من يرحل ومن يبقى؟ حلم ريال مدريد يُطارد آرنولد و"السوق الحر" يُغري صلاح .. وليفربول هو الملاذ الآمن لفان دايك!

موقف المدافع الإنجليزي يختلف نوعًا ما عن صلاح وفان دايك، لأنه يبلغ من العمر 26 سنة فقط، مقابل 32 لزميله المصري و33 للهولندي الذي سيصل إلى 34 في يوليو المقبل.

فكرة رحيل آرنولد عن الريدز تبدو مؤلمة كثيرًا لعشاقه، لأنه تخرج من أكاديمية النادي ولم يمثل أي فريق آخر، وأصبح في العديد من الفترات الظهير الأيمن الأفضل على مستوى العالم، خاصة في حقبة كلوب الذهبية التي حصل فيها الفريق على الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

الأمر سيكون صعبًا من الناحية المادية أيضًا، لأن القيمة السوقية للاعب وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت" وصلت إلى 70 مليون يورو، وليفربول يستطيع بيعه بأكثر من ذلك بكثير، لذلك خسارته بالمجان تبدو في غاية الصعوبة.

ووسط كل ذلك، هناك حلم ريال مدريد، العملاق الإسباني المتخصص في خطف النجوم بالمجان، فعلها مع كيليان مبابي وأنطونيو روديجر ودافيد ألابا، ويمكنه تكرارها مرة أخرى مع آرنولد.

الفريق يحتاج لظهير أيمن جديد، لأن الإصابات أصبحت مصممة على قتل كل محاولات داني كارباخال للمقاومة، وسبق أن تم التفكير في ريس جيمس لاعب تشيلسي، لكن نفس اللعنة أبعدته عن البلوز وجعلت حلم الانتقال إلى سانتياجو برنابيو يتلاشى تمامًا.

فكرة اللعب في ريال مدريد تبدو مُغرية للغاية لآرنولد، لأنه سيدخل في تحديات مختلفة وسيُنعش مسيرته بتجربة فريدة من نوعها في أجواء صعبة ومتطلبة للغاية، يمكنه من خلالها اختبار نفسه بأفضل صورة ممكنة.

اللعب لليفربول شرف عظيم لأي لاعب، لكن الكرة عملتنا أن ارتداء قميص برشلونة وريال مدريد "غير"، والفرصة جاءت لآرنولد على طبق من ذهب، وداع أنفيلد صعب؟ نعم، ولكن هذه الفرص لا تتكرر كثيرًا!

في الماضي، كانت هناك مخاوف من احتراف النجوم الإنجليز خارج بلادهم، ولكن جود بيلينجهام كسر هذا الحاجز في سانتياجو برنابيو، ويمكنه مساعدة مدافع الريدز على النجاح في إسبانيا، تزامنًا مع التألق المبهر لمواطنهما هاري كين مع بايرن ميونخ في الدوري الألماني.

قدوم المدافع الهولندي إلى ليفربول في يناير 2018 مقابل 84 مليون يورو، كان بمثابة العلامة الفارقة في تاريخ الريدز، لأنه أكمل الحلقة الناقصة في مجموعة يورجن كلوب التي عززها فيما بعد بالتعاقد مع أليسون بيكر من روما.

فيرجيل كان نقطة التحول التي جعلت ليفربول قادرًا على الفوز بالبطولات الكبرى والمنافسة عليها بصفة مستمرة، ومثل آرنولد، كان لفترات طويلة الأفضل بمركزه في العالم، بل وصفه البعض بأنه الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي "أمر مُختلف عليه".

الهولندي مر ببعض التخبطات أيضًا، وفقد بعض مرونته ولم يعد اللاعب غير القابل للمراوغة مثلما كان في الماضي، وقد تكون أفضل أيامه مرت بالفعل، لأنه كما قلنا، سيصبح 34 سنة في الصيف القادم.

وعكس آرنولد وصلاح، لا توجد أنباء قوية حول مفاوضات مع فان دايك من أي كبار أوروبا، رغم السجل المُبهر والقدرات الفنية المميزة التي يتمتع بها اللاعب، وربما يحدث ذلك بسبب عامل السن الذي أصبح يلعب ضده.

ولهذه العوامل، يعتبر البقاء هو الخيار الآمن لفان دايك وليفربول، لأنه يمثل صمام الأمان في دفاع الفريق، وأساس العمود الفقري للريدز منذ سنوات، ومن دونه قد تنهار المنظومة الدفاعية بالكامل.

ولأنه لا يوجد من هو أفضل من ليفربول يقاتل للحصول على خدماته، سيكون على الهولندي الاتجاه نحو "الملاذ الآمن" أيضًا، والمضي قدمًا في محادثات التجديد وإبداء مرونة مع إدارة ناديه.

دعونا نتفق أنه مهما حدث في مستقبل صلاح مع ليفربول، النجم المصري سيظل من أساطير الريدز، وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي بل بالدوري الإنجليزي بشكل عام.

تصريحات اللاعب عن انتماء ابنته إلى مدينة ليفربول وشعور عائلته بالراحة هناك، كلها تؤكد أنه لا يمانع البقاء والتوقيع على عقد جديد، ولكن هناك سياسة داخل ليفربول بتوخي الحذر عند التجديد لأي لاعب يزيد عمره عن 30 عامًا، لأنه يفقد جزءًا من سرعته وقدرته على التطور عند بلوغ هذا السن.

وفي الحقيقة، صلاح لم يفقد أي شيء هذا الموسم، سجل 7 أهداف وصنع مثلهم بمجموع 14 مساهمة في 12 مباراة فقط، ولكن من المنطقي أن يفكر ليفربول في تخفيض راتبه الذي يصل إلى 350 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا، وهو الأمر الذي قد لا يقبله اللاعب بسبب الفرص المتاحة أمامه.

بالطبع صلاح يريد البقاء لإضافة المزيد من الأرقام القياسية لرصيده، ووضع نفسه في أعلى مرتبة ممكنة وسط أساطير الريدز وضمان البقاء في المكان الذي تشعر عائلته بالراحة فيه، ولكن يجب حصوله على التقدير الكافي!

لو أصر ليفربول على سياسته، بعدم التجديد لصلاح المدة الكافية ومنحه راتب عادل، سيتجه اللاعب الذي سيبلغ من العمر 33 سنة الصيف القادم للتفكير في الخيارات المتاحة أمامه، والسوق الحر يمنحه فرصة سانحة للخروج بمميزات مالية ضخمة.

دوري روشن السعودي أبوابه مفتوحة للنجم المصري في أي وقت، وكبار المسابقة أثبتوا في أكثر من مناسبة، أنه لا توجد لديهم أي مشكلة في دفع المبالغ اللازمة لضم صفوة نجوم العالم، كما أن البطولة أصبحت أكثر قوة في الوقت الحالي وارتفعت تنافسيتها مع الطفرة الأخيرة.

انتشرت مؤخرًا شائعات حول انتقال محتمل لبرشلونة، وهو أمر شبه مستحيل، بسبب وجود رافينيا ولامين يامال، ولكن ماذا عن ريال مدريد؟ لو فكر الميرينجي في بيع رودريجو وجلب صلاح للعب بجوار كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، مع منحه مكافأة توقيع مناسبة وراتب كبير، ستكون بمثابة النهاية المثالية للنجم المصري في الملاعب الأوروبية.

ولو بحثنا في الأندية الأخرى التي يمكنها تحمل طلبات صلاح المادية، سنجد أنه من الصعب انتقاله لفريق آخر داخل إنجلترا، حتى لا يُحطم أسطورته مع ليفربول، ليتبقى فقط باريس سان جيرمان وربما بايرن ميونخ، ولكن اللعب في الدوريين الألماني والفرنسي قد لا يكون مغريًا له.

ولتلخيص الموقف سريعًا سنجد مصير صلاح يعتمد على مرونة ليفربول في المفاوضات معه، وقدرة أندية دوري روشن على إقناعه بالانتقال لأي منها، وربما حدوث أي تغييرات في ريال مدريد تجعله في حاجة إلى جناح أيمن، وهي الفرصة التي لا يمكن رفضها تحت أي ظرف!