Lennart Karl GoalAI

هل وجد لامين يامال منافسه الحقيقي؟ لينارت كارل .. الموهوب الذي خطفه بايرن ميونخ وحماه من أطماع ريال مدريد!

وجه هدف لينارت كارل في مرمى كلوب بروج مساء أمس أنظار العالم تجاه مراهق بايرن ميونخ الموهوب، خاصة أنه جعله يُحطم رقمًا قياسيًا مهمًا في بداية مسيرته الكروية، فمن هو هذا اللاعب الذي بدأ يُثير التساؤلات حول منافسة لامين يامال؟

  • انفجار في فرانكفورت وعملية خطف في ميونخ!

    ولد كارل في إقليم بافاريا عام 2008، وتحديدًا في مدينة فرامرزباخ، ومع بلوغه السابعة من عُمره انضم إلى فريق فيكتوريا آشافنبرج وبعد عامين فقط التقطته عيون كشافة أنتراخت فرانكفورت لينضم لأكاديمية الفريق عام 2017.

    قضى اللاعب صاحب القدم اليُسرى الموهوبة 4 سنوات ونصف مع فرانكفورت، وقد كان للنادي خططًا كبيرة بشأنه، خاصة بعدما أظهر موهبته جيدًا مع ناشئي الفريق، لكن عملية سرية من بايرن ميونخ أفسدت كل تلك الخطط.

    كشافة بايرن والباحثين للنادي عن المواهب الجديدة التقطوا بزوغ نجم كارل في فرانكفورت، وقد بدأوا الحديث معه بالفعل للانضمام للفريق، وبما أن ارتداء القميص البافاري كان حلمًا لدى كارل فقد كانت المفاوضات سهلة تمامًا، وقد حصل النادي على موافقة صاحب الـ13 عامًا بالفعل وكانت الخطة بإتمام الانتقال في صيف 2022.

    مسؤولو فرانكفورت اكتشفوا الأمر ولم يعجبهم على الإطلاق، ولذا طردوا اللاعب ورفضوا استمراره معهم ليعود إلى ناديه الأول في يناير 2022، وبعد 6 أشهر فقط يُتم خطته مع بايرن ميونخ وينضم لصفوف الفريق صيف نفس العام.

    أندرياس ميلر، رئيس أكاديمية شباب فرانكفورت آنذاك، قال لموقع Münchner Merkur "لم يكن تصرف بايرن في ذلك الوقت راقيًا عند استقطاب لاعب صغير بهذا العمر، وأبلغنا المسؤولين آنذاك بذلك".

    فرانك برون، مدربه السابق في فيكتوريا آشافنبرج، أوضح المزيد بقوله لموقع ran "عندما أخبر لينارت مسؤولي فرانكفورت بعرض ميونخ أو بالانتقال المرتقب، تم إعفاؤه هناك. ومما علمت، لم يرغب فرانكفورت بعد ذلك في تطويره لنصف عام إضافي لنادٍ آخر بسبب انتقاله المؤكد إلى ميونخ".

    بالتأكيد .. هدف كارل مساء أمس في مرمى كلوب بروج أثار آلام المسؤولين والمشجعين لفرانكفورت، حيث أكد حجم خسارتهم الهائلة رياضيًا وماليًا!

  • إعلان
  • تألق ملفت وأطماع ريال مدريد

    انضم كارل إلى فريقي تحت 15 وتحت 16 عامًا مع بايرن ميونخ، وقدم أداءً جيدًا لكن لم يصل للتوقعات الكبيرة، لكنه حطم جميع الحدود حين انضم لفريق تحت 17 عامًا ومن ثم إلى تحت 19 عامًا.

    كارل وصف بدايته مع بايرن بالصعبة، خاصة حاجته للتنسيق والموازنة بين الدراسة والرياضة، وقد قال عن ذلك كاشفًا سر تخطيه تلك الفترة "بصراحة، لم يكن أدائي جيدًا في آخر موسم لي مع فريق تحت 16 عامًا. كانت هناك تقلبات ولم أسجل الكثير من الأهداف. أردت تغيير ذلك، وفي استعداداتي لموسم تحت 17، تدربت إضافيًا بمفردي أو مع مدرب من الأكاديمية، وقد ساعدني ذلك كثيرًا، نفسيًا وجسديًا".

    ترك كارل بصمته على 33 هدفًا مع فريق تحت 17 عامًا، وانضم بعدها، عام 2024، إلى فريق تحت 19 عامًا وهنا بدأ يُشبه بالأسطوري آرين روبن خاصة أنه سجل على طريقته عدة أهداف.

    لفت المراهق الموهوب أنظار كبار أوروبا بأدائه الملفت عام 2024، وقد بدأت عدة أندية استهدافه أبرزها أياكس أمستردام وريال مدريد، خاصة أن عقده مع بايرن كان سينتهي صيف 2026.

    النادي البافاري فطن لذلك الأمر وحمى لاعبه من أطماع تلك الأندية وخاصة العملاق الإسباني بتجديد عقده حتى عام 2028، وقد مُنح فرصة اللعب مع الفريق الأول بواسطة المدرب فينسنت كومباني في كأس العالم للأندية وتحديدًا خلال مواجهة أوكلاند سيتي التي فاز بها بايرن 10-0.

  • نقطة تحول

    الموسم الجاري، 2025-2026، يُعد نقطة تحول في مسيرة اللاعب الشاب، حيث حصل على ثقة المدرب كومباني ليكون البديل الأول للجناح مايكل أوليسيه متفوقًا على المخضرم سيرجي جنابري، وقد بدأ يحصل على الفرص تباعًا مستفيدًا من توجه الإدارة في بايرن ميونخ نحو العودة للاستعانة بشباب النادي بدلًا من استيراد النجوم من الخارج.

    حصيلة كارل حتى الآن 343 دقيقة شهدت إحرازه لهدف وصناعته لآخر، ولكن هذا الهدف لم يكن عاديًا، إذ سجله في مرمى كلوب بروج في ثالث جولات مرحلة الدوري من دوري أبطال أوروبا ليُحطم به رقم جمال موسيالا ويُصبح أصغر لاعب يُسجل للعملاق الألماني في تاريخ اللعبة، عند عُمر 17 عامًا و242 يومًا، وهي بداية أشبه بالحلم للاعب الشاب.

    كارل يلعب على الجناح الأيمن، يتحرك في المساحات خلف المهاجم من الطرف والعمق، يُجيد دخول العمق قطريًا بالمراوغات الفردية السريعة، ويُتقن التسديد من خارج منطقة الجزاء، وهدفه ضد بروج لم يكن الأول بالتسديد المذهل من خارج المنطقة، بل سجل مثله في إحدى المباريات الودية استعدادًا للموسم، وبشكل عام يُلخص الهدف مهارات اللاعب في المراوغة والانطلاق والتسديد.

    اللاعب أظهر شخصية حاضرة حين أكد بعد المباراة أن الهدف مجرد بداية، بقوله ""عليّ أن أواصل البناء على هذا الأداء الآن وألا أتوقف لمجرد أنني سجلت هدفًا".

    المهاجم الإنجليزي هاري كين هنأ كارل على هدفه وليليته التاريخية في أليانز أرينا، حيث كتب على إنستجرام "ليلة رائعة في دوري أبطال أوروبا بأليانز أرينا. تهانينا للينارت كارل على ليلة لا تُنسى! يجب الاستمرار في هذا الزخم".

    المدرب كومباني أشاد باللاعب عقب اللقاء، قائلًا "لعب مع فرق تحت 17 وتحت 19 سنة الموسم الماضي. هذا يظهر أننا نعتمد على لاعبي الأكاديمية ونعتمد على موهبتهم. بالنسبة لي، لا يوجد أي ضغط على ليني. عليه أن يستمتع بذلك. ولديه دائمًا لحظاته؛ هذه هي جودته."

    أضاف "إذا قاتل وركض كما يفعل الآن، حتى لو سجل 10 أو 15 هدفًا إضافيًا، فهذا أمر جيد. لكن علينا أن نتخذ خطوات حذرة مع لاعبينا الموهوبين خلال هذه المرحلة من التطور، أيضًا لأننا نؤمن بهم كثيرًا".

  • هل وجد لامين يامال منافسه الحقيقي؟

    يعترف العالم الكروي أجمع حاليًا أن الأيام القادم هي أيام لامين يامال نجم برشلونة الشاب، ويبحث العديد في مختلف الملاعب الخضراء عن المنافس الحقيقي للمراهق الإسباني الموهوب، البعض يتحدث عن فرانكو مانتانتونو والبعض عن إندريك والبعض عن إستيفاو، لكن يُمكن القول أن لا أحد منهم وصل للمستوى الذي قد يُوصف به بأنه المنافس الحقيقي ليامال.

    صحيح أن كارل كذلك لم يُظهر بعد المستوى والاستمرارية الواضحة ليصل لذلك المستوى من التنافسية مع وصيف الكرة الذهبية، إلا أن ما أظهره من مهارات وثقة وعقلية وشخصية يجعله المرشح الأبرز حاليًا لتلك المرتبة، نحن لا نقيس على هدف أمس فقط بل على الرحلة بالكامل!

    كارل يمتلك من الموهبة والجودة ما يجعله قادرًا على تحطيم التاريخ بالتواجد مع منتخب ألمانيا في نهائيات كأس العالم 2026 الصيف القادم، وتلك الفرصة قد تكون الحقيقية لإثبات جودته وقدرته على منافسة يامال، خاصة إن واصل تقديم هذا الأداء المبهر مع بايرن ميونخ خلال الموسم الجاري.

    انتهت حقبة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ويبدو من الصعب جدًا تكرارها حاليًا .. لكن هل يكون هدف أمس بداية مرحلة لامين يامال ولينارت كارل؟ الأيام كفيلة بالإجابة.