هالاند يهز الفانتازي في 3 دقائق والحكم ينقذ ووكر من تهم الخيانة .. اكتساح منطقي للسيتي بفضل "الحظ السيء"!

دخل بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، مباراة بيرنلي، متخليًا عن اللعب الدفاعي، الذي كان حديث العالم في قمة آرسنال، فكان الأمر منطقيًا، كونه يواجه فريقًا خسر في آخر 13 مباراة متتالية أمام السيتي، ولم يحقق أي فوز منذ 18 مباراة.

وأمام منافس يلعب بخطة 5-4-1، لجأ مانشستر سيتي إلى سلاح الأطراف والكرات العرضية، مع زيادة الضغط على الدفاع، والتي ساهمت بدورها في خطأ ارتكبه ماكسيم إستيف ليحرز هدفًا في مرماه.

ولما ارتكز أداء السيتي في منطقة بيرنلي إلى ما قبل نهاية الشوط الأول، إلا أن الضيوف نجحوا في الخروج أخيرًا من منطقتهم بشنّ مرتدّات هجومية، مع الاعتماد على تحركات هارتمان وأنتوني وجوش كولين.

في النصف الثاني، اعتمد السيتي على مواصلة الضغط أمام التكتل الدفاعي لبيرنلي والذي قابله بمرتدات سريعة من الأطراف، إلا أن مانشستر نجح في فك حصون المنافس، بفضل المدافع إستيف الذي قاده حظه العاثر لتقديم هدية ثانية، بإحراز هدف آخر بالخطأ.

وساهم التراجع البدني للاعبي بيرنلي، في فك عنق إرلينج هالاند الذي خرج من عزلته، ليحرز هدفين في آخر دقائق المباراة، ليقود فريقه لانتصار عريض.

لا يمكن الحديث عن تلك المباراة، قبل تسليط الضوء على كايل ووكر، الذي انتقل إلى بيرنلي، بعد ثماني سنوات قضاها في قلعة السيتي، منها ستة شهور إعارة في ميلان الإيطالي، خلال الموسم الماضي.

الحديث عن ووكر هنا ليس لكونه نجمًا سابقًا في مانشستر سيتي، بل لأنه لعب دورًا كبيرًا في "تعطيل" أحد أخطر أسلحة السيتي، بإيقاف انطلاقات جيريمي دوكو من الناحية اليسرى.

ووكر تمكن من استخلاص أكثر من كرة، من دوكو، وحرمه من إرسال عدد من الكرات العرضية، التي ساهمت في عزل المهاجم إرلينج هالاند داخل منطقة الجزاء، ويكفي القول إنه عندما تمكن جيريمي من التخلص من رقابة ووكر، وإرسال العرضية، انتهت بإحراز الهدف الثاني عن طريق ماتيوس نونيس.

في المقابل، كاد ووكر أن يمنح "هدية" إلى مانشستر سيتي في الدقيقة السابعة، بعد مطالبة لاعبي السيتي بركلة جزاء، بداعي خطأ لمسة يد على نجمه السابق، إلا أن الحكم قرر استئناف اللعب، لينقذ كايل من جزائية مبكرة.

وطالب دوكو باحتساب ركلة جزاء أخرى بداعي إعاقته من كايل ووكر داخل المنطقة في الدقيقة 75، والتي كانت مجازفة خطرة منه، إلا أن الحكم كان رحيمًا بظهير بيرنلي، وأصر على استكمال اللعب.

باختصار، قدم ووكر ما بوسعه لتأمين الجبهة اليمنى والمساهمة في مرتدات بيرنلي، إلا أن احتساب الحكم لأي ركلة جزاء كان كفيلًا بوضع كايل في مرمى الانتقادات بمنحه الهدايا لفريقه السابق.

لم يكن عشّاق بيرنلي يتوقعون أن يعود فريقهم في النتيجة، بعدما بدا مستسلمًا أمام الضغط الهجومي العنيف من مانشستر سيتي، خاصة وأن الفريق لم يسدد أي كرة قبل 28 دقيقة، كما أن استحواذ كتيبة جوارديولا في الدقيقة 17، بلغ 79% للسيتي مقابل 21% لبيرنلي.

بأولى تسديدة على المرمى، سجل جايدون أنتوني هدف التعادل لبيرنلي في الدقيقة 38، بتسديدة خاطفة على يسار الحارس دوناروما، ليسجل ثاني الأهداف في مرمى العملاق الإيطالي منذ قدومه إلى ملعب الاتحاد، قادمًا من باريس سان جيرمان.

"أعتقد أني نضجت كشخص وكلاعب، أتطور في ذاتي، وتزداد ثقتي بنفسي" .. كلمات قالها أنتوني وأثبتها على أرض الميدان، ليضع رايته فوق أرض مانشستر، بعدما سجل هدفًا في اليونايتد وآخر أمام السيتي.

وبخلاف هدفيه في قطبي مانشستر، فإن الجناح الإنجليزي صاحب الـ25 عامًا، تمكن من التسجيل في شباك سندرلاند ونوتنجهام فورست، ليرفع رصيده إلى 4 أهداف في 6 مباريات بالبريمييرليج.

إحصائية أخرى تؤكد أن أنتوني تطور كثيرًا بالفعل مع المدرب سكوت باركر، فبعد موسم 2022-2023 الذي سجل فيه 3 أهداف خلال 30 مباراة بالدوري الإنجليزي مع بورنموث، ها هو يوقّع على أربعة أهداف خلال ست مباريات فقط هذا الموسم، ليثبت بأنه عنصر خطورة لبيرنلي.

ولم يحتج إرلينج هالاند سوى لثلاث دقائق، ليسجل هدفين استحق بهما بلغة الأرقام، أن يصير الأفضل في مباراة بيرنلي، علمًا بأنه صنع تمريرة حاسمة أيضًا، سجل منها ماتيوس نونيس الهدف الثالث.

هالاند يواصل بدايته المذهلة مع مانشستر سيتي هذا الموسم، بعدما سجل 8 أهداف في 6 مباريات، ويثبت أن بيرنلي بات ضحيته المفضلة، بعدما هز شباكه سبع مرات خلال أربع مباريات فقط، منها "هاتريك" في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بموسم 2022-23.

وجاء انفجار هالاند في الشوط الثاني، بعد 45 دقيقة ظل فيها محاصرًا أمام سد دفاعي من لاعبي بيرنلي، والذين اعتمدوا على قطع الإمدادات العرضية من سافينيو ودوكو، وإيقاف محاولته للدخول من العمق.

واستطاع فتى الفايكنج أن يحرز هدفين من ثلاث تسديدات على المرمى، وواحدة أخرى قطعها الدفاع، فيما نجح أيضًا في استخلاص كرتين من المنافس، كما امتاز في المواجهات الثنائية، بعدما كسب التحامين أرضيين لصالحه بنسبة 100%.

نتيجة المباراة تعد منطقية، لفريق مثل بيرنلي، عانى كثيرًا أمام السيتي على مدار تاريخ مواجهات الفريقين، ويكفي القول إن بيرنلي لم يحقق أي فوز على مانشستر منذ مارس 2015.

ولكن، يمكن القول إن بيرنلي قدم بداية جيدة، كمؤشر لفريق صاعد حديثًا للبريمييرليج، إلا أن الأخطاء الدفاعية لا تزال تكلفه غاليًا، بعدما تسببت لمسة يد في خسارته أمام ليفربول بركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، كما كاد يخطف نقطة من مانشستر يونايتد، قبل أن ينجو بنقاط المباراة الثلاث من جزائية قاتلة أيضًا.