Mohamed Salah Jamie Carragher Goal only gfxAI

هل هي مرحلة تخلي ليفربول عن صلاح؟ عن "أسوأ أفضل لاعب في العالم" سنتحدث!

جيمي كاراجر يطالب مرة أخرى بجلوس محمد صلاح احتياطيًا، وتييري هنري يرى أن مرحلة ما بعد صلاح قد بدأت، تلك مجرد عينة من التحليلات عقب لقاء آينتراخت فرانكفورت وليفربول مساء الأربعاء لحساب دوري أبطال أوروبا، لقاء شهد عودة الريدز لسكة الانتصارات عقب سلسلة سلبية بين المحلي والقاري، وشهدت أيضًا حدثًا لم يحدث من 2017 وهو جلوس "الملك المصري" احتياطيًا للقاءين على التوالي في المسابقة الأوروبية، وتزامن الحدث مع تحسن واضح في أداء الفريق الهجومي.

بداية الموسم الحالي المتذبذبة ثم ما تبع ذلك من انهيار على صعيد النتائج، وما سبقه من سوق انتقالات عملاق من ليفربول، وتزامن ذلك مع بقاء الحرس القديم مثل صلاح وفيرجيل فان دايك وأليسون، أعاد للواجهة حديث تأجل وحاول البعض تلاشيه، هل حان عصر ليفربول ما بعد صلاح؟

  • لغة الأرقام لا تكذب

    لست شخصيًا من محبي تكوين الأحكام في الرياضة عبر الأرقام والإحصائيات، ولكن أحيانًا الأرقام لا تكذب ولا تتجمل عندما يبدأ لاعب مثل صلاح موسمه بست مساهمات تهديفية في 12 مباراة (3 أهداف و3 تمريرات حاسمة)، وخرج عمليًا من سباق الحذاء الذهبي للبريميرليج على غير عادته في سنواته مع ليفربول، والذي سيطر عليه إرلينج هالاند مبكرًا.

    لغة الأرقام فيما يتعلق بالبريميرليج تقول إن دقة تمريرات صلاح انخفضت إلى 73%، وتسديداته على المرمى إلى 40%، ونسبة النجاح في المراوغة إلى 10% والسبب نجاحه في مراوغة وحيدة حتى الآن طوال الموسم مع ليفربول بالدوري في 8 مباريات لُعبت حتى الآن شارك فيها جميعًا بمجموع 714 دقيقة.

  • إعلان
  • ماذا عن الفنيات؟

    دعنا نترك الأرقام وننظر عن كثب على موسم صلاح حتى الآن، الواضح أن ليفربول ككل يعاني هذا الموسم رغم بدايته القوية على صعيد الانتصارات المتتالية، ولكن من شاهد المباريات يدرك أن كلها جاءت بشق الأنفس في اللحظات الأخيرة دون أداء فني مقنع، وعدم نجاح من قبل أرني سلوت في إيجاد التوليفة المناسبة لدمج النجوم الجديدة مع العناصر القديمة دون الإخلال بتوازن الفريق وتألق عناصر على حساب أخرى، وهو ما حدث بالظبط وصلاح أبرز مثال.

    خطة 4-3-3 من الموسم الماضي أصبحت لا تناسب وصول عناصر مثل رأسي حربة صريحين في صورة هوجو إيكيتيكي وألكساندر إيساك، وصانع ألعاب حر هو فلوريان فيرتس، وجيريمي فريمبونج كان التعاقد معه لتعويض ترينت أليكساندر أرنولد ليس صحيحًا لاختلاف الخصائص، لاعب ريال مدريد كان ظهير أيمن بعيوب دفاعية صحيح ولكن يجيد في رباعي خلفي ويخلق جبهة مثالية مع صلاح، أما القادم من باير ليفركوزن هو لاعب ظهير جناح أيمن مفصل لخطة 3-5-2 حيث حرية الانطلاق في الرواق دون تقيد بأدوار دفاعية، أو تداخل في الأدوار مع لاعب الجناح، وبالتالي تطويعه لخطة 4-3-3 ليس مثاليًا وأثر على أداء صلاح.

    ليس فقط فريمبونج من أثر على صلاح بتداخل أدواره، ولكن أيضًا فيرتس الباحث عن المساحات على الأطراف في ظل عدم لعب سلوت بخطة تحتوي على صانع لعب صريح، فأصبح لزامًا على صلاح الدخول أكثر للعمق والابتعاد عن مناطق خطورته على الجناح، أو يصبح "معزولًا" في خط الهجوم، وهو ما يفسر أرقامه المتراجعة هجوميًا حتى الآن هذا الموسم.

  • هل سلوت فقط من يُلام؟

    في سن الثالثة والثلاثين بالتأكيد يدرك صلاح بأنه يدخل مرحلة مختلفة بأدوار مغايرة بمشواره الكروي، سيظل فيها أحد أفضل لاعبي العالم ولكن سيكون مطالبًا بتعامل مختلف مع أدواره كلاعب مهاجم يعتمد على سرعته ومراوغاته، الأمر الذي يدركه ليفربول هو الآخر، ومن هنا صراع الشد والجذب الذي شهدته مفاوضاته تمديد عقده الأخيرة التي كللت برضوخ الريدز لمطالب النجم المصري وتوقيع عقد حتى 2027 وليس لموسم واحد كما أُشيع أن النادي الإنجليزي رغب.

    التراجع المخيف في مستوى صلاح في النصف الثاني من الموسم الماضي كان ظاهرة متكررة في آخر 3 سنوات، لا نتحدث عن الأرقام، ولكن عن مستواه في أرض الملعب، لدرجة أن الأمر أصبح ظاهرة يتندر عليها الجمهور على مواقع التواصل، والبعض يفسرها بأن الموسم الماضي عقب خروج ليفربول على يد باريس مبكرًا وحسم الدوري لم يكن نجومه مطالبين ببذل مجهود مضاعف، بينما البعض الآخر ببساطة يشير إلى عامل السن في حالة صلاح، ويحسب له الاستمرار حاسمًا حتى لو لم يكن في أفضل أحواله الفنية.

  • هل حانت مرحلة ليفربول ما بعد صلاح؟

    سعي ليفربول إلى تمديد عقد صلاح لمدة قصيرة والمماطلة معه ومع بقية المخضرمين في مد العقود يوضح أن النادي بدأ بالفعل منذ شهور في التحضير للحقبة الجديدة، التعاقد مع جورجي ماماردشفيلي تمهيد لما هو قادم بعد أليسون، وضم جيوفاني ليوني والتحركات الحثيثة الصيف الماضي لضم مارك جيهي كانت من أجل التمهيد لمستقبل دون فان دايك، ولكن في الهجوم يبدو أن الاستراتيجية كانت مختلفة.

    ضم الفريق مهاجمين وصانع ألعاب بمبالغ ضخمة تخطت 300 مليون يورو، استثمار ليس فقط من أجل الموسم الحالي ولكن تمهيد لمرحلة يعي الفريق فيها أن سيكون عليه التعايش مع تغيير عدم وجود نجمه الأساسي وهدافه ومموله الرئيسي على مدار 7 سنوات ماضية، وهي خطوة انتقالية لن تحدث بين يوم وليلة بالتأكيد ولن تكون سهلة، والدليل ما يحدث في الوقت الراهن، ولكن السؤال هل سلوت الرجل المناسب لتطبيقها؟ 

    بعد 3 شهور تقريبًا من الموسم الحالي لا يقنع ليفربول وهناك تخبط واضح، والصورة الأوضح في هذا التخبط يجسدها موقف صلاح من حيث تراجع المستوى وفقدان أهمية دوره دون إيجاد بديل، وهو ما يتحمله المدير الفني الهولندي، وسيكون مطالبًا بإيجاد الحل له سريعًا لإنقاذ الموسم، والاستمرار في عملية الإحلال والتبديل التي بدأها النادي.

    التحول الخططي من 4-3-3 لخطة تناسب الفريق أكثر مثل 4-4-2 أو 4-3-1-2 حان وقتها وبدأ بالفعل ضد فرانكفورت، وجود رأسي حربة مميزين وصانع ألعاب عامل مهم، ولا يعني ذلك انعدام دور صلاح في الطريقتين، صلاح يمكنه أن يكون مهاجم ثان بجوار إيزاك أو إيكيتيكي بحيث يملك حرية الحركة للطرف وترك العمق لزميله، تمركز سيعطي حرية أكثر لفيرتس أو فريمبونج للتواجد على الطرف بأريحية.

    نقطة أخرى مهمة لا يجب أن تسقط من الحسبان أن صلاح سيغادر في يناير لخوض غمام أمم إفريقيا، نقطة فكر فيها ليفربول وسلوت بالتأكيد منذ الصيف الماضي وخططوا لها، والدليل الاعتراف بأن أحد أسباب ضم فريمبونج كان لتعويض النجم المصري خلال تلك الفترة، والتحول الخططي الذي نشهده الآن قد يكون حلًا آخر قصير المدى ليناير، وفي نفس الوقت تجربة لخطط ما بعد صلاح الموسم المقبل أو الذي يليه إذا استمر لنهاية عقده.

  • وماذا عن صلاح نفسه؟

    ماذا يريد محمد صلاح؟ بالتأكيد لاعب بحجمه لن يقبل دور البديل ومفهوم امتعاضه من الجلوس احتياطيًا أو تراجع مستواه ومساهماته، ولكن لن يكون مفهومًا أن يعبر عن ذلك بحذف ليفربول من صفحته الشخصية، أو الاعتراض علنًا كما أُشيع عقب نهاية لقاء ليفربول وفرانكفورت.

    لاعب بعقلية صلاح يجب أن يدرك أن تلك اللحظة كانت قادمة لا محالة وليس عيبًا أو غريبًا حدوثها، ولكن الأصح هو التكيف معها للوصول لأهدافه، هو حقق الهدف الأول بالتجديد والحفاظ على ثقة ناديه فيه، المطلوب الآن إثبات أحقيته "في الملعب" وليس خارجه بأنه هو نجم الفريق الأول، ولا بأس حتى بأن يتراجع عن صدارة نجومية الفريق ويساهم في الصورة الأكبر، ولكن لن يكون لمصلحته أن يتعثر الفريق بحضوره، أو أن يعود لسكة الانتصارات بدونه.

    في "زا أوفرلاب"، لخص النجوم أيان رايت، روي كين، وبول سكولز موقف صلاح الحالي بمثالية، إذ سألهم جاري نيفيل إذا كان قد حان الوقت لإخراج صلاح من تشكيل ليفربول، ليرد رايت بأن صلاح لا يمكن إخراجه، ولكن، وصف نجم آرسنال السابق صلاح بالمسافر في فريق ليفربول الحالي بسبب التغيير الخططي، بينما سكولز أشار إلى نقطة أخرى حساسة وهي أن صلاح كثيرًا ما سجل أهدافًا "قبيحة" ولكن لم يهتم أحد لأن الفريق كان يفوز، ولكن الآن تغير الوضع، ليصفه أسطورة مانشستر يونايتد بأنه حاليًا "أسوأ أفضل لاعب في العالم"، توصيف مثالي لحالة صلاح مع ليفربول في 2025-2026، ولمرحلة قد تكون فوضوية ولكن ضرورية من أجل أن يتقبل صلاح فكرة بأن زمن كونه رقم 1 في ليفربول قد شارف على الانتهاء، وحان وقت ترك أو مشاركة شباك النجومية في "أنفيلد" مع البقية.

0