Man City Dortmund ratings gfxGetty/GOAL

مانشستر سيتي ضد بوروسيا دورتموند | بسطوة هالاند و"سوبر فودين" .. نجحت خدعة "اللص الشريف" جوارديولا وانتهت الأعذار!

اكتسب الإسباني بيب جوارديولا، سمعته الراقية في عالم كرة القدم، ليس فقط لأنه مدرب استثنائي يجيد جمع المواهب من حول العالم وتوظيفها لخدمة الفريق من أجل تحقيق البطولات، بل لإنه المدرب الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يقدم أفضل نتائج تحت الضغط وفي أحلك الظروف، دون حتى أن تشعر بصعوبة ما تم إنجازه، وهذا بالضبط ما يفعله النادي السماوي حاليًا، وتجلى في مواجهة بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا. 

مانشستر سيتي أكرم ضيافة بوروسيا دورتموند بنتيجة (4-1)، مساء الأربعاء على ملعب "الاتحاد" ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا 2025-2026.

مانشستر سيتي يدين بالفضل الأول في هذا الفوز إلى نجمه الإنجليزي فيل فودين الذي سجل هدفين في الدقيقتين 22 و57، بينما تكفل زميليه إرلينج هالاند وريان شرقي بتسجيل الهدفين الأخريين في الدقيقتين (29 و90+1)، أما هدف الضيوف فجاء عن طريق فالديمار أنتون (72).

وبذلك الفوز يرفع مانشستر سيتي رصيده إلى 10 نقاط، محتلًا المركز الرابع في جدول ترتيب مرحلة الدوري للبطولة القارية الأعرق، بينما يتراجع بوروسيا دورتموند إلى المركز الرابع عشر برصيد 7 نقاط.

وفي السطور التالية، تتعمق النسخة العربية من "جول" في أحداث مباراة مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند، وتحديدًا عن المعركة التي حسمها بيب جوارديولا أمام غريمه نيكو كوفاتش...

  • Manchester City v Bournemouth - Premier LeagueGetty Images Sport

    فلسفة جوارديولا تنتصر بعد موسم الشك

    عندما تحدث جوارديولا باحترام زائد "كعادته" عن بوروسيا دورتموند، خلال المؤتمر الصحفي للقاء، لم يكن ذلك مجرد حديث دبلوماسي من مدرب اعتاد احترام منافسيه، بل كان ما يدور في عقله بالفعل لهذا اللقاء الذي لم يكن سهلًا على الإطلاق مثلما توحي لك النتيجة العريضة والفوز برباعية.

    جوارديولا أدرك أن الفوز على الضيف الألماني لن يكون إلا باستغلال الفرص، بل أنصاف الفرص، لذلك ركز فريقه من البداية على الاستحواذ الحذر وشن الهجمات في الوقت الذي تظهر خلاله ثغرات واضحة في الخط الخلفي لبوروسيا، وهو ما أجاده فيل فودين وهالاند خلال الشوط الأول الذي انتهى بتقدم أصحاب الأرض (2-0)، وسط استسلام مفاجئ من دورتموند الذي تعامل برعونة غريبة مع هجماته.

    والأهم من ذلك أنك عندما تشاهد فوز السيتي العريض، ستشعر وكأن الفريق الإنجليزي لم يبذل جهدًا كبيرًا للفوز وهذا هو بيت القصيد الذي أراده جوارديولا، الذي يمكن وصفه بـ"اللص الشريف"، حيث سرق فوزًا مستحقًا وترك خصمه يعاني من أجل العودة دون أمل، وهو ما أراده تمامًا خصوصًا أن فريقه مقبل على معركة من العيار الثقيل عندما يستقبل غريمه ليفربول بعد 4 أيام فقط، في مواجهة ستحدد مصير المنافسة بشكل كبير على سباق البريميرليج مع آرسنال.

  • إعلان
  • جوارديولا لا يختلق الأعذار أبدًا

    بصفوف شبه مكتملة، تحقق ما أراد لجوارديولا في دوري أبطال أوروبا، حتى الآن، حيث يتواجد في المركز الرابع بفارق نقطتين فقط عن المتصدر، ويحتاج فقط إلى 6 نقاط على أقصى تقدير للتأهل إلى الأدوار الإقصايئة، وهذا الأمر لا يبدو سهلًا على الإطلاق.

    فالفريق الذي حل في المركز الـ22 برصيد 11 نقطة من 8 مباريات في النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، وصعد إلى الملحق المؤهل للأدوار الإقصائية بصعوبة بالغة، قبل أن يودع مبكرًا على يد ريال مدريد، هو نفس الفريق الذي لا يجد أدنى صعوبة حاليًا في الفوز على منافسيه.

    وهذا التحول الواضح، يرد بشكل حاسم وواقعي على كل من شكك في جوارديولا واتهمه باختلاق الأعذار في الموسم "الصفري" الماضي، حيث اشتكى كثيرًا من "إصابة نصف الفريق تقريبًا"، وهو نفس ما ذكره قبل مباراة الليلة، عندما سئل عن مخاوفه من ضغط المباريات، والذي يبدو أنه يتعامل معه حتى الآن بشكل جيد، فبعد مرور ثلث الموسم تقريبًا وضعه جيد في وصافة البريميرليج وكذلك بدوري الأبطال.

  • فيل فودين وهالاند .. النسخة التي تليق بمانشستر سيتي

    حققت ثلاثية فيل فودين، إرلينج هالاند وجيرمي دوكو، الهدف المطلوب من اللقاء بأقصر الطرق، حيث تعاون الثلاثي في تسجيل الثلاثية التي حسمت المباراة، فسجل فودين وهالاند 3 أهداف، بينما صنع دوكو هدفًا وأضاف لهم البديل ريان شرقي الهدف الرابع، من مهارة فردية تظهر مدى جودته.

    لا جديد بشأن هالاند، ماكينة الأهداف التي لا تهدأ منذ بداية الموسم، حيث سجل هدفه رقم 54 في المباراة رقم 52 له في دوري أبطال أوروبا، ليسير بخطوات ثابتة في صراع هداف البطولة مع فيكتور أوسيمين المتصدر بفارق هدف.

    أما فودين فكان رجل المباراة بلا منازع، فسجل هدفين (الأول والثالث)، من اختراقات لعمق دفاعات بوروسيا دورتموند وهي الطريقة التي يتميز بها في تسجيل الأهداف، ليصل إلى هدفه رقم 20 في دوري أبطال أوروبا متخطيًا أساطير بحجم البرازيلي رونالدينيو والهولندي يوهان كرويف. 

    لكن الإحصائية الأهم في المباراة لفودين، كانت تسديداته الأربعة التي كانت جميعها في إطار المرمى، والتي تنم عن دقة مثالية في إنهاء الهجمات، بخلاف نجاحه في صناعة 3 فرص محققة للتسجيل وتمريراته الطولية التي بلغت دقتها 100%، مع مراوغتين ناجحتين واستعادة الكرة من المنافس 5 مرات.

  • FBL-EUR-C1-MAN CITY-DORTMUNDAFP

    الصورة ليست داكنة للغاية يا كوفاتش

    على الجانب الآخر، لا يجب أن يخجل نيكو كوفاتش مدرب بوروسيا دورتموند من الخسارة العريضة في ملعب الاتحاد، لأن فريقه قدم مباراة جيدة في المجمل، وعابه فقط الأخطاء الفردية المتعددة من رامي بن سبعيني وشلوتربيك دفاعيًا، وقابلها رعونة متناهية من الثنائي الهجومي كريم أديمي وسيرهو جيراسي، اللذين جعلا من الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما من أحد نجوم اللقاء.

    وفي الشوط الثاني كان بوروسيا دورتموند الطرف الأفضل وعندما اندفع للهجوم أجبر مضيفه على التراجع وارتكاب الأخطاء، التي أسفرت عن هجمات خطيرة منها الكرة الثابتة التي تم تنفيذها بطريقة مثالية وتسببت في هدف تقليص الفارق.

    وبناء على ذلك، يحتاج المدرب الكرواتي إلى تدعيم أكبر في خط دفاعه وزيادة في النجاعة الهجومية، مع منح الشباب مثل جوب بيلينجهام وفابيو سيلفا دقائق أكثر في المباريات المقبلة لتحسين موقف الفريق، محليًا وقاريًا.