ماذا يحتاج الاتحاد للعودة إلى منصات التتويج في السعودية؟

قد تكون أكثر المشاكل التي عانى منها الفريق الاتحادي خلال السنوات الأخيرة هي عدم الوفاء بالالتزامات المالية للاعبين والمدربين، وحتى الإدارة الحالية برئاسة انمار الحائلي كررت نفس الأمر، وهو ما كشفه اللاعب المغربي مروان دا كوستا الذي رحيل عن الفريق برغبته الشخصية مؤكدًا أن سبب رحيله هو عدم التزام الإدارة بالحصول على مستحقاته المالية، وهو بالتأكيد ما يتسبب في الأزمات داخل الفريق، ويجعله يخسر لاعبين مهمين في توقيت صعب، كذلك يكون أمرًا سلبيًا على سمعة الفريق حيث البحث عن صفقات جديدة.

عندما تتحدث عن معاناة أي فريق من الأبطال بالابتعاد عن منصات التتويج لابد أن تكون واقعيًا في إعادته إى المجد القديم، فالأمر لا يحدث في يوم وليلة بل يحتاج إلى وقت طويل وعمل كبير من جميع منتسبي النادي، سواء من الإدارة التي توفر جميع الاحتياجات وتكون ملتزمة بالأمور المادية، أو المدير الفني الذي يعقد الصفقات بناءً على الاحتياجات الحقيقة للفريق وليس العلاقات الشخصية، إلى اللاعبين الذين يقع عليهم دورًا كبيرًا في تقديم أفضل ما لديهم وعدم التقصير والاستسلام في المباريات، من أجل الحصول على الرضا الإدارة والجماهيري، وأخيرًا الجماهير التي لابد أن تدعم فريقها في كافة الظروف لأنهم عنصر مهم جدًا في هذه المنظومة، خاصة وأن جماهير العميد يُمكن وصفها بالأفضل في المملكة.

لا يُمكن إغفال القيمة والشعبية الكبيرة التي يمتلكها أحد أفضل رؤساء الاتحاد خلال تاريخه، نظرًا للنجاح الكبير الذي حققه الفريق تحت قيادته، وكل حين والأخر تُدشن جماهير العميد "هاتشاج" عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحمل اسم منصور البلوي.

وكان رئيس نادي الاتحاد السابق، منصور البلوي موقوفًا بسبب اتهامه في قضايا تتعلق بالفساد، ودائمًا ما تُطالب جماهير العميد بعودته مرة أخرى، خاصة أن فترة تواجده مع النمور كانت ذهبية.

وحقق نادي الاتحاد العديد من البطولات خلال فترة منصور البلوي ومن أبرزها، دوري أبطال آسيا عامين متتاليين 2004 و2005، ليكون أول فريق آسيوي يتوج بالبطولة بنظامها الجديد، وحصد لقب دوري أبطال العرب 2005.

ولم تقتصر بطولات الاتحاد خلال فترة منصور البلوي على فريق الكرة فقط، بل أنه حقق كأس آسيا لكرة السلة، ووصل إلى نهائيات كأس العالم للأندية، وغيرها من البطولات التي جعلته الرئيس الذهبي للعميد رغم رحيله منذ عام 2007.

خلال السنوات الأخيرة وقعت إدارة العميد الاتحاد في الديون بسبب تراكم الأموال المطلوبة من النادي سواء من أندية أو لاعبين مما جعل النادي تحت طائلة العقوبات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، حتى جاءت الهيئة العامة للرياضة السعودية وساهمت في حل هذه الأزمة المادية، ليبدأ الفريق مرحلة جديدة من التعاقدات وبالفعل ضم العديد من اللاعبين في صيف 2018 ولكنهم لم يكونوا على القدر المتوقع منهم، ثم كررت نفس الأمر في الميركاتو الشتوي لعام 2019، ومازالت الإدارة الحالية في نفس الدوامة، وما يحتاجه الاتحاد هو البحث عن لاعبين يمتلكون رغبة في النجاح ولا يتوقف قدومهم على المقابل المادي فقط، ويُمكن القول أن الإدارة بدأت في ذلك بالفعل خلال الميركاتو الشتوي الحالي بدعم الفريق لاعبين يمتلكون حافز النجاح، ويُمكن إيضاح هذا الأمر بسهولة بمقارنة أجانب الفريق خلال المواسم الأخيرة بأجانب أندية القمة في الدوري السعودي للمحترفين أمثال الهلال والنصر والأهلي، الذين يمتلكون أسماءً مميزة قادرة على صناعة الفارق بالفعل في المباريات.

مر على نادي الاتحاد خلال السنوات الأخيرة العديد من المدربين ولكن لم يُحقق أي منهم الاستمرارية في قيادة الفريق، ويمكن القول أن المدير الفني التشيلي لويس سييرا كسر هذه القاعدة بالرحيل عن الفريق والعودة إليه مُجددًا ولكن بقى الوضع كما هو عليه ورحل بسبب سوء النتائج، والأمر لا يتعلق بالأسماء فقط لأن إدارة العميد سواء الحالية أو السابقة جربت العديد من المدربين أصحاب المدراس المختلفة والأسماء المميزة، وعلى سبيل الذكر الأرجنتيني رامون دياز وسلافين بيليتش وحاليًا المدرب الهولندي تين كات.

ولكن ما يحتاجه العميد ليس الأسماء الرنانة فقط وإنما يحتاج إلى مدرب يحضر بمشروع كامل للنادي وبصلاحيات كاملة من الإدارة سواء في التعاقدات أو كيفية إدارة الأمور، وذلك من أجل البناء لإعادة الفريق مُجددًا إلى منصات التتويج وهو ما قد يأخذ بعض الوقت، لذلك سيكون مطلوب من الغدارة حُسن الاختيار والصبر سواء من المسؤولين أو الجماهير من أجل تحقيق نتائج على المدى الطويل.