مانشستر يونايتد وآرسنال | ركنية واحدة تكفي.. قمة أولد ترافورد بلا أمل في سباق اللقب!

بدأ مانشستر يونايتد المباراة بشكل مبشر فارضًا بعض السيطرة على مجريات الشوط الأول، استحوذ فريق الشياطين الحمر على الكرة في وسط الملعب نسبيًا ونجح في بناء الهجمات بشكل متواصل، ولكنه افتقد للدقة والتركيز في الثلث الأخير من الملعب، حيث أدى التسرع وسوء اتخاذ القرار إلى إهدار العديد من الفرص السانحة للتسجيل.

في المقابل، ورغم عدم تقديمه للأداء الأفضل، أظهر آرسنال نضجًا تكتيكيًا كبيرًا ونجح في استغلال نقطة قوته التي اشتهر بها مع أرتيتا ومن إحدى الكرات الثابتة القليلة التي أُتيحت له، تمكن فريق المدفعجية من خطف هدف التقدم عبر ركلة ركنية نُفذت بإتقان، ليترجم تفوقه في الكرات الهوائية إلى تقدم ثمين في النتيجة.

أكد آرسنال مرة أخرى أنه أحد أخطر فرق الدوري الإنجليزي في الكرات الثابتة، بل وأظهر تطورًا ملحوظًا في استغلالها. 

لم يعد الأمر يقتصر على التفوق في الكرات الهوائية المباشرة، بل أصبح الفريق يبتكر حلولًا تكتيكية معقدة. 

الهدف الوحيد في المباراة جاء كدليل قاطع على ذلك، حيث تحرك المدافع ريكاردو كالافيوري بذكاء منطلقًا من جانب المرمى ليقابل الركنية دون رقابة، وهو ما يوضح حجم العمل الذي يقوم به الفريق لتصبح الكرات الثابتة سلاحًا حاسمًا.

بعد تسجيل هدف التقدم، لجأ آرسنال إلى نهج أكثر تحفظًا، وهو ما سمح لمانشستر يونايتد بالاستحواذ أكثر من جانبه، حاول يونايتد ممارسة الضغط العالي ونجح في بناء اللعب بشكل منظم حتى الوصول لمناطق الخطورة، إلا أن المشكلة الأزلية ظلت حاضرة بقوة، وهي غياب اللمسة الأخيرة والقدرة على ترجمة السيطرة الميدانية إلى أهداف.

وتعكس لغة الأرقام بوضوح قصة المباراة؛ فعلى الرغم من سيطرة مانشستر يونايتد شبه المطلقة على الكرة بنسبة استحواذ بلغت 62% ومحاولاته الهجومية العديدة التي وصلت إلى 19 تسديدة، إلا أن الفريق عانى من عقم تهديفي واضح. 

في المقابل، لعب آرسنال بواقعية، حيث نجح في تسجيل هدف من أصل 8 تسديدات فقط، معتمدًا على حارسه الذي تصدى لـ 6 كرات خطيرة، ليؤكد أن الفوز لا يعتمد دائمًا على السيطرة، بل على حسم اللحظات الهامة.

على الرغم من أهمية هذه القمة في تحديد المسار المبكر لكلا الفريقين، إلا أنه بالنظر إلى الموسم الطويل، من الصعب وضع أيٍ من آرسنال أو مانشستر يونايتد كمنافس حقيقي في صراع لقب الدوري. 

فالمعركة على القمة تبدو أكثر تعقيدًا وتتطلب عمقًا في التشكيلة واستمرارية أثبتتها فرق أخرى بشكل أفضل، من المتوقع أن يكون مانشستر سيتي وليفربول، وحتى تشيلسي الذي يمتلك مشروعًا ناضجًا، هم الأقوى على المدى البعيد والأكثر قدرة على تحمل ضغط المنافسة لـ 38 جولة، مما يجعل الصراع بين يونايتد وآرسنال أقرب لكونه سباقًا على حجز مقعد في دوري الأبطال أكثر من كونه منافسة مباشرة على اللقب.

في نهاية المطاف، كانت هذه المباراة مرآة صادقة لحال الفريقين، مانشستر يونايتد يملك مشروعًا واعدًا وأسلوبًا ممتعًا، لكنه لا يزال فريقًا "رومانسيًا" يفتقد للواقعية والخبث الكروي اللازم لقتل المباريات الكبرى.

أما آرسنال، فقد أصبح فريقًا "واقعيًا" تعلم كيف يفوز حتى في أيامه السيئة، وهو يتقن فن استغلال نقاط قوته القليلة وتوجيه ضربته في الوقت المناسب. 

الفارق بين فريق يبني بشكل جيد وفريق يعرف كيف يفوز، هو خلاصة ما حدث على أرض الملعب، وهو ما منح آرسنال النقاط الثلاث.

لكن بالنظر إلى الموسم الطويل، لن يكون أيًا من آرسنال أو مانشستر يونايتد منافسين حقيقيين في صراع لقب الدوري الذي سيكون فيه مانشستر سيتي وليفربول وحتى تشيلسي أقوى على المدى البعيد.