ماريو بالوتيلي.. ماذا حدث للرجل الأكثر إثارة للاهتمام في العالم؟

كان بالوتيلي شابًا موهوبًا، لا يخاف أبدًا من التحدث عن رأيه.

بدأ ظهوره في البطولة الأوروبية كلحظة حاسمة في صراع إيطاليا مع التكامل العرقي، بصفته ابنًا لمهاجرين من غانا نشأوا على يد زوجين من بريشيا، لم يكن لديه القدرة على أن يصبح نجمًا في كرة القدم فقط، بل أصبح أحد أكثر الرياضيين نفوذاً في جيله.

أراد الأطفال من كل لون أن يكونوا مثل بالوتيلي، صاحب قصة الشعر المعروفة في إيطاليا عام 2012، بينما أثار وجوده في المنتخب الوطني نقاشًا، طال انتظاره حول الهوية الوطنية.

"أنا إيطالي"، هكذا تحدث بالوتيلي بعد حصوله على الجنسية في وقت متأخر بعد بلوغه الـ18، سألعب إلى الأبد مع المنتخب الإيطالي".

وبعد عقد من الزمان، يُنظر إلى بالوتيلي على أنه مصدر إحراج بسبب سلوكه "السيئ"، وهو رمز حزين للشهرة.

يبلغ اللاعب 32 عامًا، ولم يلعب مع منتخب بلاده منذ 2018، وهو أمر مذهل لسببين، أولاً، تعاني إيطاليا من نقص في عدد المهاجمين، ثانيًا، المدرب الحالي هو أحد الرجال الذين حصلوا على أفضل ما في بالوتيلي.

ولكن عندما سُئل روبرتو مانشيني مؤخرًا، عن إعادة ابن إيطاليا إلى الفريق، أجاب:" أعتقد أن هذا الفصل قد انتهى".

ويبدو واضحًا للجميع لماذا لم يعد قائد إيطالي، يريد أي شيء له علاقة بالوتيلي، لقد أتيحت له فرصًا أكثر من كافية لإثبات قيمته على مدار العقد الماضي، لكن لم يفعل ذلك.

فكان لديه ثمانية أندية في السنوات التسع الماضية، وفقط خلال موسمين في نيس، تحت قيادة لوسيان فافر بين عامي 2016 و2018، بدا كأنه يستعيد مسيرته المهنية إلى المسار الصحيح، أخيرًا.

لكن المثير للغضب، أن الموهبة لا تزال موجودة.

وفي العام الماضي فقط، خلال الفترة التي قضاها مع فريق،أضنةدمير سبور، فانتشر مقطع فيديو له وهو يسجل أكثر "الرابونا" جرأة.

كان واحدًا من خمسة أهداف سجلها بالوتيلي في نفس المباراة، لكن انتهى وقته في تركيا قبل فوات الأوان وبطريقة متوقعة، فمع خروج بالوتيلي في بداية الموسم الحالي، بعد خلاف على خط التماس مع المدرب فينتشنزو مونتيلا، الذي اضطر إلى منعه اللعب.

وقال مونتيلا كثيرًا طوال مسيرته:" لا يسعني إلا أن أقول إننا توقعنا المزيد من ماريو".

وأضاف:" هناك أشياء يمكن أن تحدث في نهاية المباراة، ربما يجعلك الانفعال تقول أشياء معينة، لكن بالنسبة لي، فقد انتهى كل شيء هنا".

عندما يحرق مشجعو ناديك قميصك في المدرجات بسبب أدائك، فبالتأكيد هذا شيء لا يبشر بالخير، فيبدو أن مستقبله يقترب من الانتهاء في سيون.

فانتقل بالوتيلي إلى سويسرا في أغسطس فقط، بعد خلافه العلني مع مونتيلا، لكن خلال 18 مباراة سجل ستة أهداف فقط، ولم يفعل شيئًا لاثبات عكس ما يقال بأن قلب بالوتيلي لم يعد موجودًا.

فعند وصوله لأول مرة، قال المهاجم إن الانضمام إلى سيون كان "خيارًا لأسلوب الحياة"، لذا فمشهد خروجه من ملهى ليلي في لوزان بعد فترة وجيزة من التوقيع، لم يغير الرأي السائد.

فقال مؤخرًا في بودكاست "Muschio Selvaggio":" أعترف أن هذا دمر كل شيء وكنت مخطئًا، لكنني كنت في التاسعة عشرة من عمري، لم أستطع أن أفهم لماذا كان الجميع بالملعب يسخر مني لأنني خسرت الكرة عدة مرات، وعدت إلى المنزل وأنا أبكي في تلك الليلة ".

بالتأكيد قد يرد منتقديه على ذلك السؤال، لكن لماذا هو دائمًا؟ لماذا وجد بالوتيلي نفسه دائمًا محل إثارة للجدل، يقول اللاعب بأن ذلك يرجع إلى لون بشرته.

حيث قال من قبل:" الأضواء كانت دائمًا علي، بصرف النظر عن شخصيتي وكوني معجزة في سن المراهقة، أعتقد أن كونك أول لاعب أسود في تشكيلة إيطاليا، ساهمت أيضًا في حديث الناس دائمًا عما فعلته خارج الملعب، رأيت زملائي يفعلون بعض الأشياء، لكن لو كنت أنا ... "

ولن ينكر أحد موهبة بالوتيلي، وما تعرض له طوال مسيرته، وأن العنصرية المستمرة التي تعرض لها، عامل كبير في تدميره.

وكتب مرة واحدة على حسابه على إنستجرام:" أنا لست إنسانًا آليًا، ولا وباءً أو حتى غبيًا، في كثير من الأحيان لا أرد، لتجنب المشاكل والتوتر غير الضروري، لكنني أسمع وأرى كل شيء وهو يتراكم عليّ ".

اعترف بالوتيلي أيضًا أنه لعب خلال مسيرته "20% فقط من قدراته".

وأخبره وكيل أعماله السابق مينو رايولا، مرارًا وتكرارًا أن كسله وافتقاره إلى الانضباط كان السبب في حصول "ليونيل ميسين وكريستيانو رونالد، على الكثير من ألقاب الكرة الذهبية".

ويبدو أن الراحل رايولا كان مشهورًا بمبالغاته، ولكن عام 2012، بدا بالوتيلي حقًا أنه قد يصبح أحد أفضل لاعبي في العالم، لقد كان جيدًا حقًا، وهذا ما يجعل أداءه فيما بعد أكثر صعوبة.

لكنه يصر على أنه سلك الطريق الصحيح، وأنه قادر على اللعب أربع سنوات قادمة بكل بمستوى جيد.

لا يزال شخصية رائعة، بالطبع، لا يمكن إنكار أنه عاش حياة أقل اعتيادية، لكن الرجل الأكثر إثارة للاهتمام في العالم؟ ليس حقًا بعد الآن، وربما تكون الحالة الأكثر إحباطًا والمواهب غير المحققة التي شهدتها اللعبة على الإطلاق.