Pep Guardiola Jose Mourinho HIC 2-1GOAL

صفقة هالاند وركن الأتوبيس .. جوارديولا ضل "طريق المبادىء" مع مانشستر سيتي وقرر السير على خطى مورينيو!

عندما وصل بيب جوارديولا إلى مانشستر سيتي في يونيو 2016، جاء وهو صاحب الكثير من المبادىء التي لا تتغير أبدًا، مهما كانت الظروف والمعطيات والضغوط من حوله.

قالوا له إن الدوري الإنجليزي مختلف، هذه مسابقة ليس فيها غرناطة وليفانتي، البريميرليج غير، ولكن الإسباني لم يهتم كثيرًا بهذا الحديث، وقرر التركيز على ما يُجيد فعله وهو "لعب كرة قدم ممتعة تجلب البطولات".

الكثيرون اعتقدوا أن أسلوب "التيكي تاكا" الخاص به لن يفلح في إنجلترا، وأن طريقته الهجومية التي خرج بها بجيل ليونيل ميسي وتشافي وأندريس إنييستا وغيرهم، لا يمكن أن تُطبق بالملاعب الإنجليزية، وتلك وجهة نظر تم إثباتها بعد تعثره في الموسم الأول له بملعب الاتحاد.

بيب ظل متمسكًا بالكثير من المبادىء، ولكن في رحلته مع سيتي التي حصل فيها على 6 بطولات دوري إنجليزي ولقب دوري أبطال أوروبا، قرر السير عكس طريقه الخاص، وتخلى عن بعض تلك الثوابت..

  • AS Monaco v Manchester City - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    الإنفاق الضخم

    خلال رحلته مع برشلونة لم يعتمد بيب كثيرًا على الإنفاق الضخم، عناصر مثل ليونيل ميسي وتشافي وأندريس إنييستا وكارليس بويول وسيرجيو بوسكيتس وغيرهم، جاءوا من النادي الكتالوني ومع بعض الإضافات تم تكوين الجيل التاريخي المعروف.

    نعم بيب أنفق 342 مليون يورو منذ 2008 وحتى 2012، وهذا رقم ليس ضئيلًا في تلك الحقبة، ولكنه لم يكن معروفًا عنه أن رجل يحب الإنفاق ببذخ، ويفضل منح الفرصة للشباب وتحسين المستويات الفردية للاعبي فريقه.

    بعدها انتقل إلى بايرن ميونخ، وقضى مع البافاري 3 سنوات وظل ثابتًا على هذا المبدأ، وكان ينفق الأموال بحكمة في أليانز أرينا، بمجموع 206 مليون يورو، لصفقات كان أبرزها أرتورو فيدال وماريو جوتسه ودوجلاس كوستا وتشابي ألونسو وتياجو ألكانتارا.

    تلك الأرقام تبدو عادية ومنطقية لأي مدرب بفريق كبير يحاول النجاح والسير مع التوقعات، ولكن الأمور اختلفت تمامًا لبيب في مانشستر سيتي، ووفقًا لكل المعدلات والحقبات وأي شيء آخر، الإسباني أنفق الكثير والكثير من الأموال أثناء تواجده بملعب الاتحاد.

    مجموع الصفقات التي تعاقد معها جوارديولا في سيتي وصل إلى مليار و958 مليون يورو، وهي قيمة ضخمة للغاية وتؤكد أن بيب تغير منذ وصوله إلى إنجلترا، وقرر التأقلم على طبيعة النادي وسياسته التي تعتمد على دخول السوق بشكل منتظم للتدعيم وضمان الاستمرارية.

    الغريب أن بيب سبق أن انتقد برشلونة بسبب عدم إنفاق الأموال بحكمة مثلما يفعل ريال مدريد تحت قيادة فلورنتينو بيريز، رغم أنه يستحق هذه النصيحة بنفسه.

    المدرب الكتالوني أبرم العديد من الصفقات الفاشلة أو التي لم تحقق الإضافة المطلوبة، وأبرزها جاك جريليش، كالفين فيليبس، نيكو جونزاليس، بنجامين ميندي، دانيلو وغيرهم، ولكن في النهاية الألقاب التي حصل عليها تشفع لأي شيء آخر.

  • إعلان
  • Manchester City v Burnley - Premier LeagueGetty Images Sport

    ركن الأتوبيس

    مانشستر سيتي عاش فترته الأسوأ مع جوارديولا الموسم الماضي، حيث تأهل الفريق بالكاد إلى دوري أبطال أوروبا، وخسر سيطرته على لقب الدوري الإنجليزي التي استمرت لـ4 مواسم متتالية، وظهر بحالة متواضعة هجوميًا ودفاعيًا.

    المدرب الإسباني معروف عنه الكرة الهجومية البحتة، والتي طورها في مانشستر سيتي وجعلها أكثر صلابة عن طريق الاهتمام بالدفاع، وهو ما تسبب في إنفاق النادي الإنجليزي أموالًا ضخمة على روبن دياش وجون ستونز وغيرهما لتحقيق هذا التوازن.

    بيب وصل إلى نسخة "متكاملة" من كرة القدم مع مانشستر سيتي حاول الجميع تقليدها، لعب تموضعي مرن به الكثير من التنظيم والصلابة والوحدة، مع الحفاظ على الإبداع واستخدام المهارة الفردية.

    ولكن لسبب ما تعطلت هذه المنظومة الموسم الماضي، ويبدو أن الموسم الجاري لن يكون أفضل بكثير من الذي سبقه، لأن الفريق لا يزال يعاني وسقط في فخ الخسارة أمام برايتون وتوتنهام، وأصبح على وشك الابتعاد عن المنافسة على لقب البريميرليج مرة أخرى.

    حالة سيتي المستمرة تسببت في تخلي جوارديولا عن مبدأ آخر، وهو الاعتماد على "ركن الأتوبيس" الذي عُرف عن عدوه جوزيه مورينيو، وذلك عن طريق اللجوء للكرة الدفاعية في الاختبار الصعب أمام آرسنال بملعب الإمارات في سبتمبر الماضي، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1 بهدف قاتل لجابرييل مارتينيلي.

    جوارديولا قال عن قيامه بالمبالغة في الدفاع بهذه المواجهة لتجنب الهزيمة:"ركن الأتوبيس مرة واحدة في 10 سنوات ليس سيئًا أبدًا".

    ربما هذا صحيح، ولكن العديد من المتابعين فسروا هذه الخطوة على أن جوارديولا أصبح يسير على خطى مورينيو، واقترب من "الإفلاس الكروي" باللجوء إلى أسلوب عدوه اللدود بدلًا من الخروج بأفكار جديدة مثلما اعتاد من قبل.

    الأمر وصل حتى للتصريحات، جوارديولا بدأ السير على خطى البرتغالي في المؤتمرات الصحفية ومواجهة الأسئلة المحرجة، حيث قال عن استقبال سيتي لهدف أمام موناكو بدوري أبطال أوروبا بعد خروج رودري ونزول نيكو جونزاليس:"هل تقول إنهم سجلوا لأن نيكو كان في الملعب وليس رودري؟ كيف يمكنك إثبات ذلك؟ ليس ممكنًا، لذلك قم بتغيير الموضوع".

  • city-haaland-duell-manu-1200Getty Images

    صفقة هالاند

    اشتهر بيب جوارديولا على مدار السنوات الماضية بعدم اعتماده على المهاجم الذي لا يفعل أي شيء سوى تسجيل الأهداف، وهي صفة عن المهاجم النرويجي إرلينج هالاند قبل قدومه إلى ملعب الاتحاد.

    سواء سيرخيو أجويرو أو جابرييل جيسوس أو خوليان ألفاريز، وغيرهم من اللاعبين الهجوميين الذي تواجدوا مع جوارديولا في مسيرته واستمروا لفترة طويلة، كانت لديهم خاصية التداخل بشكل فعال في مراحل بناء الهجمة باعتبارهم أحد أهم أجزاء المنظومة.

    أسلوب بيب الخططي قبل قدوم هالاند كان يعتمد على مبدأ تحريك الكرة إلى الخلف، وخلق مساحة للاعب هجومي حر، دون الحاجة إلى لاعب هداف يُسجل بغزارة مثل النرويجي.

    المدرب الكتالوني كان ينتهج كثيرًا فكرة المهاجم الوهمي، أو اللاعب المتحرك المتداخل الذي يتعاون مع من حوله لخلق المساحات واختراق دفاعات الفريق الخصم خاصة في حالة التكتل.

    ولكن في ظل الفشل في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وفكرة أن هالاند كان المهاجم الأكثر طلبًا في العالم، قرر بيب تغيير مبدأ جديد بالتعاقد مع نوعية مختلفة تمامًا من المهاجمين.

    وبالفعل، نجح هذا الرهان وفاز مانشستر سيتي بلقب الأبطال الأول له في تاريخه خلال موسم 2022/2023 بعد وصول هالاند، ولكن مؤخرًا ظهرت معاناة الفريق مع فكرة أنه لا يقدم أي شيء عندما لا يسجل، وأحيانًا يلمس الكرة لمرات معدودة.

    وفي النهاية، يظل بيب أحد أعظم المدربين على مر العصور، ولكنه قرر التخلي عن بعض المبادىء المعروفة عنه لإنقاذ مسيرته، فهل ينجح أم تكون النهاية؟