نادي فيورنتينا الإيطالي تلقى صدمة مماثلة في 4 مارس 2018 بوفاة قائده دافيد أستوري، وما حدث بعدها يختلف تمامًا، وهي واقعة يجب استدعائها والاستشهاد بها على وضع ليفربول الحالي.
فيورنتينا فاز في 5 مباريات متتالية بعد وفاة أستوري، ليكمل سلسلة تاريخية بتحقيق الانتصار 6 مرات متتالية في الدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ عام 1960، حيث خاض أستوري مباراة واحدة من هذه الانطلاقة قبل وفاته.
الصدمة كانت شديدة للغاية وقتها ولا تقل عن ما حدث مع جوتا، حيث روى ريكاردو سابونارا لاعب الفريق القصة الكاملة لهذه المأساة في حوار مع مجلة سبورتويك.
صانع ألعاب الفريق الإيطالي قال إن العديد من المشاهد لا تزال تطارده، أستوري يتغيب عن وجبة الإفطار، ظهور سيارة إسعاف خارج فندق الفريق، ثم ظهور ستيفانو بيولي بوجه حزين وشاحب، دموع وحيرة، بعض اللاعبين ساروا بلا هدف تائهين في الممرات، والبعض الآخر جلس بصمت خارج غرفة أستوري ينظرون إلى الجدران.
سابونارا قال:"نتحدث عنه بين الحين والآخر، نتذكره ونسأل أنفسنا ماذا كان سيفعل أو يتصرف في هذا الموقف، من الصعب في بعض الأحيان ذكر اسمه، يجب علينا أن نحتفظ بالألم الذي شعرنا به محبوسًا بداخلنا".
تلك الكلمات تنقل لنا صورة واقعية لما قد يكون الواقع في ليفربول، والغريب أن تلك الانتفاضة التي مر بها فيورنتينا للتعامل مع الألم بعد وفاة أستوري، يبدو أنها حدثت بالفعل مع الريدز بانطلاقة الموسم، عندما فاز الفريق في 5 مباريات متتالية، أغلبها في اللحظات الأخيرة، وأظهر قوة عقلية جعلت البعض يظن أن الدوري قد حُسم لهم بالفعل، ولكن فور التعرض لانتكاسة انهار كل شيء!
وهنا قد يكون وصلنا إلى تفسير منطقي نوعًا ما، ولكنه ليس حقيقة مطلقة أو يقترب منها، نعم ليفربول لديه مشاكل تكتيكية وعدم انسجام وقلة سيطرة من أرني سلوت وغياب للابتكار وهبوط في المستوى للعديد من النجوم، لكن وفاة جوتا جعلت الأمر أصعب، وأضرت الفريق من الناحية العقلية والذهنية، وجعلته أقل قدرة على التعافي من الهزائم.
هل وجود يورجن كلوب كشخص ملهم كان سيغير أي شيء؟ احتمال وارد جدًا، ولكن مهما كانت الأسباب والظروف، ليفربول خسر 9 مباريات وفاز في 3 فقط في آخر 12 مباراة خاضها، وعلى سلوت إيجاد الحلول، سواء كانت فنية أو نفسية من خلال الطبيب المعالج للفريق، وإن لم يحدث ذلك فالإقالة تنتظره قريبًا!