GOAL ONLY Salah GFXGoal AR

كفاكم نفاقًا | درس هانزي فليك الذي أحرج "أساطير" الاستديوهات.. لماذا يُباح لراشفورد وكين ما يُحرم على صلاح؟

في عالم كرة القدم الحديثة، تسقط الأقنعة عادة عند أول اختبار حقيقي للأزمات، وبينما يغرق الجميع في تحليل لغة جسد محمد صلاح، أو تصريحاته  حول موقفه في ليفربول، خرج من مدينة برشلونة تصريح عفوي -وربما مقصود- من المدرب الألماني هانزي فليك، ليكون بمثابة الرصاصة التي أصابت قلب الحقيقة، وكشفت عن ازدواجية معايير مخيفة تحكم آراء محللي الكرة الإنجليزية.

الأمر هنا لا يتعلق بخبر صحفي عابر، بل بقراءة شخصية وتحليلية لما يدور خلف الكواليس، بعيدًا عن الدبلوماسية المعتادة في صياغة الأخبار؛ إنها محاولة لتفكيك مشهد يبدو فيه الإنصاف غائبًا بشكل متعمد.

  • FBL-EUR-C1-BARCELONA-FRANKFURTAFP

    المدرب هو من يبدأ.. درس فليك المجاني

    قالها فليك ببساطة وهو يتحدث عن ماركوس راشفورد: "لقد ذهبت للتحدث مع ماركوس لأشرح له لماذا لم يلعب المباراة الماضية،أخبرني: لا تقلق، لقد حصلنا على النقاط الثلاث".

    توقف قليلًا أمام جملة "ذهبت للتحدث معه"، هنا يكمن المربط الحقيقي للفرس، صلاح لم يخرج في مؤتمر صحفي ليطالب أرني سلوت بتقديم كشف حساب أو تفسير، ولم يشترط أن يشرح له المدرب أسباب تبديله أو جلوسه بديلًا لكي يوافق على اللعب.

    نحن هنا -كمتابعين ومنصفين- من نقول إن التفسير كان واجبًا، وإن الاحتواء كان ضرورة، استنادًا لما فعله مدرب بحجم فليك يمتلك سداسية تاريخية في جعبته.

    فليك لم ينتظر أن يسأله راشفورد، بل بادر هو بالشرح احترامًا لقيمة لاعب معار من مانشستر يونايتد قد لا يستمر لما أبعد من الصيف القادم، بينما في ليفربول، تم تصوير الأمر من قبل جيمي كاراجر وتيري هنري على أن مجرد انتظار صلاح لهذا النوع من التقدير هو "غرور" أو "تعالٍ" على النادي.

  • إعلان
  • Thierry Henry Mohamed Salah Liverpool 2025Getty Images

    هنري وميسي.. وفخ الذاكرة الانتقائية

    لعل الموقف الأكثر إثارة للدهشة والاستفزاز في آنٍ واحد، هو موقف الفرنسي تيري هنري، الأسطورة الذي خرج علينا بنبرة عسكرية صارمة ليقول إن "اللاعب يجب أن يصمت وينفذ"، مستشهدًا بأيام لعبه تحت قيادة جوارديولا، وكأنه لم يكن يومًا ذلك النجم الذي يعتد بنفسه.

    لكن، مهلًا يا تيري، هذه وجهة نظري الشخصية التي أتحمل مسؤوليتها: ذاكرتنا ليست قصيرة، نحن نتذكر جيدًا حين خرج ليونيل ميسي غاضبًا ورفض مصافحة ماوريسيو بوتشيتينو لحظة استبداله مع باريس سان جيرمان. 

    وقتها، لم يخرج هنري ليحدثنا عن "الانضباط" أو "احترام قرار المدرب"، بل التمس العذر لزميله السابق قائلًا إن "النجوم الكبار يريدون اللعب دائمًا، وهذا رد فعل طبيعي".

    ولنضع النقاط على الحروف بوضوح تام: لا أحد يقول إن صلاح هو ميسي، ليونيل ميسي حالة استثنائية في تاريخ اللعبة، ولا يوجد لاعب آخر يحق له ما يحق للبرغوث، وهذه حقيقة كونية لا جدال فيها، ولكن، هل كون صلاح "ليس ميسي" يجرده من حقه الإنساني والمهني في التقدير؟

    المعيار هنا ليس الموهبة المجردة، بل مبدأ الاحترام، هل يحتاج صلاح أن يكون ميسي لكي يتنازل المدرب ويشرح له قراره؟ أم يكفي أن يكون الهداف التاريخي لليفربول في البريمييرليج لكي يحصل على معاملة تشبه تلك التي قدمها فليك لراشفورد؟

  • Mohamed SalahGetty Images

    عندما يكون النجم "ابننا".. تتغير القواعد!

    هذا الرأي الذي أسوقه هنا ليس دفاعًا أعمى عن صلاح، بل هو هجوم على النفاق التحليلي، لقد رأينا نفس الوجوه الإعلامية تذرف الدموع على هاري كين في اليورو الماضي، وتطالب ساوثجيت بضرورة الجلوس معه" وإيجاد حل يناسبه رغم سوء مستواه الفادح.

    ورأينا ريو فيرديناند يثور كالبركان لأن تين هاج لم يبرر لصديقه كريستيانو رونالدو أسباب استبعاده، معتبرًا ذلك قلة احترام لتاريخ الدون.

    فلماذا حينما تعلق الأمر بمحمد صلاح تغيرت القواعد؟ لماذا أصبح انتظار المبادرة من المدرب جريمة؟ ولماذا تحولت رغبة الجمهور في رؤية تقدير لنجمهم الأول إلى اتهام للاعب بالأنانية؟

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Mohamed SalahGetty Images

    بيت القصيد

    تصريح فليك لم يحرج المحللين فقط، بل وضع أرني سلوت في مأزق حقيقي أمام الرأي العام، فليك أثبت أن تبرير القرار للنجم ليس ضعفًا في الشخصية، بل هو قمة الذكاء الإداري.

    لو كان سلوت قد امتلك حكمة فليك، وطرق باب صلاح ليشرح له الموقف قبل المباراة، لما وجد كاراجر وهنري مادة دسمة للهجوم على الملك المصري.

    المشكلة ليست في أن صلاح طلب الفهم المشكلة هي أننا اكتشفنا أن التفسير والشرح هما حق مكتسب لنجوم معينين ومنحة ممنوعة على آخرين.

    شكرًا هانزي فليك.. لأنك بكلمات عفوية عن نجمك الإنجليزي، كشفت لنا الوجه القبيح لازدواجية المعايير التي تحكم استديوهات التحليل.

0