مبابي أمام برشلونة .. لا تدع الأرقام تخدعك، ضحية "نبوءة لابورتا" لم يكن بطل الريمونتادا!

مبابي اختفى تمامًا في الشوط الأول من ريمونتادا اليوم، ولم يكن من العناصر المؤثرة في عودة باريس من أجل قلب الأمور على العملاق الكتالوني.

الثنائي برادلي باركولا وعثمان ديمبيلي، كان بمثابة المُحرك الرئيسي لهذه العودة، خاصة باركولا الذي منح باريس اللقطة التي غيرت كل شيء، بتسببه في طرد أراوخو.

المعروف والمتوقع من لاعب بحجم مبابي أن يكون صاحب المبادرة، واللاعب الذي يحصل على الكرة ليحاول القيام بأشياء استثنائية لاختراق دفاعات الفريق الخصم.

ولكن هذا الشيء لم يظهر الليلة، وتكفل به مواطنه ديمبيلي، الذي قاد الثورة الباريسية على حساب فريقه السابق، وتسبب في نشاط مبابي نفسه في وقت لاحق.

ولا يمكن في نفس الوقت التقليل مما فعله مبابي اليوم، لأنه استغل جودته جيدًا في تهديد دفاع برشلونة واستغلال الأخطاء الكارثية التي ارتكبها أصحاب الأرض.

عندما كانت الأمور مُغلقة بشكل كبير على هجوم باريس، كان ديمبيلي هو العنصر الأخطر، ولكن مع طرد رونالد أراوخو ونزول إينيجو مارتينيز، أصبحت الأمور أسهل على الجميع.

مبابي تحرك كثيرًا في الشوط الثاني، وأصبح أكثر فعالية على مرمى الفريق الكتالوني، وكان على وشك التسجيل مرتين بخلاف الثنائية التي أحرزها، ولكن الحارس مارك تير شتيجن تصدى له ببراعة.

وعندما انتهى النحس أخيرًا وحانت لحظة التسجيل من ركلة جزاء في الشوط الثاني، سنعود ونقول إن الفضل يعود لديمبيلي أيضًا لأنه كان من حصل عليها من تهور جواو كانسيلو.

لا يمكن إنكار المجهود الذي بذله صاحب الـ25 سنة وتسجيله هدفين، ولكن لا يجب كذلك الانخداع بلغة الأرقام بغض النظر عن ما حدث في الملعب.

النجم الفرنسي لعب 29 تمريرة بنسبة نجاح وصلت إلى 93.1%، واشترك في التحامين ناجحين وخسر التحامين آخرين.

مبابي سدد 5 كرات على المرمى وكرة واحدة خارجها، ولعب عرضيتين ناجحتين وصنع فرصتين، وقطع كرة واحدة فقط لصالح فريقه.

الأرقام هنا ستخدعك عندما نقارن مبابي بعثمان ديمبيلي، لأن الأخير وصلت نسبة دقة تمريراته إلى 77.3% فقط، ولكنه قام بـ6 التحامات ناجحة.

ولم يصنع ديمبيلي سوى فرصة واحدة فقط، وسدد كرة واحدة على المرمى وكرتين خارجها، ومع ذلك ستجد بالعين المُجردة لأي متابع للمباراة أن نجم برشلونة السابق كان الأفضل والبطل الحقيقي للريمونتادا.

المثير هو أن جوان لابورتا رئيس برشلونة، سبق أن قال يومًا ما إن ديمبيلي يفوق مبابي في الموهبة وأفضل منه، ولسخرية القدر أن هذه النبوءة تحققت بالفعل وعلى حساب الفريق الكتالوني!

فرصة تاريخية أمام كيليان مبابي هذا الموسم، بعد قراره النهائي بتوديع باريس سان جيرمان، وسط أنباء حول اقترابه من الانتقال لريال مدريد.

النجم الفرنسي ظل يُطارد لقب دوري أبطال أوروبا مع باريس لسنوات طويلة، وربما حان الوقت الآن لتحقيق هذا اللقب، والطريق يبدو سهلًا بمواجهة بوروسيا دورتموند في نصف النهائي.

فوز مبابي بالأبطال سيجعله يخرج من الباب الأمامي من باريس، عكس ما حدث مع ليونيل ميسي ونيمار، وسيمنحه النهاية السعيدة التي تمناها لسنوات.

وعلى الجانب الآخر سيحصل ريال مدريد على موهبة فذة تعرف جيدًا الحصول على البطولات الكبرى، بطل عالم ودوري أبطال "لو فعلها مع باريس"، لذلك جماهير الميرينجي ستكون الأكثر حظًا حتى لو لم يُتوج فريقها بالبطولة.