اعترف به الفيفا وتجاهله الاتحاد القاري .. التاريخ لم يُنصف ماجد عبد الله بجائزة أفضل آسيوي بـ"سيناريو الهلال وميسي"!

وساد جدل واسع بين الجماهير، خاصة النصراوية وعشاق أسطورة العالمي، ماجد عبد الله، بداعي تتويجه بلقب أفضل لاعب في آسيا "ثلاث" مرات، مؤكدين أنه أكثر لاعب سعودي حصدًا للقب، وليس سالم الدوسري.

وبين سالم الدوسري وماجد عبد الله، بات الجدل مشتعلًا خلال الساعات الماضية، حول هوية الأكثر تتويجًا بجائزة الأفضل في آسيا، على مدار تاريخها.

ويعد ماجد عبد الله "66 عامًا"، أسطورة خالدة في تاريخ الملاعب السعودي، والذي كتب تاريخًا مع النصر، وتربع معه على عرش هدافي الدوري السعودي "ست" مرات، كما قاده للفوز بكأس الأندية الآسيوية والسوبر الآسيوي، كلاعب ومشرف عام على الفريق، كما قاد الأخضر للتتويج بكأس آسيا 1984، والتأهل لنهائيات كأس العالم، لأول مرة في تاريخه، في 1994.

وكان ماجد عبد الله، قد تم إعلانه اللاعب الأفضل في آسيا - بالفعل -، خلال أعوام 1984 و1985 و1986، ولكن من قِبل استفتاء أجرته مجلة Asia-Oceania Soccer.

الجائزة مرت بثلاث مراحل؛ الأولى عبر مجلة "آسيا وأوقيانوسيا"، والثانية من منظمة IFFHS، ثم بتنظيم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لعام 1994.

وطبقًا لذلك، فإن الجائزة اتخذت الطابع الرسمي، بعد تبنيها من قِبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، منذ عام 1994، وبالتالي لم يتم الإعلان عن ماجد عبد الله، في لائحة الشرف بين الأكثر تتويجًا بالجائزة عبر تاريخها.

ونظرًا لأن الاتحاد الآسيوي هو الجهة المنظمة الأولى لجائزة أفضل لاعب في آسيا، وتُعد مرجعًا للكرة في القارة الصفراء، فإن سالم الدوسري هو السعودي الأكثر تتويجًا بالجائزة عبر تاريخها.

في عام 2012، كان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على موعد مع تحقيق رقم قياسي، كصاحب أكبر رصيد من الأهداف في عام واحد، باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، برصيد 92 هدفًا مع برشلونة ومنتخب الأرجنتين.

وقتها خرج الإعلام الزامبي، ليؤكد خطأ تلك المعلومة، مؤكدًا أن اللاعب الزامبي الراحل جودفري تشيتالو، هو الأكثر تسجيلًا للأهداف في عام واحد، بعدما سجل 107 هدف مع فريق كابوي واريورز والمنتخب الزامبي، في عام 1972، إلا أن الفيفا تجاهل رقمه لعدم وجود دليل رسمي على تسجيله لهذا العدد، علمًا بأن نفس العام شهد تسجيل جيرد مولر للرقم القياسي بـ85 هدفًا، والذي اعترف به الاتحاد الدولي.

كذلك الأمر حدث مع الهلال، عندما اعترفت موسوعة جينيس، برقمه القياسي كصاحب أكبر رصيد من الانتصارات المتتالية في تاريخ كرة القدم، برصيد 34 مباراة، خلال موسم 2023-2024، تحت قيادة المدير الفني جورج جيسوس.

حينها خرجت تقارير تؤكد أن هناك ناديًا آخر متفوق على الهلال، وهو "أركاداغ التركمانستاني"، بتحقيق 36 فوزًا متتاليًا، منذ تأسيسه عام 2023، إلا أن هذا الرقم لم يتم الاعتراف به، ليصبح الهلال متربعًا على عرش الأندية العالمية.

وفق معايير الاتحاد الآسيوي، فإن جائزة أفضل لاعب في آسيا، بدأت عام 1994، بتتويج نجم الشباب سعيد العويران باللقب، فيما تواجد أكثر من أسطورة سعودية في لائحة الشرف، وهم على النحو التالي..

1994: سعيد العويران "الشباب"

2000: نواف التمياط "الهلال"

2005: حمد المنتشري "الاتحاد"

2007: ياسر القحطاني "الهلال"

2014: ناصر الشمراني "الهلال"

2022: سالم الدوسري "الهلال"

2025: سالم الدوسري "الهلال"

أما عن ماجد عبد الله فقد حصد اللقب عبر مجلة آسيا وأوقيانوسيا، قبل تبني الاتحاد القاري للجائزة، ثلاث مرات، كما حل وصيفًا للجائزة عام 1989، بعد تنظيمها من قِبل مؤسسة IFFHS، إلا أنه لم يظفر بها مع الاتحاد الآسيوي، ليتم استبعاده من لائحة الشرف "التاريخية"، والتي تؤكد تربع سالم الدوسري على عرش أساطير السعودية.

هذا لا ينتقص بالطبع من تاريخ ماجد عبد الله، الذي يعد أحد أفضل الأساطير في الكرة العربية والآسيوية، إلا أن معايير الاتحاد القاري لن تذكر ماجد عبد الله، سوى كأسطورة للنصر، أما إذا كان الحديث حول هوية الأفضل في القارة، فإن الاتحاد لن يعترف إلا بمن تسلموا جائزته منذ عام 1994.

الاتحاد الدولي اعترف بإنجاز ماجد عبد الله، حينما نشر الحساب الرسمي للفيفا، منشورًا لأسطورة النصر، وصفه بها بأنه أفضل لاعب في آسيا 1984-1985-1986، الأمر الذي قد يضع الاتحادين الدولي والآسيوي في حالة جدل، إذا ما تم سؤالهم بشأن هوية النجم السعودي الأكثر فوزًا بالجائزة عبر تاريخها.