Goal Only WC DRAW gfxGoal AR

انسوا معجزة الأرجنتين.. لماذا تعتبر الخسارة من إسبانيا انتصارًا للمنتخب السعودي في كأس العالم 2026؟!

حين توقفت عقارب الساعة في قاعات واشنطن العاصمة الفخمة، وأسقطت قرعة المونديال الصقور الخضر في فك المجموعة الثامنة، خيم صمت ثقيل على الشارع الرياضي السعودي، تلاه انفجار عاصف من التحليلات الغاضبة والقلقة.

نحن الآن وجهاً لوجه أمام لا روخا الإسباني، ملوك الاستحواذ الذين يخنقون خصومهم بالكرة، وأمام كتيبة السيليستي الأوروجوانية التي لا تعرف معنى للرحمة، وفخ أفريقي غامض اسمه الرأس الأخضر.

للوهلة الأولى، يبدو المشهد وكأنه سيناريو لكابوس محتوم، الذكريات المؤلمة لنتائج الثمانية والخمسة قد تطل برأسها لتعكر مزاج المشجع الذي لم ينسَ بعد نشوة الفوز على الأرجنتين في لوسيل. 

لكن مهلاً.. هل نحن حقاً بحاجة لمعجزة كروية أخرى؟ هل نحن مضطرون لمطالبة سالم الدوسري ورفاقه بتمزيق شباك الحارس الإسباني أوناي سيمون لكي نعبر؟

الإجابة قد تكون صادمة للبعض، ومستفزة للبعض الآخر: في مونديال 2026، نحن بحاجة لآلة حاسبة دقيقة أكثر من حاجتنا لمهارات اللاعبين!

  • FBL-WC2006-MATCH47-KSA-ESPAFP

    فخ الـ 48 منتخباً.. كيف تغيرت اللعبة؟

    يجب أن ننسى تماماً حسابات المونديال القديم بنسخه الكلاسيكية، في النظام الجديد المجنون الذي يضم 48 منتخباً موزعين على 12 مجموعة، تغيرت قواعد البقاء للأبد. 

    الطريق إلى دور الـ 32 لم يعد يمر حصراً عبر قهر الكبار وتصدر المجموعة، هناك باب خلفي، أو لنقل طوق نجاة ذهبي، اسمه: أفضل ثوالث.

    في السابق، كان الحصول على 3 نقاط قد يرسلك إلى المطار عائداً لبلادك، لاكن اليوم؟ المعادلة انقلبت، والحصول على 3 نقاط يتيمة (من فوز واحد فقط)، شريطة الحفاظ على فارق أهداف نظيف (صفر) أو حتى (-1)، يضمن لك بنسبة تتجاوز 95% مقعداً في الدور القادم.

    وهنا تكمن الكارثة لو لم يستوعب الجهاز الفني للمنتخب الدرس، لالصراع في ملاعب أمريكا لن يكون على جمع النقاط فحسب، بل هي حرب أرقام؛ حرب لإدارة نزيف الأهداف ببراعة، وعدم السماح للعداد بأن ينكسر بالسالب.

  • إعلان
  • كاب فيردي.. ليست مباراة، إنها معركة!

    المفتاح السحري، والأبرز الذي يملكه الأخضر للعبور يكمن في مواجهة الرأس الأخضر (كاب فيردي)، والخطأ القاتل، الذي قد يعصف بأحلام الملايين، هو التعامل مع هذه المباراة بمنطق خطف الفوز والسلام.

    الفوز بنتيجة (1-0)؟ إنه فخ! بل هو انتحار بطيء، فالسعودية مطالبة في هذه المباراة تحديداً بارتداء ثوب الوحش الكاسح، المطلوب ليس مجرد انتصار، بل اكتساح، يجب دك حصون هذا المنتخب الأفريقي المتطور، وتسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف.

    لماذا هذه القسوة؟ لأننا بحاجة لبناء رصيد بنكي من الأهداف الإيجابية (+3 أو +4)، هذا الرصيد هو الذخيرة التي سنحرقها لاحقاً ونحن ندافع باستماتة أمام طوفان إسبانيا وشراسة أوروجواي ونحاول بالطبع خطف النقاط منهم.

    كل هدف إضافي يسجله فراس البريكان أو عبدالرحمن غريب في شباك الفريق الإفريقي سيعمل كدرع واقٍ يحمي حظوظنا عندما نواجه الواقع المرير أمام العمالقة.

  • Kyrgyzstan v Saudi Arabia: Group F - AFC Asian CupGetty Images Sport

    فن الخسارة الذكية.. كيف تنجو من المقصلة؟

    قد يغضب كلامي المشجع الحالم الذي يريد أن يرى منتخبه يهاجم فريق قوامه من ريال مدريد وبرشلونة، لكن في بطولات النفس الطويل، الرومانسية لا تأكل عيشاً، والواقعية هي الحل.

    المنتخب الإسباني بأسلوبه المعروف، وتدوير الكرة الممل حتى التنويم المغناطيسي، يسعى لاستدراجك لفتح الملعب، محاولة مجاراة أسلوبهم أو الضغط العالي في مناطقهم أو محاولة تكرار ما حدث ضد الأرجنتين في 2022 هي دعوة صريحة لتلقي حفلة أهداف تاريخية، هل تذكرون ماذا فعلوا بكوستاريكا في 2022؟ هذا ما يجب تجنبه.

    الواقعية تفرض ركن الحافلة بذكاء شديد، تضييق المساحات، وقتل رتم المباراة، الخروج بنقطة تعادل سيكون إنجازاً يكتب بماء الذهب والفوز سيكون تاريخيًا بالطبع لو حدث، لكن الأهم: حتى الخسارة (0-1) تعتبر انتصاراً تكتيكياً في لغة الأرقام الجديدة، الهدف هو ألا تنهار، وألا تسمح للإسبان بتشويه فارق الأهداف الذي جمعته بشق الأنفس أمام كاب فيردي.

    وأمام أوروجواي، الوضع مختلف كلياً، أنت لا تواجه سحرة، بل تواجه مقاتلين، مدرسة الجرينتا اللاتينية تعتمد على الالتحامات البدنية العنيفة والتحولات الصاروخية بقيادة فيديريكو فالفيردي وداروين نونيز وغيرهم، المباراة هنا ستكون معركة شوارع في وسط الملعب.

    المنتخب السعودي يحتاج للياقة بدنية خارقة للصمود 90 دقيقة دون انهيار، وهنا ينطبق نفس المبدأ: استقبلت هدفاً مبكراً؟ إياك والاندفاع المجنون للتعويض فتستقبل الثاني والثالث وتطير الحسابات، حافظ على الخسارة بفارق هدف.. نعم، الخسارة بفارق هدف واحد أمام هؤلاء الوحوش قد تكون هي تذكرة العبور للدور الثاني!

  • FIFA World Cup 2026 Official Draw - Red Carpet ArrivalsGetty Images Sport

    جحيم ميامي.. هل ينقلب السحر على الساحر؟

    وبعيداً عن التكتيك والسبورة، هناك عامل الطقس والجغرافيا، المجموعة ستلعب مبارياتها غالباً في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، هل جربتم الرطوبة في ميامي؟ إنها جحيم لا يطاق.

    هل هي ميزة للأخضر؟ ربما، اللاعب السعودي اعتاد اللعب في طقس الخليج والرطوبة العالية، بينما قد يترنح اللاعب الأوروبي القادم من طقس معتدل ويفقد مخزونه اللياقي بعد 60 دقيقة.

    لكن الحذر واجب، فالتنقل بين الولايات الأمريكية كمن يسافر بين قارات! الاستشفاء، النوم، وتجهيز اللاعبين بدنياً لهذه الماراثونات قد يكون أهم من أي محاضرة فنية.

  • Saudi Arabia v South Korea: Round Of 16 - AFC Asian CupGetty Images Sport

    بيت القصيد.. العقل قبل العاطفة

    لا تنتظروا هدايا من السماء في 2026، ولا تعتمدوا على دعوات الوالدين فقط، حظوظ الأخضر مرهونة بمعادلة رياضية باردة ولا تقبل القسمة على اثنين: افتراس كاب فيردي بنتيجة ثقيلة + صمود أسطوري (بأقل الأضرار) أمام الكبار = تذكرة العبور لدور الـ 32.

    أي محاولة للعنتريات وفتح الصدر أمام إسبانيا قد تعيدنا للمربع صفر ولحسابات الخروج المرير، أما اللعب بعقلية الآلة الحاسبة، والخبث الكروي، فقد يكتب فصلاً جديداً ومختلفاً للكرة السعودية في المحافل العالمية، فلنترك العاطفة للمدرجات، ولنلعب بذكاء الثعالب في الملعب.