GOAL ONLY Woltemade TrikaGoal AR

على خطى أبو تريكة: هدف فولتيمادي الجدلي يكشف معضلة نيوكاسل والفراغ الذي تركه إيزاك!

في عالم كرة القدم، هناك لحظات تتجاوز مجرد كونها هدفًا أو نتيجة، لتتحول إلى قصص خالدة يُعاد سردها مع كل جدل مشابه.

في أمسية صاخبة على ملعب سان جيمس بارك، لم يسجل المهاجم الألماني نيك فولتيمادي هدفًا لنيوكاسل في شباك آرسنال فحسب، بل أعاد فتح سجلات التاريخ، مُعيدًا للأذهان جدلاً مصريًا خالصًا بطله محمد أبو تريكة. 

وبينما كانت كاميرات تقنية الفيديو تدقق في شرعية ارتقائه، كانت الأعين الخبيرة تدقق في ما هو أبعد من الهدف، مستقبل مهاجم ورث تركة ثقيلة، ومستقبل فريق يبني آماله على رأس حربة قد يكون سلاحًا ذا حدين.

إنها قصة هدف تقدم لنيوكاسل في النتيجة وجدل أعاد التاريخ، ورهان قد يحدد مسار موسم كامل. 

  • Nick WoltemadeGetty

    رأسية واحدة.. وانفجار من الغضب

    كانت الدقيقة 34 من عمر المباراة، وآرسنال يسيطر على مجريات اللعب ويبحث عن ثغرة في دفاع نيوكاسل المنظم. 

    من عرضية متقنة أرسلها ساندرو تونالي، ارتقى نيك فولتيمادي، وسط منطقة الجزاء وسدد برأسية قوية في شباك ديفيد رايا. 

    انفجر الملعب احتفالًا، بينما انفجر لاعبو آرسنال غضبًا، الصورة كانت واضحة: فولتيمادي يرتقي بينما يضع يديه على ظهر المدافع البرازيلي جابرييل الذي سقط أرضًا.

    على الفور، تحولت الأنظار إلى الحكم جاريد جيليت، ثم إلى غرفة تقنية الفيديو، هل هناك دفع؟ هل استند المهاجم على المدافع بشكل غير قانوني؟ جاء القرار بتأكيد الهدف وسط ذهول لاعبي آرسنال، وديفيد رايا أصيب بالجنون، هكذا وصف الصحفي هاري بامفورث من ديلي ميل المشهد، مضيفًا رأيه الذي لخص اللقطة: أنا لا أقول إنها مخالفة، لكن لاعبي آرسنال سيشعرون بالظلم. 

  • إعلان
  • FBL-QAT-EGY-FRIENDLYAFP

    على خطى أبو تريكة: هل استنسخ فولتيمادي أشهر هدف جدلي في مصر؟

    هذا الشعور بالظلم الذي تحدث عنه بامفورث أعاد الذاكرة مباشرة إلى عام 2009، وهدف محمد أبو تريكة الأسطوري في شباك طلائع الجيش، الهدف الذي أخذ الأهلي لمباراة حاسمة ضد الإسماعيلي على لقب الدوري المصري في الدقائق الأخيرة.

    في لقطة مشابهة إلى حد كبير، ارتقى أبو تريكة وسجل برأسه هدف الفوز، وسط اتهامات بأنه استند بشكل واضح على مدافع الجيش.

    في ذلك الوقت، لم تكن هناك تقنية فيديو، واحتُسب الهدف الذي لا يزال حتى يومنا هذا أحد أكثر الأهداف إثارة للجدل في تاريخ الكرة المصرية. 

    واليوم، يثبت هدف فولتيمادي أن حتى وجود التقنية لا ينهي الجدل، بل قد يزيده تعقيدًا، فالتشابه بين اللقطتين ليس فقط في طبيعة الاحتكاك، بل في الأثر النفسي الذي تركته كل لقطة على الفريق الخصم والجماهير، مما يثبت أن بعض اللحظات في كرة القدم محكوم عليها بالجدل الأبدي، بغض النظر عن التكنولوجيا. 

  • Liverpool FC v Atletico de Madrid - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    وريث إيزاك.. بين الفعالية القاتلة ومحدودية التأثير

    بعيدًا عن الجدل، يضع الهدف الضوء على نيك فولتيمادي نفسه، فالمهاجم الألماني البالغ من العمر 23 عامًا، والذي انضم لنيوكاسل في صفقة كبيرة، وجد نفسه فجأة المهاجم الأساسي بعد الرحيل المفاجئ لألكسندر إيزاك.

    لكن أرقامه النهائية في الـ 67 دقيقة التي لعبها قبل استبداله، تكشف قصة مهاجم متخصص للغاية، وهو ما قد يمثل معضلة للمدرب إدي هاو رغم أنه لم يكن كذلك في مسيرته في ألمانية.

     إحصائياته النهائية صادمة في تناقضها: تسديدة واحدة على المرمى، كانت هي التسديدة الوحيدة له في المباراة، وهي نفسها الرأسية التي سجل منها الهدف بتقييم أهداف متوقعة (xG) بلغ 0.21 فقط.

    لمس الكرة 20 مرة فقط طوال 67 دقيقة، لكن الأهم أن لمستين فقط منهما كانتا داخل منطقة جزاء الخصم، إحداهما كانت ستكون كافية لحسم المباراة لولا عودة آرسنال. 

    لم يقم بأي مراوغة ناجحة، لكن الرقم الأكثر إثارة للقلق هو سجله في الالتحامات: صفر من أصل 9 التحامات فاز بها (0 من 4 هوائية، و0 من 5 أرضية) نسبة نجاح 0% في الالتحامات!

  • Newcastle United FC Training Session And Press Conference - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    مفترق طرق نيوكاسل: تطوير اللاعب أم تغيير الأسلوب؟

    هنا يبرز التحدي الأكبر لنيوكاسل، بعد رحيل مهاجم شامل ومتحرك مثل إيزاك، هل يمكن الاعتماد على مهاجم لم يظهر مع الفريق إلا نقطة قوة واحدة واضحة، لكن مع نقاط ضعف واضحة أيضًا في الجوانب الأخرى؟ إما أن يطور فولتيمادي من نفسه ليصبح أكثر شمولية في تحركاته ومساهماته خارج الصندوق كما كان في ألمانيا، أو سيتعين على إدي هاو بناء منظومة لعب كاملة تعتمد على إيصال العرضيات له، وهو أسلوب قد يكون مكشوفًا للخصوم الكبار.

    الهدف في شباك آرسنال كان ثمينًا لو جاء بالفوز أو حتى بنقطة التعادل، لكنه كشف عن معضلة استراتيجية، الاعتماد على خطة فولتيمادي قد يجلب أهدافًا حاسمة من أنصاف الفرص، لكنه قد يجعل الفريق أيضًا متوقعًا وسهل العزل إذا لم يكن المهاجم الرئيسي قادرًا على المشاركة بفعالية في مراحل أخرى من اللعب.