Raphinha, Ferran Torres, Marcus Rashford, Barcelona vs MallorcaGetty/GOAL

مايوركا وبرشلونة | مباراة انتهت في الشوط الأول.. وقسوة الحكم تقدم لقناة ريال مدريد "وليمة الموسم"

حقق برشلونة فوزًا عريضًا على مضيفه ريال مايوركا، في مباراة قد تبدو نتيجتها النهائية منطقية بالنظر إلى فارق الإمكانيات، لكن تفاصيلها كانت أكثر إثارة وتعقيدًا. 

هيمنة فنية مطلقة للبارسا منذ البداية، وقرارات تحكيمية قاسية أثارت جدلاً واسعاً وحسمت اللقاء بشكل مبكر، وقصة لاعب شاب واجه ماضيه في أمسية للنسيان. 

في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات ليلة كروية كان بطلها الأبرز هو الجدل الذي أثارته صافرة الحكم، والذي طغى على أي جانب فني آخر.

  • Ronald AraujoGetty Images Sport

    أراوخو.. تهور ينجو من العقاب

    على الرغم من سير المباراة في صالح برشلونة، إلا أن أداء المدافع الأوروجوياني رونالد أراوخو لم يكن على المستوى المأمول وشكّل نقطة قلق في الخط الخلفي. 

    ظهر أراوخو بمستوى من التهور في عدة مناسبات، حيث قام بتدخلات عنيفة كان محظوظاً للغاية في تجنب الحصول على بطاقة صفراء واحدة على الأقل من حكم اللقاء.

    إضافة إلى ذلك، بدا تركيزه منخفضاً في ضبط مصيدة التسلل مع زملائه، مما كاد أن يخلق مشاكل للدفاع، لكن سيناريو المباراة خدمه بشكل كبير؛ فمع تقدم برشلونة بهدفين وحصول فريق مايوركا على حالتي طرد، انهار التهديد الهجومي للفريق المضيف مبكراً، وهو ما قلل من الضغط على دفاع البارسا وستر على أخطاء أراوخو التي لم تكلف الفريق شيئاً في نهاية المطاف.

  • إعلان
  • RCD Mallorca v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    الحكم.. قسوة مفرطة وغياب لروح القانون

    لم يكن أداء مايوركا وحده وتفوق برشلونة هو سبب انهيار أصحاب الأرض، بل لعبت قرارات الحكم دوراً محورياً في سير المباراة، حيث اتسمت صافرته بالقسوة المفرطة على أصحاب الأرض في لقطات حاسمة.

    بدأ الجدل مع الهدف الأول لبرشلونة الذي سجله رافينيا بسبب خط التماس لكن الكرة لم تمر بكامل استدارتها، ليظهر الجدل الحقيقي في الهدف الثاني الذي سجله فيران توريس، والذي جاء في توقيت كان فيه أحد لاعبي مايوركا ساقطاً على أرض الملعب، لكن الأمر الأكثر إثارة للجدل هو أن الحكم وضع الصافرة في فمه، في حركة أوهمت لاعبي مايوركا بأنه سيوقف اللعب، مما ساهم في استغلال توريس للفرصة وتسجيل الهدف.

    أما القسوة الحقيقية فقد تجلت في البطاقة الحمراء الأولى للاعب مانو مورلانيس، والتي جاءت عبر إنذار ثانٍ على تدخل كان يمكن التعامل معه بروح القانون، خاصة في ظل تأخر أصحاب الأرض بهدفين.

    وزاد من الشعور بالظلم هو تغاضي الحكم نفسه عن تدخلات أكثر عنفاً من أراوخو مدافع برشلونة في وقت سابق من المباراة دون إشهار أي بطاقة، مما أظهر تناقضاً واضحاً في قراراته بالأخص بعد كرة رافينيا في نهاية الشوط والتي كان من الممكن أن يحصل فيها على بطاقة حمراء مباشرة.

    بلا شك، سيقدم هذا الأداء التحكيمي المثير للجدل مادة دسمة لقناة ريال مدريد، التي غالباً ما تتغذى على مثل هذه الأخطاء لتوجيه الانتقادات للتحكيم في مباريات غريمها التقليدي، مما يضيف بعداً آخر لجدل لن ينتهي مع صافرة النهاية.

  • BarcelonaGetty

    هيمنة فنية قبل الحسم العددي

    بعيداً عن الجدل التحكيمي وحالات الطرد التي حسمت المباراة إكلينيكياً، كان برشلونة قد فرض تفوقه الفني والتكتيكي بشكل واضح منذ صافرة البداية. تمثلت هذه الهيمنة في قدرة الفريق على التحكم المطلق في إيقاع اللعب، وتناقل الكرة بأريحية وسلاسة كبيرتين لم تقتصر على وسط الملعب، بل امتدت لتشمل الثلث الأخير من ملعب مايوركا، حيث وجد اللاعبون المساحات للتحرك وصناعة اللعب دون ضغط يُذكر. 

    على المستوى التكتيكي، كان انتشار لاعبي برشلونة أفضل بكثير، مع توزيع متوازن للأدوار سمح باستعادة الكرة بسرعة فائقة عند فقدانها. 

    وحتى في المواقف الدفاعية القليلة التي تعرض لها الفريق ورغم الهفوات البسيطة، كان التصرف يتسم بالهدوء والذكاء، مما أحبط محاولات مايوركا الهجومية قبل أن تشكل أي خطورة حقيقية. 

    هذا التفوق المبكر هو ما مهد الطريق للانتصار، وجعل مهمة الفريق أسهل بكثير حتى قبل أن يلعب مايوركا منقوص العدد.

  • pablo-torre(C)Getty Images

    بابلو توري.. حلم إثبات الذات يصطدم بالواقع

    في مفارقة لم تكن في صالحه، جاءت المباراة الرسمية الأولى للاعب الشاب بابلو توري بقميص مايوركا أمام فريقه السابق برشلونة، في لقاء كان يأمل أن يثبت فيه جدارته. 

    لكن لسوء حظه، اصطدمت طموحاته بواقع المباراة المرير؛ فهيمنة برشلونة المطلقة أجبرته على قضاء معظم فترات الشوط الأول في أداء أدوار دفاعية بحتة، وهو ما أظهرته خريطته الحرارية التي تركزت بالكامل في نصف ملعب فريقه.

    كان تأثير توري على مجريات اللعب شبه معدوم، وأرقامه تعكس حجم معاناته؛ فخلال 45 دقيقة كاملة، لم يلمس الكرة سوى 17 مرة، وفقد الاستحواذ في 5 مناسبات منها. 

    والأرقام الهجومية كانت أكثر إحباطاً، حيث خرج من الشوط بصفر من التسديدات والمراوغات الناجحة والتمريرات المفتاحية. 

    هذا الأداء الباهت، بالإضافة إلى ظروف المباراة الصعبة، دفع مدربه لاستبداله بين الشوطين، لتنتهي أولى صفحات توري مع مايوركا بفصل محبط في مواجهة الماضي.

  • RCD Mallorca v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    شوط ثانٍ للنسيان.. وإدارة اقتصادية للمجهود

    على عكس الشوط الأول الذي شهد بعض الأحداث المثيرة، جاء الشوط الثاني باهتاً للغاية وشهد تراجعاً ملحوظاً في المستوى الفني والبدني من كلا الفريقين. 

    فمن جانب برشلونة، بدا الفريق وكأنه اكتفى بالنتيجة وضمن الفوز، خاصة مع النقص العددي الكبير في صفوف خصمه، تحول أداء الفريق إلى إدارة اقتصادية للمجهود، حيث سيطر على الكرة بنسب استحواذ عالية لكن دون رغبة حقيقية في زيادة الغلة التهديفية، فغابت الخطورة واللمحات الفردية وتحول اللعب إلى مجرد تمريرات أفقية لقتل الوقت، حتى الفرص الواضحة التي ظهرت لم يستغلها نجومه بشكل جيد، وظهر ذلك مع فيران توريس وبيدري وغيرهم.

    أما مايوركا، فقد قضت حالتا الطرد على أي أمل متبقٍ لديه؛ انهار الفريق بدنياً وذهنياً، وتحولت مهمته من محاولة العودة في النتيجة إلى تفادي هزيمة تاريخية، بذلك، فقدت المباراة إثارتها وروحها التنافسية، وتحول الشوط الثاني إلى 45 دقيقة شكلية في انتظار صافرة النهاية لم يزينها سوى هدف يامال الثالث.

  • RCD Mallorca v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    في الختام، حصد برشلونة ثلاث نقاط هامة من ملعب صعب، لكن الفوز جاء ممزوجًا بطعم الجدل.

    كان تفوق برشلونة الفني واضحاً منذ البداية، ولكن القرارات التحكيمية الحاسمة هي التي قصمت ظهر مايوركا وحولت المباراة إلى مواجهة من طرف واحد في شوطها الثاني.

    يخرج البارسا من اللقاء بالهدف الأهم وهو الفوز، بينما سيشعر مايوركا بالظلم وسيكون عليه تجاوز هذه العثرة سريعاً، لقد كانت مباراة حُسمت مبكراً، لتترك خلفها أسئلة حول إدارة الحكم للقاء أكثر من أي انطباعات فنية يمكن البناء عليها.

0