منذ اللحظة التي وطأت فيها قدما ليونيل ميسي أرض الملعب بقميص الفريق الأول لبرشلونة في أكتوبر 2004، خلال مباراة أمام إسبانيول، كان المشهد أشبه بإعلان ميلاد أسطورة جديدة.
ففي ظهوره الأول، لم يكن الشاب الأرجنتيني قد بلغ الثامنة عشرة بعد، لكن لمساته الأولى كشفت عن موهبة استثنائية؛ سرعة مذهلة، قدرة فريدة على المراوغة، ورؤية لعب لا يمتلكها سوى كبار اللعبة.
لم يحتج ميسي إلى الكثير من الوقت ليقنع الجهاز الفني والجماهير بأنه مختلف، وأن ما يقدمه ليس مجرد موهبة عابرة، بل مشروع نجم عالمي سيغيّر تاريخ النادي.
ومع مرور الأشهر والسنوات، ترسخت مكانة ميسي داخل الفريق، ليصبح محور الأداء الهجومي وقطعة لا يمكن التخلي عنها، مهما تبدّل المدربون أو تغيرت الخطط.
وتحت قيادة بيب جوارديولا على وجه الخصوص، انفجرت قدراته بالكامل، ليقود برشلونة إلى أحد أزهى فتراته عبر التاريخ، بفلسفة "التيكي تاكا" التي كان ميسي قلبها النابض.
ولم يتوقف تأثير ميسي عند حدود الأداء الفردي؛ فقد تحوّل على مدار مسيرته إلى القائد الذي يُبنى حوله الفريق، وإلى اللاعب الذي يغيّر مجرى المباريات بلمسة أو تمريرة واحدة.
وساهم بشكل مباشر في قيادة برشلونة لتحقيق إنجازات لا تُنسى، محليًا وأوروبيًا. فقد توّج بالدوري الإسباني 10 مرات، ورفع كأس ملك إسبانيا 7 مرات، وحقق لقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، إلى جانب ألقاب السوبر الإسباني ودوري السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، التي عززت مكانة النادي على الساحة العالمية.
وخلال أكثر من 17 عامًا مع الفريق الأول، خاض ميسي أكثر من 750 مباراة بقميص برشلونة، وسجّل ما يزيد عن 670 هدفًا، ليصبح الهداف التاريخي للنادي وللدوري الإسباني.
لم تكن تلك الأرقام مجرد سجلات تُسجل، بل كانت حكاية تفوق مستمر، وأداءً متوهجًا لم يتراجع رغم السنوات، وروحًا تنافسية لم تهدأ لحظة واحدة.
وبعد سنوات طويلة مع برشلونة، انتقل ميسي إلى باريس سان جيرمان، ثم إلى إنتر ميامي الأمريكي "فريقه الحالي".
وتُشير بعض التقارير الصحفية غير المؤكدة، إلى أنه هناك رغبة من جانب ميسي بالانتقال إلى برشلونة على سبيل الإعارة، مستغلًا فترة توقف الدوري الأمريكي، حتى يتمكن من الاستعداد للمشاركة رفقة منتخب الأرجنتين في كأس العالم 2026.