ماذا يحدث في أياكس؟ من فضيحة جنسية وخيانات إلى تدمير الجمهور لملعب الفريق والتحقيق في صفقات مشبوهة!

كانت الهزيمة القاسية لأياكس أمام فينورد، الأسبوع الماضي سببًا مباشرًا في تهييج الجماهير، ولكن العلاقة بين مجلس إدارة أياكس والمشجعين كانت متوترة منذ أشهر.

بدأ الأمر في فبراير 2022، عندما رحل المدير الرياضي مارك أوفرمارس، عن النادي بعد إرساله "سلسلة من الرسائل غير اللائقة إلى العديد من الزميلات".

وعند مغادرة النادي، قال أوفرمارس: "في الأسبوع الماضي، واجهت تقارير حول سلوكي لم أكن أدرك أنني تجاوزت الحدود مع هذا، ولكن تم توضيح ذلك لي مؤخرًا أعتذر بالتأكيد بالنسبة لشخص في مثل مكاني، هذا السلوك غير مقبول وأرى ذلك الآن ولكن بعد فوات الأوان لا أرى أي خيار آخر سوى مغادرة أياكس".

وأكد لين ميجاارد، رئيس النادي أن استمرار أوفرمارس، في منصبه لم يكن صحيحًا، ولكن وصفه بأنه "أفضل مدير رياضي لدى أياكس".

وتسبب رحيل أوفرمارس، المفاجئ في فراغ كبير بالنادي سينبع منه الكثير من المشاكل المستقبلية.

بعد رحيل أوفرمارس، قرر إريك تين هاج، تدريب مانشستر يونايتد في الصيف الماضي والرحيل عن أياكس بعد فترة مميزة مع الفريق نجح خلالها في الفوز بلقب الدوري الهولندي في كل من مواسمه الثلاثة الكاملة، بالإضافة إلى قيادة أياكس إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2019 وساعد في تطوير مجموعة من اللاعبين الشباب، بما في ذلك فرينكي دي يونج، ماتايس دي ليخت ودوني فان دي بيك وتم بيعهم جميعًا مقابل أرباح ضخمة إلى الأندية الأوروبية الكبرى.

وكان أياكس يفضل بقاء المدرب الناجح للغاية، ولكنه رحل في صيف 2022، وتركهم فريقًا قويًا متكاملًا.

قرر تين هاج، ضم عدد من لاعبي أياكس لمانشستر يونايتد وأقنع إدارة النادي بدفع مبلغ قدره 160 مليون يورو لأنتوني وليساندرو مارتينيز، إلى جانب رسوم النقل التي تم الحصول عليها لسيباستيان هالر وريان جرافنبرخ هذا الصيف، مما زاد من القوة المالية لفريق أياكس لإكمال عملية إعادة البناء.

وتم تكليف ألفريد شرودر، بتدريب الفريق بعناصره الجديدة لكن فشل في القيام بذلك وأدت سلسلة من التعادلات الستة المتتالية في الدوري بين نوفمبر ويناير، إلى جانب الخروج المخيب للآمال من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، إلى إقالته.

وكان جوني هيتينجا بديلاً له، وأنهى أياكس الدوري في المركز الثالث وخرج من الأدوار الإقصائية في الدوري الأوروبي أمام يونيون برلين وخسر نهائي كأس هولندا أمام فينورد بركلات الترجيح.

وأظهرت الصفقات الصيفية ذات الأموال الكبيرة، روبي وبيرجوين، نتائج واعدة بينما أصبح باسي شخصية محل سخرية في وسائل الإعلام بسبب عروضه المليئة بالأخطاء وكان من الواضح أن هناك حاجة لتصحيح وضع الفريق خلال سوق الانتقالات التالي.

أدرك أياكس، ضرورة التغيير قبل انتهاء الموسم، وقاموا بتعيين سفين ميسلينتات، مديرًا رياضيًا للنادي في مارس 2023 وعلى الورق، بدا الأمر وكأنه تعيين ذكي، فقد لقب أثناء فترة عمله كرئيس كشافة بوروسيا دورتموند، باسم "العين الماسية" نظرًا لقدرته الخارقة على اكتشاف المواهب، مثل روبرت ليفاندوفسكي وعثمان ديمبيلي وجادون سانشو.

ومع ذلك، تراجعت سمعته خلال عمله في آرسنال بين عامي 2017 و2019، وتعرض لانتقادات كثيرة بسبب اعتماده المفرط على التعاقد مع لاعبي دورتموند السابقين، حيث ضم كلًا من بيير إيميريك أوباميانج وسوكراتيس وهنريك مخيتاريان.

وقال ميسلينات: "لأكون واضحًا لا أشعر بالخجل من أي من تلك الانتقالات، بل على العكس من ذلك، سأدافع دائمًا عن هؤلاء الرجال ليس لأنهم كانوا لاعبي فريقي ولكن لأنهم كانوا لاعبي آرسنال وقادرين على ذلك".

وبعد مغادرة آرسنال كان أداؤه جيدًا في شتوتجارت، وساعد النادي على تأمين العودة الفورية إلى الدوري الألماني في دوره كمدير رياضي، وكان مرتبطًا بليفربول قبل أن يخطفه أياكس.

لم يضيع ميسلينتات، الكثير من الوقت هذا الصيف وضم أياكس 12 لاعبًا أغلبهم من اللاعبين الشباب الذين لم يثبتوا كفاءتهم على أعلى المستويات ولكن سيحققون أرباحًا كبيرة عند بيعهم في المستقبل.

فقد انضم جوزيب سوتالو، 23 عامًا، وهو الأكثر تكلفة من دينامو زغرب، ثم جورج ميكاوتادزه من ميتز وكارلوس بورخيس من مانشستر سيتي ونجح أياكس أيضًا في ضم تشوبا أكبوم، أفضل لاعب في بطولة دوري الدرجة الاولى الإنجليزي "تشامبيونشيب" و الذي سجل 28 هدفًا مع ميدلسبره، بالإضافة إلى الكرواتي بورنا سوسا من نادي شتوتجارت.

وأنفق أياكس هذا الصيف أكثر من 100 مليون يورو على لاعبين جدد، وهو مبلغ رائع جدًا وفقًا لمعايير الدوري الهولندي.

بدأ الموسم بشكل إيجابي للغاية بالفوز 4-1 على هيراكليس ألميلو، ولكن بعد سبعة أيام، تعثر أياكس بالتعادل المخيب للآمال بنتيجة 2-2 خارج ملعبه مع إكسلسيور المتواضع.

وارتفعت معنوياتهم بعد ذلك عندما تأهلوا للدوري الأوروبي ضد لودوجوريتس، ولكن سرعان ما تم نسيان ذلك بفضل التعادل السلبي مع فورتونا سيتارد، والخسارة البائسة بنتيجة 3-1 أمام تفينتي والتعادل 3-3 في الدوري الأوروبي مع مرسيليا.

ودخل أياكس ديربي فينورد الحاسم، بمعنويات منخفضة بعد فشله في تحقيق أي فوز في أربع مباريات قبل موقعة فينورد، وإلى جانب هذه الأزمات على أرض الملعب، كان هناك معركة خارج الملعب بين ميسلينتات والمدرب الجديد موريس ستاين، الذي تولى تدريب الفريق في الصيف وظهرت أولى علامات المشاكل في أعقاب تعادل فورتونا سيتارد، عندما سأله الصحفيون عن مدى تأثيره على موجة التعاقدات الصيفية للنادي، وأجاب: "نحن كموظفين طرحنا أفكارنا، لكن ميسلينتات، اتخذ خيارات مختلفة".

ورغم تحدث مدرب أياكس بشكل إيجابي عن إضافة سوتالو، الذي سلمه شارة القائد في أول ظهور له في غياب بيرجوين، أظهر استيائه من بعض تعاقدات ميسلينتات الأخرى في مباراة فينورد.

وترك المدرب 7 من الوافدين الجدد الـ12 على مقاعد البدلاء في مواجهات أياكس الماضية في رسالة واضحة للمدير الرياضي للنادي، وقبل يوم واحد فقط من مباراة أياكس ضد فينورد، فاجأ ميسلينتات موظفي النادي باقتحام مكاتب مختلفة ومناقشة إمكانية إقالة المدرب بشكل علني في حالة خسارة الفريق مباراة فينورد.

وكان هذا التصرف صادم حيث كان من المفترض أن "ميسلينتات"، على حد تعبير رئيس مجلس الإدارة "يعمل في الظل" في الوقت الحالي.

لم يكن لدى أياكس خيار سوى تهميش مدير كرة القدم بعد المزاعم الصادمة التي نشرتها NOS لأول مرة يوم الأربعاء الماضي وزعم هذا التقرير أن شراء النادي لسوسا في الموعد النهائي يمثل تضاربًا خطيرًا في المصالح من جانب ميسلينتات.

حيث يتم تمثيل سوسا من خلال وكالة AKA Global، المملوكة لآرثر بيك وكريم سيريت ويمتلك الثنائي أسهمًا في شركة أنظمة البيانات التجارية التابعة لشركة ميسلينتات، مما يعني أن الصفقة تبدو وكأنها تتعارض مع ممارسات حوكمة الشركات الخاصة بشركة أياكس.

وقال النادي في بيان: "أياكس ليس على علم بأي مساهمة تمتلكها شركة AKA Global GmbH في شركة ميسلينات، لقد ناقشنا هذا بالطبع مع سفين وقدم شرحًا مفصلاً لذلك".

وتابع البيان: "ذكر سفين أنه جرت جولة استثمارية في عام 2020 استثمرت فيها أطراف مختلفة في ماتش متريكس وعند إبرام الاتفاقيات المتعلقة بالاستثمار، تم الاتفاق على الفور على تحويل هذا القرض إلى مساهمة بنسبة 3٪؜ في وقت لاحق".

في ضوء التحقيق في صفقة سوسا، وصراعه مع ستيجن والسخط بين القاعدة الجماهيرية، لم يكن من المفاجئ أن يصدر أياكس بيانًا يؤكد فيه أن ميسلينتات سيغادر النادي مساء الأحد الماضي.

وذكر النادي في البداية أن مدير كرة القدم سيغادر بالتراضي، لكنهم تراجعوا بعد ذلك وجاء مضمون البيان الصحفي الأحدث: "أنهى أياكس التعاون مع مدير كرة القدم سفين ميسلينتات بأثر فوري، إن الافتقار إلى الدعم الواسع داخل المنظمة هو السبب وراء هذا القرار وتؤكد إدارة النادي أن إنهاء التعاون لا علاقة له بالتحقيق المحاسبي القضائي الذي أعلن عنه الأربعاء الماضي".

مع احتلال أياكس المركز 14 في جدول ترتيب الدوري الهولندي هذا الموسم تم الاستقرار على مدرب واحد سينقذ الموقف وهو لويس فان خال، حيث قال رافائيل فان دير فارت، "لويس بالطبع الرجل المثالي لأياكس هذا النادي يحتاج إلى الوضوح إذا كان هناك من يحب الوضوح، فهو لويس لن أتفاجأ إذا فكروا بجدية في التواصل معه خلال الأيام القليلة المقبلة يمكنه القيام بذلك، لأنه يريد الأفضل لأياكس حقًا".

ومؤخرًا، استبعد فان خال العودة إلى تدريب النادي، حيث يواصل علاجه من سرطان البروستاتا، وقال لـ NOS: "صحتي تأتي أولاً".

ومع ذلك، على الرغم من أن فان خال، لن يكون على استعداد لتدريب الفريق، إلا أنه قد يميل إلى مساعدة النادي بصفة استشارية.

قبل أن يتمكن أياكس من التركيز على استبدال ميسلينتات، يحتاج إلى صياغة خطة لتهدئة قاعدته الجماهيرية الغاضبة وتغيير النتائج سيقطع شوطًا طويلًا لتحقيق ذلك.

ومع رحيل ميسلينات، أصبح لدى مدرب الفريق الذي يحتفظ بدعم الإدارة في الوقت الحالي مشكلة واحدة للتعامل معها، وهي إعادة الفريق لطريق الانتصارات، وإذا لم تتحسن النتائج، سيكون الأمر قاسيًا.

وسيتعين على النادي الهولندي أيضًا الانتهاء من مبنى دي كلاسيكر المهجور وقد لخص آرني سلوت، مدرب فينورد، المشكلات الصعبة في عملية إعادة الترتيب، وقال لشبكة "ESPN": "يمكنك اللعب وسط جماهير؟، لا أعتقد أن هذا هو الخيار الأكثر واقعية فهناك خيارين اللعب بدون جمهور أو أن نحقق فوزًا لنا اللعب بدون جمهور أمر جيد تمامًا، وفي كلتا الحالتين يعد ذلك بمثابة خطأ في الدوري".

وأضاف سلوت: "لقد لعب أياكس يوم الخميس الماضي، ولعبنا نحن يوم الثلاثاء الماضي لم يكونوا يعانون فقط من الناحية الذهنية، ولكن أيضًا من الناحية البدنية، إنه تشويه للدوري وعلى أي حال لقد حدث ذلك بالفعل، والسؤال الآن هو ما الذي سيفعله الاتحاد الهولندي للحد من هذا الأمر".

وحدد الاتحاد الهولندي لكرة القدم استئناف مباراة أياكس وفينورد في ملعب فارغ يوم الأربعاء، لكن أياكس يهدد باتخاذ إجراء قانوني لأنه من المفترض أن يلعب أمام إف سي فولندام في نفس اليوم ويزعمون أن مباراة فينورد يجب ألا تستأنف حتى نوفمبر القادم.

وبغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية فقد كانت هذه الأيام محبطة لأحد أشهر الأندية في كرة القدم العالمية ومن الصعب تخمين مصيرهم بالفترة القادمة لكنهم بحاجة إلى وضع خطة لاستعادة مكانهم في قمة كرة القدم الهولندية.