وبينما دفعت مصر ثمن إهدار السولية لركلة جزاء مبكرة واستقبلت هدفًا مباغتًا، تدخل "أفشة" في اللحظات الأخيرة ليخطف نقطة التعادل من علامة الجزاء، واضعًا الفراعنة في صدارة مشتركة مؤقتة مع "الأزرق" الكويتي، في انتظار موقعة الأردن والإمارات بالجولة الأولى.
GOAL ARمصر والكويت | اشتباكات شوهتها .. لعنة "كأس العرب" تصطاد السولية للمرة الثانية وخطر كبير يهدد مشوار الفراعنة!
سيطرة مصرية وخطورة كويتية
شهد الشوط الأول "سيطرة سلبية" مطلقة للمنتخب المصري، الذي استحوذ على الكرة بنسبة كاسحة بلغت 72%، محاصرًا المنتخب الكويتي في مناطقه الدفاعية. ورغم المحاولات الهجومية المكثفة التي أسفرت عن 11 تسديدة (منها 4 بين القائمين والعارضة) و4 ركنيات، افتقد الفراعنة اللمسة الحاسمة أمام تكتل دفاعي كويتي منظم اعتمد على إغلاق المساحات، بينما لم يسدد "الأزرق" أي كرة على المرمى المصري طوال 45 دقيقة.
اللقطة الأبرز كانت إهدار عمرو السولية ركلة الجزاء في الدقيقة 38، والتي سددها خارج المرمى تمامًا.
جاء الشوط الثاني وتغير السيناريو ليصبح أكثر دراماتيكية؛ حيث دفعت مصر ثمن الفرص المهدرة بتلقيها هدفًا مباغتًا عبر فهد الهاجري في الدقيقة 64، في واحدة من المحاولات الكويتية القليلة.
في الدقيقة 81، كان بإمكان الأزرق الكويتي إنهاء المباراة تمامًا بعد هجمة مرتدة متقنة وصلت داخل منطقة الجزاء عند محمد دحام، الذي سدد كرة قريبة تعملق الحارس محمد بسام في التصدي لها.
كثف الفراعنة ضغطهم (9 تسديدات في هذا الشوط) وسط استماتة دفاعية كويتية، حتى جاءت الدقيقة 86، ليحصل مروان حمدي على ركلة جزاء ثانية للفراعنة، بعد عرقلته من الحارس سعود الحوشان، الذي تلقى البطاقة الصفراء الثانية وغادر الملعب مطرودًا.
انبرى البديل "أفشة" بنجاح لركلة الجزاء، منقذًا مصر من فخ الهزيمة الافتتاحية، لتنتهي المباراة بتعادل بطعم الفوز للكويت وبطعم الخسارة لمصر.

عمرو السولية.. كابوس النهاية والبداية
بين لعنة الختام وصدمة الافتتاح، يبدو أن عمرو السولية قد وقع أسيرًا لسيناريو تراجيدي يرفض إسدال الستار على فصوله في بطولة كأس العرب.
فما أشبه الليلة بالبارحة؛ حيث استحضر السولية اليوم أمام الكويت أشباح الماضي القريب، ليعيد للأذهان تلك اللحظة القاسية حينما أقصى منتخب بلاده برأسية عكسية قاتلة أمام تونس في الدقيقة الأخيرة من نصف نهائي النسخة السابقة عام 2021.
كان الجميع يترقب ركلة الجزاء اليوم كبطاقة عبور نحو مصالحة الجماهير، لكن إهدارها جاء ليحول حلم البداية الجديدة إلى كابوس مكرر، ويربط بين نهاية مأساوية وبداية كارثية تضع القائد المخضرم في مواجهة عاصفة من الضغوط النفسية.
توتر واشتباكات
لم يكن مشهد الدقيقة 88 مجرد هدف للتعادل، بل كان إعلانًا صريحًا وعمليًا عن شرخ الثقة الذي أحدثته الركلة الأولى.
فبينما كان المنطق العاطفي يقتضي منح السولية فرصة ثانية لغسل أحزانه، تدخل "فيتو" الزملاء وتغليب مصلحة المنتخب، ليحجب عنه الكرة خوفًا من انهياره تحت وطأة الضغوط.
حاول السولية الحصول على الكرة لكن زملاءه داخل الملعب والجهاز الفني في الخارج رفضوا، قبل أن يتم الاستقرار على تنفيذها بواسطة محمد مجدي "أفشة"، الذي أودع الكرة الشباك وأنقذ الفريق من الخسارة.
وقبل تنفيذ ركلة الجزاء وقعت مشادة بين لاعبي الفريقين، حيث احتشد الجميع في محيط منطقة الجزاء، وتبادلوا الشد والجذب.
وقعت مشادة أخرى بين لاعبي المنتخبين بعد صافرة النهاية ، حيث انفعل مروان حمدي بشدة تجاه أحد لاعبي المنتخب الكويتي، قبل أن يتدخل لاعبو الفريقين لإنهاء الموقف دون تصعيد..
خلاصة القول
رغم أن الفراعنة قدموا عرضًا جيدًا على مستوى الاستحواذ والتحكم في الإيقاع، إلا أن المباراة كشفت عن "عوار فني" لا يمكن تجاهله.
فقد ظهر الدفاع المصري مكشوفًا وبهشاشة واضحة أمام سلاح الهجمات المرتدة، بالتوازي مع أزمة مستفحلة في إنهاء الهجمات وترجمة السيطرة إلى أهداف.
الكرة الآن في ملعب المدير الفني حلمي طولان، المطالب بإيجاد حلول عاجلة لضبط المنظومة الدفاعية ورفع الفاعلية الهجومية؛ فالمنافسة في المجموعة لن تقبل القسمة على اثنين، والاختبارات القادمة أمام خصوم أكثر شراسة كالأردن والإمارات قد تحمل سيناريوهات كارثية إذا لم يتم تدارك هذه الأخطاء سريعًا.



