ليل ولوهافر | جيرو يسقط في اختبار العمر .. مبابي الصغير يعود بسحر المغاربة وتألق "المتمرد"!

الهدّاف المخضرم الذي قاد فرنسا - دون تسجيل - للتتويج بكأس العالم 2018، لا يزال يحارب في معركة العمر، فاختار ليل الذي منحه مقعدًا في التشكيل الأساسي، منذ بداية الموسم.

في الوقت الذي ساد الاعتقاد فيه بأن هدّاف فرنسا، ستكون محطته الأخيرة في ميلان، وسيختار الاعتزال في هدوء، بانتقاله حرًا إلى لوس أنجلوس إف سي، قرر جيرو أن يعود إلى أوروبا مجددًا، وأن يستعيد ذكرياته مع "ليج 1"، منذ رحل عند مونبلييه في 2012.

ولكن، ها هو جيرو يواجه اختبارًا حقيقيًا في معركة البقاء داخل الملعب، عندما تعرض لإصابة أجبرته على مغادرة الملعب في الدقيقة 57.

حضور صاحب الـ39 عامًا، في الملعب، لم يكن مختلفًا عن غيابه، فرغم تحركاته في العمق والأطراف، وتمركزه في منطقة الـ18، إلا أنه لم يسدد أي كرة، سواءً على المرمى أو خارجه، بل يمكن القول إنه ترك بصمة دفاعية، أكثر من الهجومية، حيث قطع تسديدة واستخلص الكرة "مرة"، فيما ظهرت معاناته في المواجهات الهوائية، حيث خسر محاولاته الأربع جميعًا.

ومع خروج جيرو، ظهرت اللحظة الفارقة التي قادت ليل، للنقاط الثلاث، حينما شارك المغربي حمزة إيكامان، بدلًا منه في الدقيقة 57.

المدرب برونو جينيسيو أثبت رؤيته الثاقبة في اختياراته للبدلاء، حينما قرر أن يدفع بإيثان مبابي، الشقيق الأصغر لنجم ريال مدريد، كيليان، وحمزة إيكامان في دقيقة واحدة.

وتمكن إيكامان من انتزاع النقاط الثلاث، بإحرازه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 88، بعد جملة هجومية، انتهت بتمريرة من إيثان مبابي إلى المهاجم المغربي الذي أودعها في الشباك.

مبابي الصغير غاب عن الكثير من المباريات مع ليل، إلا أنه مشاركته لم تخلُ من الأهداف أيضًا، عندما قرر أن يزور شباك تولوز وباريس سان جيرمان، قبل أن يصنع تمريرته الحاسمة أمام لوهافر.

أما عن إيكامان، فرغم تباعد المسافات بين المباريات التي يسجل فيها مع "لي دوج"، إلا أن مواجهة لوهافر، التي شهدت رابع أهدافه في الدوري الفرنسي، تشير إلى أننا أمام "هدّاف" مغربي قد يصنع المفاجأة في كأس أمم إفريقيا، خاصة وأنه سجل هدفين مع بلاده في تصفيات كأس العالم، أمام النيجر وزامبيا.

واستكمالًا لما ذكرته في الفقرة السابقة، فإن حمزة إيكامان لم يكن المغربي الوحيد في صفوف ليل، أمام لوهافر، بل شارك أيضًا الجناح الأيسر أسامة صحراوي، والفرنسي صاحب الأصول المغربية، أيوب بوعدي.

وكاد أسامة صحراوي أن يزيد بصمة المغاربة في المباراة، بعدما سدد كرة "يمينية" قوية على حافة منطقة الجزاء، قبل أن ترتطم في القائم.

ولكن، ما يزيد من متعة النقاط الثلاث، أنها جاءت وسط المعاناة، حيث تم طرد أيوب بوعدي في الدقيقة 51، فضلًا عن إصابة المدافع عيسى مندي، وأوليفييه جيرو.

إذا كان الحديث عن الفضل في نقاط ليل الثلاث، من تلك المباراة، فهو يعود إلى الحارس بيرك أوزير، الذي لولاه لخسر فريقه، وبنتيجة ثقيلة.

الحارس التركي كان شاهدًا لقطة "إعجازية" في كرة القدم، خلال مواجهة روما، دخل بها تاريخ الدوري الأوروبي، عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لروما، ليتقدم دوفبيك لتنفيذها، قبل أن ينجح أوزير في التصدي لها.

وطلب الحكم بإعادة الرمية، ليس مرة واحدة، بل اثنتين، إلا أن أوزير تصدى للركلات الثلاث، ليسجل اسمه في تاريخ اليوربا ليج.

ويعد أوزير، الذي أثار الجدل في بلاده بعد مغادرة معسكر تركيا دون إذن، نجم مباراة لوهافر دون منازع، بعدما تصدى لـ7 تسديدات من لوهافر، منها 5 داخل منطقة الجزاء، كما امتاز أيضًا في استعادة الكرة "16" مرة، كما تنوعت تمريراته القصيرة والطويلة، لمنع لاعبي لوهافر، من تهديد مرماه، والمساهمة في بناء هجمات ليل، بعدما قدم 33 تمريرة صحيحة من أصل 44، وأرسل 8 كرات طويلة ناجحة، من 19 محاولة.