Liverpool Inter ratings GFXGetty/GOAL

نحس إنتر أهدى سلوت قبلة الحياة .. انتصار ليفربول يوجه "الضربة القاضية" لصلاح و240 مليونًا تمنحه شهادة البراءة!

محمد صلاح خارج قائمة المباراة تمامًا، الجميع ينتظر، يقف الدولي المصري رفقة عشاقه لرؤية ما سيفعل ليفربول من دونه أمام إنتر، وعلى الناحية الأخرى هناك أرني سلوت.

هذه المباراة كانت تعنى الكثير للمدرب الهولندي، فرصة سانحة للإعلان رسميًا بأن صلاح هو السبب الرئيسي وراء مشاكل ليفربول، حتى وإن لم يمت هذا الأمر للواقع بصلة، لأن كرة القدم لا يتم الحكم على نتائجها بهذه الطريقة.

فوز الريدز كان سيمنح تخبط سلوت فرصة أخرى لفرض قواعد كرة القدم الظالمة، وتحقيق انتصارًا لحظيًا يدفن الجميع تحته الكثير من المشاكل التي يعاني منها حامل لقب الدوري الإنجليزي مع مدربه الذي قرر تحويل نجم فريقه إلى كبش فداء.

وبالفعل، ومن ركلة جزاء في لقطة غير متوقعة، قرر أليساندرو باستوني منح سلوت قبلة الحياة، ليقوم بمسك فلوريان فيرتس "دون أي مبرر" داخل المنطقة، ليسجل دومينيك سوبوسلاي هدف فوز الريدز خارج ملعبهم، بالجولة السادسة من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا.

الفرحة كانت صاخبة، الفريق يحتفل وسلوت واقفًا يحاول التماسك ويقاوم رغبته في الركض والصراخ بأنه على حق، النتيجة 1/0 وصلاح ليس في الملعب، بل في منزله يشاهد المباراة وربما يتحسر على تصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها مدربه..

  • سلوتGetty Images Sport

    سلوت جبان أم تعامل بذكاء؟

    قل عن الهولندي ما شئت، ولكن من المستحيل على أي مدرب أن يصل إلى تدريب ليفربول وهو لا يمتلك أي قدر من الذكاء الكافي لمعرفة الوضعية الصعبة التي يمر بها الفريق تحت قيادته، وإمكانية رحيله من الباب الخلفي في أقرب وقت ممكن.

    ليفربول لعب المباراة ورصيده 9 نقاط من 5 مباريات بالأبطال، وفي الدوري الإنجليزي يحتل المركز العاشر بـ23 نقطة، بفارق شاسع عن آرسنال المتصدر بـ33 نقطة، إذن الهولندي في وضع لا يُحسد عليه، وأي خسارة جديدة تهدد منصبه.

    أزمة صلاح تعقد الأمور أيضًا، نجم تاريخي ومن أعظم اللاعبين في تاريخ ليفربول ليس سعيدًا بما يحدث، وخرج في العلن للهجوم على سلوت مستغلًا شعبيته، في الوقت الذي قبل فيه التحدي، وأخرجه تمامًا من قائمة مباراة إنتر بعد تصريحاته العنيفة عقب التعادل مع ليدز.

    إذن أي هزيمة في غياب صلاح، ستعني أنه ليس المشكلة الرئيسية، لذلك دخل سلوت اللقاء بعقلية "دعونا لا نخسر بأي شكل من الأشكال"، حيث لعب المباراة بصورة أكثر تحفظًا من التي واجه بها ريال مدريد ومختلف الفرق.

    اعتدنا على ليفربول مع سلوت أنه يلعب مستميتًا من أجل الفوز فقط ولا شيء آخر، ولكن اليوم تخلى عن هذا المبدأ، محاولًا الحفاظ على خطوطه متماسكة دون التهور الهجومي أمام إنتر الذي يعتبر أحد أقوى الفرق في دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونخ وآرسنال.

    تشكيل الفريق غلبت عليه هذه النزعة بشكل عام، بتواجد جو جوميز كظهير أيمن، وفي الوسط دومينيك سوبوسلاي وريان جرافنبرخ وكورتيس جونز، ومن أمامهم أليكسيس ماك أليستر وثنائي هجومي مُكون من هوجو إيكيتيكي وألكساندر إيزاك.

    المباراة شهدت تحسن المردود الفردي للعديد من اللاعبين، وعلى رأسهم فان دايك وإبراهيما كوناتي "سجل هدفًا ولم يُحتسب"، وكذلك سوبوسلاي صاحب الهدف وجرافنبرخ وماك أليستر، ولكن دعونا نتحدث قليلًا عن إيزاك وهوجو إيكيتيكي.

  • إعلان
  • FC Internazionale Milano v Liverpool FC - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD6Getty Images Sport

    الثنائية الفاشلة

    اليوم لم يكن هناك صلاح، حصل إيكيتيكي وإيزاك على الفرصة الكاملة، للعب بجوار بعضهما البعض، طمحًا في أن يكون إيكيتيكي ثنائية مماثلة للتي عاشها مع عمر مرموش في أيام تألقه مع آينتراخت فرانكفورت.

    ليفربول دفع 95 مليون يورو لضم إيكيتيكي من فرانكفورت وحوالي 145 مليون يورو للتعاقد مع إيزاك من نيوكاسل يونايتد، مما يعني أنهم أنفقوا 240 مليون يورو على لاعبين فقط وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت"، لنرى ثنائية لا تليق بخط هجوم أحد فرق "التشامبيونشيب".

    دعونا نتحدث بتجرد شديد وعدم تحيز، ما ذنب صلاح أن إيزاك لم يسدد أي كرة على المرمى اليوم؟ ولم يقم بأي مراوغة ناجحة، ولمس الكرة 25 مرة فقط وكان تائهًا عن المشهد تمامًا، وفقد الاستحواذ في 8 مرات ولعب 11 تمريرة فقط قبل أن يخرج في الدقيقة 68.

    إيزاك لم يكن جيدًا في الاحتفاظ بالكرة أيضًا، وخسر العديد من الثنائيات مع لاعبي إنتر، ربما بسبب الفوارق البدنية والحالة الفنية السيئة التي يعيشها اللاعب، مرة أخرى، ما ذنب صلاح في ذلك؟

    دعونا ننتقل إلى إيكيتيكي، الفرنسي الذي جعلنا نظن أنه نسخة من تييري هنري أو كيليان مبابي، لم يظهر سوى من انطلاقة في الشوط الأول تسبب من خلالها في إصابة لفرانشيسكو أتشيربي أدت لخروجه من الملعب.

    اللاعب اكتفى بالركض فقط "بلا هدف" دون تشكيل أي خطورة حقيقية على مرمى يان سومير، وخسر الكرة 12 مرة، ولكنه على الأقل كان يحاول فعل شيئًا ما "وإن فشل"، عكس إيزاك الذي حضر بجسده فقط.

    هناك نقطة سوداء لإيكيتيكي، وهي تسببه في عدم احتساب هدف إبراهيما كوناتي في الشوط الأول، بعدما لمس الكرة برعونة في لقطة مشتركة مع فيرجيل فان دايك، مما أدى إلى احتسابها لمسة يد.

    لذلك، يجب على سلوت إدراك حقيقة أن مشكلة ليفربول الهجومية ليست في صلاح "فقط"، نعم مستواه متواضع، لكنه ليس مذنبًا في هذه الثنائية السيئة التي جلبها النادي إلى ملعب أنفيلد.

  • FC Internazionale Milano v Liverpool FC - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD6Getty Images Sport

    سوء حظ إنتر

    النتيجة لم تكن عادلة لإنتر، فريق المدرب كريستيان كيفو فعل ما يكفي للخروج بنقطة على أقل تقدير، والخسارة بهذا الخطأ الساذج من ركلة جزاء يبدو قاسيًا إلى حد كبير.

    بعد الهدف الملغي لإبراهيما كوناتي، امتلك إنتر زمام الأمور، وحصل على فرصة سانحة من كرة رأسية للأرجنتيني لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 51 من عمر المباراة، ولكن الحارس أليسون بيكر تصدى لها ببراعة.

    إنتر مر بحالة صحوة بعد هدف كوناتي، وهدد مرمى ليفربول على فترات، في الوقت الذي عجز الثنائي الهجومي لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام عن فعل أي شيء لترجمة هذه السيطرة إلى أهداف.

    لا يمكن تذكر أي هجمة حقيقية خطيرة لليفربول باستثناء الهدف الملغي، سوى لقطة كونور برادلي في الدقيقة 81 التي أخرجها يان سومير بعيدًا عن مرماه.

    لقطة ركلة الجزاء ستترك أثرًا قاسيًا على جمهور إنتر الليلة، فلوريان فيرتس كان يقف وظهره للمرمى، لا توجد أي ضرورة مُلحة لمسكه بهذه الطريقة، ولكن باستوني قرر منح ليفربول هذه الهدية الثمينة في الدقيقة 88.

  • Salah Slot LiverpoolGetty

    صلاح في موقف صعب

    بالتأكيد صلاح لا يكره ليفربول، لذلك هو لا يريد أن يرى فريقه يخسر، ولكن فوزه بدونه بعد استبعاده، يمنح سلوت المزيد من القوة والجرأة على فعل ما يريده قبل ذهاب اللاعب إلى كأس الأمم الإفريقية وحتى بعدها إن استمرت النتائج في التحسن.

    النتيجة "ظاهريًا" تؤكد أن الفريق يمكنه النجاة بلا صلاح، ولكن بشكل عملي على أرض الواقع، سندرك أن التأثير النجم المصري وهو في مستواه، يفوق بمراحل ما يقدمه إيكيتيكي وفيرتس وإيزاك "مجتمعين".

    مرة أخرى .. فوز ليفربول لا يعني أن صلاح المشكلة، المصري صاحب الـ33 سنة انخفض مستواه بشكل ملحوظ، ولكنه ليس مسؤولًا عن المستوى المتواضع لأغلب الصفقات الجديدة، وتراجع فان دايك وإبراهيما كوناتي، خاصة الأخير الذي جعل ريال مدريد يصرف النظر عن ضمه.

    الدقيقة 68 أظهرت لنا أن المشكلة ليست في صلاح فقط، جو جوميز الذي لا يمتلك نصف شعبية النجم المصري، اعترض على تغيير سلوت له، مما يعكس عدم اقتناع العديد من اللاعبين بقرارات مدربهم.

    إذن ما هو الحل الآن؟ الهدنة، وقفة مؤقتة لمنح الفريق فرصة لالتقاط أنفاسه من جديد، ومنح الأولوية لمصلحة النادي فوق أي معارك شخصية أو محاولة لإثبات الرأي.

    الخاسر الأكبر في معركة صلاح وسلوت هو ليفربول، رحيل الأول لن يحل المشكلة وإقالة الثاني ستعني ضرورة هدم كل شيء والبناء من جديد، لذلك ربما تكون هذه المباراة سببًا لبداية صفحة جديدة سيكون فيها الفريق هو المستفيد الأول لو تم علاج المشاكل الفنية الواضحة للجميع.

    وأما لو قام الهولندي باستغلال هذا الانتصار لإسقاط صلاح بـ"الضربة القاضية" واستخدامه ككبش فداء، فعليه أن يعلم جيدًا حجم المشاكل التي يواجهها، وأنه قد يلحق بنجم الريدز قريبًا لو انتهى الأمر برحيله.

0