Vitinha Achraf Hakimi Ballon d'Or GFXGetty/GOAL

ليون ضد باريس سان جيرمان | "الجوع" سلاح إنريكي.. والفتى الذهبي "كلمة السر" وليس ديمبيلي!

لم تكن المباراة سهلة على بطل أوروبا، الذي وجد نفسه في صراع مرير حتى الدقيقة 95، قبل أن يتمكن جواو نيفيس من تسجيل هدف الفوز الثمين.

هذا الانتصار لم يكن مجرد 3 نقاط، بل كان بمثابة "انتصار الصدارة"؛ فبهذه النتيجة، قفز فريق لويس إنريكي إلى المركز الأول منفرداً برصيد 27 نقطة، بفارق نقطتين عن أولمبيك مارسيليا ولانس (25 نقطة)، ليؤكد البطل الباريسي أنه حتى في ظل معاناته من الإصابات والتذبذب، فإنه لا يزال الرقم الصعب في فرنسا.

  • باريس.. لعنة ليون التي لا تنتهي!

    الشوط الأول شهد هيمنة باريسية مطلقة (75% استحواذ)، لكنه ارتدى ثوب الجنون في "سبع دقائق"؛ افتتح وارن زائير إيمري التسجيل في الدقيقة 26 بصناعة من المايسترو "فيتينيا"، ورغم تعادل ليون الخاطف لأفونسو مورييرا في الدقيقة 30، عاد فيتينيا ليقدم تمريرته الحاسمة الثانية لخفيتشا كفاراتسخيليا في الدقيقة 33.

    لكن الشوط الثاني أظهر "انتفاضة بطولية" من ليون؛ دخل الفريق بشراسة هجومية واضحة، وقلب موازين اللعب (سدد 6 كرات مقابل 3 لباريس في الشوط الثاني)، ونجح أينسلي مايتلاند-نيلز في تسجيل التعادل المستحق بالدقيقة 50.

    بعد الهدف، تحولت المباراة إلى صراع تكتيكي مغلق، واختفت خطورة باريس الهجومية تماماً. وبينما كان ليون في طريقه لكسر "لعنته" بنقطة مستحقة، جاءت الدراما في الوقت القاتل: طُرد نيكولاس تاجليافيكو في الدقيقة 93، قبل أن يخطف نيفيس هدف الفوز القاتل برأسية مستفيدًا من ركنية.

    في أقسى سيناريو يمكن تخيله، تبخر حلم أولمبيك ليون في فك العقدة وإنهاء "اللعنة" الباريسية في الأنفاس الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع. هذا الهدف لا يعني مجرد 3 نقاط ضائعة، بل يعني استمرار الكابوس. 

    فبدلاً من كسر السلسلة، تلقى ليون هزيمته السادسة على التوالي أمام العملاق الباريسي. فمنذ انتصارهم الأخير في أبريل 2023، أصبح سجل ليون كارثياً (6 هزائم متتالية)، بما في ذلك خسارة نهائي الكأس. لقد كان ليون قريباً جداً من إنهاء الهيمنة، لكن الدقائق الأخيرة أكدت أن "عقدة" باريس لا تزال مستمرة وبقسوة.

  • إعلان
  • Ousmane Dembele Bradley BarcolaGetty Images

    الإصابات.. كابوس باريس سان جيرمان

    جاء الفوز الصعب، رغم أن نادي باريس سان جيرمان يمر بـ"ظروف صعبة" هذا الموسم، حيث يعاني الفريق بشكل واضح من تذبذب حاد في المستوى، والذي يبدو أن أحد أسبابه الرئيسية هو "كابوس" الإصابات المتلاحقة التي ضربت أعمدته الأساسية بلا هوادة.

    هذه الأزمة الطبية والفنية لم تأتِ من فراغ؛ فبالإضافة إلى ضغط المباريات، يشير المحللون إلى أن المعسكر الإعدادي القصير الذي خاضه الفريق قبل بداية الموسم لم يكن كافياً لتحضير اللاعبين بدنياً. وفوق ذلك، يبدو أن تأثيرات كأس العالم للأندية لا تزال تلقي بظلالها على الفريق، حيث عانى العديد من النجوم من الإرهاق أو عادوا في وقت متأخر، مما ساهم في تفاقم المشاكل البدنية.

    القائمة الحالية للغيابات المؤثرة هي خير دليل على هذا الضغط، وتشمل عثمان ديمبيلي والظهير أشرف حكيمي والموهبة الشابة ديزيري دوي، إلى جانب الظهير الأيسر نونو مينديش.

    "عيادة" النادي الباريسي لم تفرغ هذا الموسم، حيث تناوب على زيارتها ركائز أساسية سابقة مثل القائد ماركينيوس، ونجوم الوسط فيتينيا، جواو نيفيش، وفابيان رويز، بالإضافة إلى النجم خفيتشا كفاراتسخيليا وبرادلي باركولا.

    وفي إحصائية لافتة تكشف حجم المعاناة، تتقلص قائمة "الناجين" من لعنة الإصابات في التشكيلة الأساسية هذا الموسم لتقتصر على الحارس لوكاس شوفاليه، والمدافعين ويليان باتشو وإليا زبارني.

  • الجوع.. سلاح إنريكي

    سبق وصرّح لويس إنريكي بأن "الجوع" والرغبة في الفوز بالمزيد هو مفتاح نجاح الفريق في الموسم الحالي بعد الإنجازات الكبرى الموسم الماضي، والذي فاز فيه بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

    في تصريحات سابقة للموقع الرسمي للنادي، شدد إنريكي على أهمية الحفاظ على "الجوع للألقاب"، وأوضح أن الهدف ليس فقط تحسين الأداء، بل أكد على طموحه في "المنافسة على كل البطولات"، معرباً عن إيمانه بأن فريقه يمتلك العقلية والجودة اللازمة "لتكرار نجاح العام الماضي".

    وجاءت الخسارة الأخيرة والمؤلمة أمام بايرن ميونخ في دوري الأبطال لتكون بمثابة "صفعة" قاسية وتذكير فوري بأن رحلة الدفاع عن اللقب ستكون أصعب من الفوز به، وأن المنافسين الأوروبيين الكبار لن يرحموا البطل.

    لكن ما يفاقم هذا التحدي الذهني ويحوله إلى أزمة حقيقية، هو "لعنة الإصابات" التي تضرب الفريق بلا هوادة. فبينما يحاول إنريكي شحن طاقات لاعبيه ذهنياً، يجد نفسه محروماً من أهم أسلحته على أرض الملعب.

  • vitinhaGetty Images

    فيتينيا.. كلمة السر

    في ليلة الفوز الدراماتيكي على ليون 3-2، قدم النجم البرتغالي فيتينيا أداءً استثنائياً، ليثبت أنه "المايسترو" الحقيقي ومحرك خط وسط باريس سان جيرمان الذي لا يهدأ.

    كان فيتينيا هو العقل المدبر وراء تقدم الفريق في الشوط الأول، حيث صنع تمريرتين حاسمتين.

    لم يقتصر دوره على الصناعة، بل كان "رئة" الفريق الذي سيطر على إيقاع اللعب طوال 90 دقيقة، مسجلاً 138 لمسة (الأعلى في المباراة)، وأكمل 117 تمريرة ناجحة بدقة بلغت 91%.

    ولم يكن هذا الأداء الهجومي على حساب الواجب الدفاعي؛ فالإحصائيات تُظهر أنه كان "جداراً" في الوسط، حيث فاز بجميع مواجهاته الأرضية (4/4) وجميع تدخلاته (3/3)، بالإضافة إلى استعادة 8 كرات، ليقدم أداءً متكاملاً كان السبب الرئيسي في عودة باريس بالنقاط الثلاث الثمينة.

    أثبت فيتينيا أنه "فتى باريس الذهبي" الذي يمكن أن يساعد فريقه على الفوز في مباراة صعبة للغاية غاب عنها النجم الأول عثمان ديمبيلي، إلى جانب ديزيري دوي وبرادلي باركولا، والظهيرين أشرف حكيمي ونونو مينديش.