معركة ليفربول في كوبا أمريكا .. دياز يقود كولومبيا للمجد ونونيز عليه التعلم من واتكينز!

بمجرد ذكر اسم داروين نونيز، يمكننا توقع إهداره العديد من الفرص التي كانت كفيلة لتغيير الأمور تمامًا لصالح أوروجواي، وبالفعل هذا ما حدث.

المشهد الذي أحبط جماهير ليفربول على مدار الأشهر الماضية، تكرر على ملعب "بانك أوف أمريكا" في الساعات الأولى من صباح اليوم، الخميس، ليكتب نهاية أوروجواي وأحلامها في الكوبا.

أوروجواي ظهرت بصورة جيدة للغاية قبل هدف كولومبيا، وأتيحت لها عدة فرص أهدر بعضها نونيز واحدة تلو الأخرى، ليفشل في وضع فريقه بالمقدمة، لينجح الخصم في التقدم بهدف حافظ عليه حتى النهاية.

ويضع هذا المستوى المزيد من علامات الاستفهام حول إمكانية اعتبار نونيز أحد مهاجمي النخبة في العالم، لأنه لو أراد التواجد بهذه المكانة، سيكون عليه أن يصبح أكثر فعالية أمام المرمى.

شاهدنا ما فعله أولي واتكينز مهاجم أستون فيلا ومنتخب إنجلترا في نصف نهائي يورو 2024 أمام هولندا، بتسجيله هدف الفوز للأسود الثلاثة في الوقت القاتل من أول فرصة أتيحت له أمام مرمى الطواحين، مساء أمس، الأربعاء، ليقود بلاده لنهائي البطولة للعب ضد إسبانيا.

كم فرصة يحتاجها نونيز للتسجيل بنفس الطريقة؟ ربما عشرات الفرص لا تكفي الأوروجوياني، ولعله يتعلم من درس واتكينز جيدًا، ويعلم أن تلك التفاصيل الصغيرة هي التي تصعد بالفرق إلى منصات التتويج.

نونيز لم يسدد أي كرة على المرمى طوال مشاركته كأساسي ولعب 4 كرات خارج المرمى وصنع فرصة وحيدة، ووقع في مصيدة التسلل 3 مرات.

وهو ما يأخذنا إلى حقيقة أن المشهد الأهم لنجم ليفربول أمام كولومبيا لم يكن داخل الملعب، بل خارجه، بعدما دخل في مشاجرة عنيفة مع جماهير الفريق الخصم بعد انطلاق صافرة النهاية.

مشهد مأساوي يجب محوه تمامًا من ذاكرة صاحب الـ25 سنة، عندما صعد إلى المدرجات مع بعض اللاعبين الآخرين بأوروجواي لتبادل اللكمات مع جمهور كولومبيا وبعض المسؤولين.

وبعد انتهاء هذه المشاحنات، شوهد نونيز في لقطة مؤثرة للغاية، عندما ظهر وهو يعانق ابنه على أرض الملعب، بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة في المدرجات.

ربما كان خاميس رودريجيز هو رجل كولومبيا الأول في هذه المباراة ومعه جيفرسون ليرما صاحب هدف الفوز، ولكن لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه الطرف الآخر من ليفربول وهو لويس دياز.

الكولومبي الذي لعب 86 دقيقة، لمس الكرة 47 مرة وفاز بـ6 مواجهات على الأرض من الفريق الخصم، وقام بمراوغتين ناجحتين واستعاد الكرة مرة واحدة.

وبالنسبة للمحاولة والفعالية في الثلث الأخير، سدد دياز كرة واحدة على المرمى ولم يسدد خارجها، ونجح في صناعة فرصتين لفريقه.

ربما لم يكن الأداء المبهر الاستثنائي من دياز، ولكنه قام بوظيفته على أكمل وجه لمساعدة كولومبيا على الاقتراب من المجد، بالصعود لمواجهة الأرجنتين في نهائي كوبا أمريكا 2024، طمحًا في الحصول على اللقب الدولي الأول له مع منتخب بلاده.