eysan-aksoy-ai

لا حدود للذكاء الاصطناعي.. مذيعة وهمية لدوري أبطال أوروبا تجذب آلاف العشاق من عالم كرة القدم!

وقع جماهير كرة القدم وقعوا غرام "المذيعة الجديدة" لدوري أبطال أوروبا، والتي ظهرت فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي لتثير ضجة واسعة.

المقدمة التركية إيسان أكسوي جذبت الآلاف من المتابعين الذين تسابقوا في التعبير عن إعجابهم بها، في محاولة يائسة للفت نظرها، لكن هناك مشكلة واحدة أمام كل هؤلاء العشاق المحتملين: إيسان أكسوي مخلقة بالذكاء الصناعي!.

يصطف العشاق من الرجال في التعليقات ليعبروا عن حبهم لامرأة غير موجودة في الحقيقة – بل حتى إن بعضهم متزوج بالفعل.

في غضون سبعة أشهر فقط، جمعت أكسوي أكثر من 43 ألف متابع على إنستجرام، وهو رقم يتمناه العديد من الإعلاميين الحقيقيين بعد سنوات طويلة من العمل.

ولم يتوقف الأمر عند الإعجاب فقط، إذ يبدو أن بعض المتابعين يدفعون ما يصل إلى 771.50 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا للحصول على محتوى "للكبار فقط" تقدمه أكسوي.

  • حساب مثير للجدل

    شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة واسعة من الجدل بعد ظهور شخصية جديدة تم تقديمها كـ"مذيعة دوري أبطال أوروبا"، قبل أن يتضح أنها ليست حقيقية على الإطلاق، وإنما نموذج مولد بالذكاء الاصطناعي يحمل اسم إيسان أكسوي.

    إيسان، التي يُفترض أنها مقدمة برامج رياضية تركية من إسطنبول، خطفت أنظار الآلاف من المتابعين بسرعة هائلة، حتى وصل عدد متابعيها على إنستجرام إلى أكثر من 43 ألف شخص في غضون سبعة أشهر فقط، وهو رقم قد يستغرق سنوات ليحققه بعض الإعلاميين الحقيقيين.

    الحساب الذي يروج لأكسوي يضم أكثر من 235 منشورًا، يظهر فيها اهتمامها الوهمي بالسفر، الشواطئ، المطاعم الفاخرة في ناطحات السحاب، وحتى الفصول الدراسية.

    لكن خلال الأسابيع الأخيرة فقط بدأ منشئ الحساب في استغلال شعبية كرة القدم، ليجعل من إيسان "مقدمة برامج" تغطي مباريات دوري أبطال أوروبا!.

    كما نشر الحساب صورًا للشخصية الوهمية وهي مدعوة لحفل الكرة الذهبية الماضي في العاصمة الفرنسية باريس!.

    هذه الإستراتيجية ليست غريبة، فالمذيعة الألبانية إيفا موراتي اشتهرت بأسلوب مشابه، حيث تنشر صورها عبر إنستجرام بجانب نشاطها الإعلامي.

    وفي إحدى الصور المثيرة للجدل، ظهرت أكسوي مرتدية قمصان أكبر أربعة أندية تركية (جلطة سراي، فنربخشه، بشيكتاش، طرابزون سبور)، وهو أمر يُعتبر "إلحادًا كرويًا" لجماهير الأندية، يشبه ارتداء قمصان "الكبار الستة" في إنجلترا دفعة واحدة.

    لكن اللافت أن هذا لم يزعج متابعيها الذين استمروا في التغزل بجمالها، متجاهلين أنها مجرد شخصية افتراضية.

  • إعلان
  • تعليقات غزلية

    ورغم أن الحساب يوضح صراحة أنه يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك لم يمنع المتابعين من الإطراء، أحدهم كتب: "أنتِ جميلة كالملاك"، ليحصل على رد من أكسوي على شكل قلب أسود.

    آخر علق قائلاً: "أنت رائعة الجمال"، بينما قال ثالث: "يا لها من ابتسامة جميلة.. تبدين فاتنة بحق يا إيسان".

    ووصل الأمر إلى حد المبالغة، حيث كتب متابع آخر: "أنتِ عظيمة، جميلة، أنيقة، مثيرة، وأفضل من يظهر على التلفزيون"، رغم أن أكسوي لم تظهر على أي شاشة في حياتها.

  • حياة مزيفة

    إلى جانب الصور من استوديو رياضي مولد رقميًا، يقدم الحساب لقطات لأكسوي وهي تقوم باليوجا، وتجلس على سيارات فارهة، وتستمتع بنزهات خارجية، وحتى صور شبه عارية في أماكن ثلجية.

    وفي أحد المنشورات، ظهرت وهي ترتدي ملابس قصيرة وسط الثلوج، مرفقة بتعليق: "لا أهتم ببرودة الطقس.. لأن أسلوبي دائمًا ساخن!".

  • مشروع مربح

    يبدو أن الهدف الأساسي من وراء هذه الشخصية هو توسيع الحضور الرقمي وتحقيق أرباح مالية، فإلى جانب إنستجرام، أصبحت أكسوي حاضرة أيضًا على تيك توك وإكس (تويتر سابقًا) ويوتيوب، لكن تركيزها الأكبر ما زال على إنستجرام والموقع الذي تنشر عليه مقاطعها الجريئة والذي يعد بوجود "مقاطع فيديو مليئة بالمرح والمشاعر والمفاجآت" للمشتركين.

    هذه ليست أول تجربة من نوعها، ففي الصيف الماضي ظهرت شخصية افتراضية أخرى باسم ميا زيلو، نشرت صورًا من بطولة ويمبلدون للتنس، حتى أنها تلقت تعليقًا من لاعب الكريكيت الهندي ريشاب بانت، رغم أنها غير موجودة أيضًا.

    بهذا الشكل، تتحول "إيسان أكسوي" إلى مثال جديد على كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق مؤثرين غير حقيقيين، يجذبون الجمهور والأموال، ويثيرون التساؤلات حول مستقبل الإعلام وحدود الواقع والوهم في العصر الرقمي.

    هذه الظاهرة تكشف بوضوح كيف يمكن لشخصيات غير حقيقية أن تقتحم عالم الرياضة والترفيه، وتنافس وجوهًا حقيقية على الاهتمام والجماهيرية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الإعلام الرقمي وحدود الوهم والواقع في عالم يزداد اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.