مانشستر سيتي عاش فترته الأسوأ مع جوارديولا الموسم الماضي، حيث تأهل الفريق بالكاد إلى دوري أبطال أوروبا، وخسر سيطرته على لقب الدوري الإنجليزي التي استمرت لـ4 مواسم متتالية، وظهر بحالة متواضعة هجوميًا ودفاعيًا.
المدرب الإسباني معروف عنه الكرة الهجومية البحتة، والتي طورها في مانشستر سيتي وجعلها أكثر صلابة عن طريق الاهتمام بالدفاع، وهو ما تسبب في إنفاق النادي الإنجليزي أموالًا ضخمة على روبن دياش وجون ستونز وغيرهما لتحقيق هذا التوازن.
بيب وصل إلى نسخة "متكاملة" من كرة القدم مع مانشستر سيتي حاول الجميع تقليدها، لعب تموضعي مرن به الكثير من التنظيم والصلابة والوحدة، مع الحفاظ على الإبداع واستخدام المهارة الفردية.
ولكن لسبب ما تعطلت هذه المنظومة الموسم الماضي، ويبدو أن الموسم الجاري لن يكون أفضل بكثير من الذي سبقه، لأن الفريق لا يزال يعاني وسقط في فخ الخسارة أمام برايتون وتوتنهام، وأصبح على وشك الابتعاد عن المنافسة على لقب البريميرليج مرة أخرى.
حالة سيتي المستمرة تسببت في تخلي جوارديولا عن مبدأ آخر، وهو الاعتماد على "ركن الأتوبيس" الذي عُرف عن عدوه جوزيه مورينيو، وذلك عن طريق اللجوء للكرة الدفاعية في الاختبار الصعب أمام آرسنال بملعب الإمارات في سبتمبر الماضي، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1 بهدف قاتل لجابرييل مارتينيلي.
جوارديولا قال عن قيامه بالمبالغة في الدفاع بهذه المواجهة لتجنب الهزيمة:"ركن الأتوبيس مرة واحدة في 10 سنوات ليس سيئًا أبدًا".
ربما هذا صحيح، ولكن العديد من المتابعين فسروا هذه الخطوة على أن جوارديولا أصبح يسير على خطى مورينيو، واقترب من "الإفلاس الكروي" باللجوء إلى أسلوب عدوه اللدود بدلًا من الخروج بأفكار جديدة مثلما اعتاد من قبل.
الأمر وصل حتى للتصريحات، جوارديولا بدأ السير على خطى البرتغالي في المؤتمرات الصحفية ومواجهة الأسئلة المحرجة، حيث قال عن استقبال سيتي لهدف أمام موناكو بدوري أبطال أوروبا بعد خروج رودري ونزول نيكو جونزاليس:"هل تقول إنهم سجلوا لأن نيكو كان في الملعب وليس رودري؟ كيف يمكنك إثبات ذلك؟ ليس ممكنًا، لذلك قم بتغيير الموضوع".