ وهو بينتو.

لذلك.. لم يخض هذا الحارس أي مباراة رسمية منذ 30 ديسمبر 2023؛ عندما شارك في فوز النصر (4-1) على التعاون، ضمن منافسات الجولة 19 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، للموسم الرياضي الماضي.

وجاءت "إقالة" مانشيني من تدريب منتخب السعودية، والتعاقد مع هيرفي رينارد بدلًا منه، لتكون الخطوة الأولى في إعادة الحياة إلى نواف العقيدي؛ حيث قام المدرب الفرنسي بضم اللاعب إلى قائمة الأخضر، التي تستعد للمشاركة في بطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون".

محمد العويس أحد الحراس الكبار الذي أنجبتهم الكرة السعودية؛ حيث قدّم العديد من المستويات الرائعة، سواء على مستوى الأندية أو مع المتخب الوطني الأول لكرة القدم.

وتألق العويس بشكلٍ ملحوظ مع ناديي الشباب والأهلي - على التوالي -، قبل أن يقرر الانتقال إلى عملاق الرياض الهلال، في يناير من عام 2022.

لكن مع الهلال.. لم يحصل الحارس البالغ من العمر 33 سنة، على فرصته كاملة، حيث ظل "حبيسًا" لدكة البدلاء؛ بسبب تواجد عبدالله المعيوف وقتها، ومن بعده ياسين بونو.

ليس هذا فقط.. "سوء الحظ" كان يقف دائمًا أمام العويس؛ حيث كان يتعرض للإصابة في كل مرة يُصاب فيها الحارس الأساسي لنادي الهلال أيضًا؛ وهو ما حرمه من المشاركة في عددٍ أكبر من المباريات، وإثبات موهبته للجهاز الفني.

إصابات محمد العويس؛ حرمته أيضًا من المشاركة مع منتخب السعودية الأول لكرة القدم، في الأحداث الرياضية الأخيرة؛ ومنها بطولة أمم آسيا التي استضافتها قطر في الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير 2024، إلى جانب المباريات الأربع الماضية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

ولم يلعب العويس أي مباراة رسمية، منذ شهر سبتمبر 2024؛ عندما شارك مع منتخب السعودية ضد الصين، في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال، ومع الهلال ضد نادي البكيرية، في دور الـ32 من كأس خادم الحرمين الشريفين.

لذلك.. ستكون بطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون"، فرصة لإعادة إحياء محمد العويس مجددًا؛ خاصة أنه "المرشح الأول" لحماية عرين الأخضر السعودي؛ ما سيعيده إلى أجواء المنافسة بقوة.

أثبت نفسه مع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، لتشتعل معركة كبرى بين عملاقي الرياض الهلال والنصر، للتعاقد معه بشكل رسمي؛ الحديث هُنا عن الحارس محمد الربيعي.

الربيعي فضل الانتقال إلى الفريق الهلالي في النهاية، على الرغم من علمه بصعوبة المشاركة في المباريات؛ خاصة أن هُناك ثنائي كبير يتواجد في مركز حراسة مرمى الزعيم؛ وهما: ياسين بونو ومحمد العويس.

وانضم الحارس البالغ من العمر 27 سنة إلى الهلال، في يناير من عام 2024؛ حيث لم يظهر في أي مباراة رسمية لمدة 10 أشهر كاملة، حتى جاءته الفرصة أخيرًا.

هذه الفرصة التي تحصل عليها مع الهلال؛ جاءت خلال فترة إصابة بونو والعويس - في نفس الوقت -؛ ليضطر جورج جيسوس، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، للاعتماد على الربيعي.

ولعب الربيعي 4 مباريات مع الهلال خلال تلك الفترة، اثنتان في مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، وواحدة في النخبة الآسيوية، وأخرى في كأس خادم الحرمين الشريفين.

وظهر الربيعي بأداء متذبذب في هذه المباريات؛ حيث كان يتألق أحيانًا، مثلما فعل ضد الفيحاء والتعاون في الدوري، ويرتكب أخطاءً كارثية في أحيانٍ أخرى، مثلما حدث ضد العين الإماراتي في النخبة الآسيوية.

هذا التذبذب في الأداء خلال المباريات الأربعة التي شارك فيها، والتي قد تكون بسبب رهبة حمل "شعار الهلال" من الأساس؛ جعل جيسوس يستبعد محمد الربيعي من حساباته فورًا، وذلك بمجرد عودة ياسين بونو من الإصابة.

لكن.. جاء هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية، ليعيد الحياة إلى الربيعي مجددًا؛ وذلك بعد استدعائه إلى قائمة الأخضر، استعدادًا لبطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون"؛ وهو ما يُمثل دفعة معنوية كبيرة له، بعد مرحلة من الشك.

أحمد الكسار، حارس مرمى نادي القادسية؛ هو الاسم الأكثر "استفادة" من إصابات محمد العويس وأزمة نواف العقيدي، مع منتخب السعودية الأول لكرة القدم.

وأصبح الكسار الحارس الأساسي لمنتخب السعودية، منذ بداية العام الحالي "2024"؛ حيث قدّم مستويات مبهرة في بطولة كأس أمم آسيا، التي استضافتها الدوحة القطرية في الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير.

ووقع الكسار عقودًا مع نادي القادسية، في يناير من عام 2024؛ ليساهم في إعادة الفريق الأول لكرة القدم إلى دوري روشن السعودي للمحترفين، من جديد.

لكن.. مع بداية الموسم الرياضي الحالي 2024-2025، والذي شهد عودة القادسية إلى دوري روشن السعودي؛ أصبح هذا الحارس البالغ من العمر 33 سنة "حبيسًا" لدكة البدلاء.

تحوّل أحمد الكسار من "الأساسية إلى دكة البدلاء"؛ جاء بعد تعاقد القادسية مع أحد الأسماء الكبيرة في حراسة المرمى؛ وهو كوين كاستيلس، الذي يملك 20 مباراة دولية مع منتخب بلجيكا الأول لكرة القدم.

وعلى الرغم من أن الكسار أصبح "حبيسًا" لدكة بدلاء القادسية، ولم يشارك سوى في مباراة وحيدة فقط خلال الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ إلا أن هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية، رفض أن يستغنى عن الحارس.

رينارد منح "قبلة الحياة" إلى الكسار، وقام باستدعائه إلى قائمة منتخب السعودية الأول لكرة القدم، التي تستعد للمشاركة في بطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون"، التي تستضيفها الكويت في الفترة من 21 ديسمبر 2024 إلى 3 يناير 2025.

على الرغم من أن اختيارات هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية، في مركز حراسة المرمى، كانت بمثابة إعادة الحياة لكثير من اللاعبين؛ إلا أن المدرب الفرنسي واجه هجومًا عنيفًا، لاستبعاد بعض الأسماء الأخرى.

أبرز الأسماء التي استبعدها رينارد، من قائمة المنتخب السعودي التي تستعد للمشاركة في "خليجي 26"، وكانت تستحق الحصول على فرصة؛ عبدالرحمن الصانبي ومشاري سنيور، ثنائي الأهلي والرائد - على التوالي -.

الصانبي البالغ من العمر 23 سنة، شارك في 8 مباريات رسمية مع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2024؛ وتحديدًا في فترة إصابة الحارس الأساسي إدوارد ميندي.

وقدّم الحارس الشاب مستويات أكثر من رائعة مع الفريق الأهلاوي، خلال هذه المباريات؛ جعلت البعض يعتقد أنه سيكون في مقدمة الأسماء التي ستتواجد مع الأخضر السعودي، في بطولة كأس الخليج.

ومن ناحيته.. يُعتبر سنيور البالغ من العمر 23 سنة، أكثر الحراس السعوديين مشاركة مع أنديتهم، خلال الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ في وقت يسيطر فيه الأجانب على هذا المركز.

سنيور لعب 12 مباراة رسمية مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرائد، خلال الموسم الرياضي الحالي؛ وعلى الرغم من استقباله 15 هدفًا، إلا أنه قدّم مستويات رائعة للغاية، كما حافظ على نظافة شباكه "4 مرات".

وبالتأكيد.. إذا واصل الصانبي وسنيور المستويات التي ظهرا عليها، مع حصوليهما على مزيد من الفرص في الفترة القادمة؛ سينضما إلى منتخب السعودية مستقبلًا؛ لتزيد "الخيارات المتاحة" أمام المدير الفني، في مركز حراسة المرمى.