سعي ليفربول إلى تمديد عقد صلاح لمدة قصيرة والمماطلة معه ومع بقية المخضرمين في مد العقود يوضح أن النادي بدأ بالفعل منذ شهور في التحضير للحقبة الجديدة، التعاقد مع جورجي ماماردشفيلي تمهيد لما هو قادم بعد أليسون، وضم جيوفاني ليوني والتحركات الحثيثة الصيف الماضي لضم مارك جيهي كانت من أجل التمهيد لمستقبل دون فان دايك، ولكن في الهجوم يبدو أن الاستراتيجية كانت مختلفة.
ضم الفريق مهاجمين وصانع ألعاب بمبالغ ضخمة تخطت 300 مليون يورو، استثمار ليس فقط من أجل الموسم الحالي ولكن تمهيد لمرحلة يعي الفريق فيها أن سيكون عليه التعايش مع تغيير عدم وجود نجمه الأساسي وهدافه ومموله الرئيسي على مدار 7 سنوات ماضية، وهي خطوة انتقالية لن تحدث بين يوم وليلة بالتأكيد ولن تكون سهلة، والدليل ما يحدث في الوقت الراهن، ولكن السؤال هل سلوت الرجل المناسب لتطبيقها؟
بعد 3 شهور تقريبًا من الموسم الحالي لا يقنع ليفربول وهناك تخبط واضح، والصورة الأوضح في هذا التخبط يجسدها موقف صلاح من حيث تراجع المستوى وفقدان أهمية دوره دون إيجاد بديل، وهو ما يتحمله المدير الفني الهولندي، وسيكون مطالبًا بإيجاد الحل له سريعًا لإنقاذ الموسم، والاستمرار في عملية الإحلال والتبديل التي بدأها النادي.
التحول الخططي من 4-3-3 لخطة تناسب الفريق أكثر مثل 4-4-2 أو 4-3-1-2 حان وقتها وبدأ بالفعل ضد فرانكفورت، وجود رأسي حربة مميزين وصانع ألعاب عامل مهم، ولا يعني ذلك انعدام دور صلاح في الطريقتين، صلاح يمكنه أن يكون مهاجم ثان بجوار إيزاك أو إيكيتيكي بحيث يملك حرية الحركة للطرف وترك العمق لزميله، تمركز سيعطي حرية أكثر لفيرتس أو فريمبونج للتواجد على الطرف بأريحية.
نقطة أخرى مهمة لا يجب أن تسقط من الحسبان أن صلاح سيغادر في يناير لخوض غمام أمم إفريقيا، نقطة فكر فيها ليفربول وسلوت بالتأكيد منذ الصيف الماضي وخططوا لها، والدليل الاعتراف بأن أحد أسباب ضم فريمبونج كان لتعويض النجم المصري خلال تلك الفترة، والتحول الخططي الذي نشهده الآن قد يكون حلًا آخر قصير المدى ليناير، وفي نفس الوقت تجربة لخطط ما بعد صلاح الموسم المقبل أو الذي يليه إذا استمر لنهاية عقده.