مانشستر سيتي وتشيلسي | 4 دقائق من "الكوارث الأوزبكية" .. ومصيدة التسلل تحرم عمر مرموش من بداية تاريخية!

"لا نمتلك لاعبين"، هكذا برر المدير الفني بيب جوارديولا، قراره بتواجد الصفقات الثلاث الجديدة، عمر مرموش وفيكتور ريس وعبد القادر خوسانوف، في قائمة مباراة تشيلسي، بعد بضعة أيام فقط من التعاقد معهم رسميًا في الميركاتو الشتوي. ولكن، أن يقرر جوارديولا، الدفع بمرموش وخوسانوف في التشكيل الأساسي، فقد كان بمثابة "مجازفة" كبيرة، أجبرته عليها إصابات السيتي، وغياب عناصر مثل روبن دياز وجيرمي دوكو.

وبدأ تشيلسي المباراة بخير وسيلة، بهدف مبكر، وتمركز جيد من لاعبي البلوز ساهم في إغلاق مساحات الوسط، وإجبار السيتي على اللجوء إلى اللعب على الأطراف من أجل محاولة فك شفرتهم، بينما امتاز تشيلسي بتحولاته الهجومية السريعة، والاعتماد على تقدم دفاعات السيتي، وسط انطلاقات كول بالمر ومادويكي وجاكسون.

ولكن بمرور الوقت، تراجع لاعبو تشيلسي إلى الخلف، أمام محاولات من كتيبة جوارديولا، التي بدت أكثر سيطرة واستحواذًا على الكرة، واعتمدت على سلاح التمريرات القصيرة وانطلاقات الظهيرين جفارديول ونونيز إلى الأمام، والكرات البينية من جوندوجان، والعمل على كسر مصيدة التسلل.

وفي الشوط الثاني، بات الصراع بين الفريقين على منطقة الوسط، مع وجود أخطاء دفاعية من كل فريق، وقلة الفرص المحققة على المرميين، بينما ظل السيتي على أفضلية في الاستحواذ على الكرة.

وساهمت الأخطاء الدفاعية من تشيلسي، وتقدم غريب من الحارس روبرت سانشيز، في منح هديتين لم يرفضهما السيتي، والذي استغل تقدم الدفاع على أكمل وجه، لينطلق في مساحات واسعة نحو المرمى.

بداية لم تنتظرها الجماهير الأوزبكية على الإطلاق، وهي تشاهد ابن بلدها، عبد القادر خوسانوف، يستهل مشواره مع مانشستر سيتي، في أولى 4 دقائق بخطأ فادح أسفر عن هدف، وبطاقة صفراء.

واصطدمت أحلام خوسانوف على صخرة الواقع، ولم ينتظر طويلًا ليكتشف أن اللعب في الدوري الإنجليزي، يعني أن خطأ دفاعي صغير يعني هدفًا للخصم، عندما حاول إعادة الكرة إلى الحارس إيدرسون، ليفاجأ بنيكولاس جاكسون ينفرد ويمرر الكرة إلى مادويكي الذي لم يجد معاناة في إحراز الهدف الأول في اللقاء.

ولم يكمل خوسانوف الدقيقة الرابعة، حتى نال بطاقة صفراء، بعد قيامه بإعاقة كول بالمر، لترصد عدسات المباراة، اللاعب وكأنه "يحبس" دموعه، جراء تلك البداية الأليمة مع السيتي.

ولعب خوسانوف 54 دقيقة، قبل أن يقرر جوارديولا، استبداله بجون ستونز، ليكتفي اللاعب بـ52 لمسة للكرة، قدم خلالها 40 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة 85%، كما قطع تسديدة، واستخلص كرة واحدة، فيما لعب كرتين طويلتين غير ناجحتين، وفاز في مواجهة ثنائية واحدة من أصل 4 محاولات.

وبعد 48 ساعة فقط من إعلان التعاقد معه، قرر جوارديولا الدفع بعمر مرموش أساسيًا في قمة تشيلسي، ليلعب على الطرف الأيسر، في الثلث الهجومي مع إرلينج هالاند وفيل فودين.

وعلى عكس ارتباك خوسانوف، فإن مهاجم آينتراخت فرانكفورت السابق، أظهر ثقة تستحق الإشادة، ولعب على التراجع للخطوط الخلفية، والاعتماد على سرعاته في الانطلاق الهجومي، وشن فرص خطيرة على مرمى الحارس روبرت سانشيز.

وأزال مرموش رهبة البدايات، منذ الدقيقة الثانية، بعد استلام بينية رائعة من فيل فودين، منحته انفرادًا، ليسدد كرة تصدى لها الحارس سانشيز، فيما كاد يهدد مرمى تشيلسي مجددًا في الدقيقة 21، بانطلاقة سريعة من العمق، وفرصة انفراد أوقفتها راية الحكم المساعد.

وسجل عمر مرموش هدفًا لصالح مانشستر سيتي في الدقيقة 34، بهجمة بدأت من تسديدة جوندوجان، التي تصدى لها الحارس، قبل أن ترتد الكرة إلى مرموش الذي وضعها في الشباك، قبل أن يقرر الحكم إلغاء الهدف أيضًا للتسلل.

وساهم التسلل أيضًا في منع فرصة لمرموش، لصناعة تمريرة حاسمة في الدقيقة 32، بكرة عرضية إلى فيل فودين، الذي أهدر فرصة محققة بكرة رأسية مرت فوق العارضة.

وفي لقطة شهدت تبادل الأدوار، توجه هالاند إلى الناحية اليسرى، ومرر الكرة إلى مرموش الذي انطلق في العمق، وسدد كرة خطيرة مرت فوق العارضة في الدقيقة 67، فيما غادر أرض الملعب في الدقيقة 74، ليشارك كيفين دي بروينه بديلًا له.

وكانت أبرز النقاط في مباراة مانشستر سيتي وتشيلسي، حول الظهير الكرواتي جفارديول، الذي تقمص دور المهاجم بدرجة امتياز، خاصة في الشوط الأول، بعدما سجل هدف التعادل للسيتي، مستغلًا ارتداد الكرة من الحارس سانشيز، أثناء التصدي لتسديدة من نونيز.

وبخلاف هدفه في مرمى تشيلسي، الذي كتب خامس أهدافه في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، فإن أرقام جفارديول تثبت تميزه خلال اللقاء، بين قطع تسديدة، وتألق على مستوى المواجهات الثنائية، حيث كسب 5 مواجهات بنسبة 100%، وحقق 5 مراوغات ناجحة، فيما قدم 36 تمريرة صحيحة بنسبة دقة 80%.

ورغم قلة فرص إرلينج هالاند، إلا أنه استعاد ثوب المهاجم، ونجح في إحراز الهدف الثاني، مستغلًا خطأ فادحًا من الحارس سانشيز الذي تقدم عن مرماه، ليراوغ تشالوباه ويسدد كرة مرت فوق الحارس لتستقر في الشباك.

ورفع هالاند رصيده إلى 17 هدفًا، ليتقاسم وصافة هدافي الدوري الإنجليزي، مع أليكساندر إيشاك، لاعب نيوكاسل، خلف محمد صلاح، نجم ليفربول، والمتصدر بـ19 هدفًا.

ولم يكتفِ هالاند بالتسجيل فقط، بل صنع تمريرة حاسمة أيضًا إلى فيل فودين، ومنحه كرة انطلق بها منفردًا نحو المرمى، ليوقع على هدف رصاصة الرحمة.