حتى في أسوأ فترات صلاح المواسم الماضية، كانت أرقامه وإسهاماته عنصر ثابت ولا يمكن التشكيك فيها، ولا تقترن أحيانًا بمستواه في أرض الملعب، ولكن ما يحدث حاليًا هو جرس إنذار لا محالة.
صلاح سجل 3 أهداف في 9 مباريات، وهذا رقم متوسط بالنسبة للمعايير التي وضعها اللاعب لنفسه، وصنع 3 أيضًا بمختلف البطولات، ولم يعد يبدو لنا في صورة "المنقذ" الذي يظهر في الأزمات لفض الاشتباك.
صاحب الـ33 سنة كان أفضل من فريمبونج كجناح أيمن بكل تأكيد، وساهم في إحياء الجبهة اليمنى كثيرًا بفضل انطلاقاته ومحاولاته المستمرة في تهديد مرمى الخصم، وشعرنا بعد نزوله أن الفريق أصبح قريبًا من التعادل، وبالفعل حصل ليفربول على ركلة جزاء لكن الحكم تراجع عنها.
ومع ذلك، هناك مشكلة واضحة عند صلاح، النجم المصري أصبح أقل فعالية، ولم يعد يصل للمرمى بالشكل الذي اعتاد عليه، وهو ما ظهر اليوم بعدم تسديدة أي كرة على المرمى أو خارجها، إذن، أين المشكلة؟
هل يعاني صلاح من عدم الانسجام مع هوجو إيكيتيكي وفلوريان فيرتس؟ هل يشعر بالتهديد واهتزت ثقته بنفسه بعد الصفقات الضخمة التي أبرمها النادي الإنجليزي في الميركاتو الصيفي الماضي؟
ليس من الطبيعي ألا يراوغ ولا مرة أو حتى يسدد على المرمى أو يهدد الحارس المتألق أوجوركان شاكير، لذلك صلاح بحاجة إلى وقفه مع نفسه ومع المدرب آرني سلوت للتوصل إلى حل.
سلوت نفسه سبق أن قال بعد مباراة أتلتيكو مدريد، إن ما يميز صلاح هو تألقه عندما لا يكون الفريق في أفضل حال، وهذا ما يجعله لاعبًا من الطراز الرفيع، وتلك حقيقة لا يمكننا الاختلاف عليها، ولكنها لم تظهر اليوم!
وبالرجوع إلى مسيرة صلاح الطويلة، سنجد أنه تعرض إلى العديد من الأزمات وتخطاها بكل أريحية، فهل يفعل ذلك وهو عمره 33 سنة؟ أم يستسلم الدولي المصري لـ"سنة الحياة" بأنك لا يمكنك أن تخرج منتصرًا كل يوم وربما تأتي اللحظة لمواجهة الأمر الواقع؟
الاعتقاد الأقرب، هو أن صلاح يمتلك الإصرار والعزيمة الكافيان لتخطي هذه الأزمة، حتى وإن تقدم عمره، لأنه منذ بضعة أشهر فقط كان مرشحًا للفوز بالكرة الذهبية، ومن المستحيل أن تختفي جودته بين يوم وليلة، كما أن شخصيته دائمًا ما ترفض الاستسلام.