Salah GFXGoal AR

لعبة اللوم داخل ليفربول.. تريكة يتهم المفتش سلوت وصلاح مطالب بالابتعاد!

لم تعد مجرد أزمة نتائج، الهزيمة الرابعة على التوالي، والسقوط الأخير على أرض آنفيلد أمام الغريم الأزلي مانشستر يونايتد (2-1)، لم تكن مجرد 3 نقاط ضائعة، لقد كانت إعلانًا رسميًا ببدء لعبة اللوم داخل قلعة الريدز. 

مع إنفاق ما يزيد عن نصف مليار دولار في الصيف وفريق يترنح في المركز الرابع، بدأت الخناجر تُشهر في العلن، لم يعد السؤال كيف سيتعافى ليفربول؟، بل أصبح من المسؤول عن هذا الانهيار؟

  • FBL-ENG-PR-LIVERPOOL-MAN UTDAFP

    لعبة اللوم

    في الساعات الـ 24 الماضية، قدمت أساطير النادي والكرة إجابات متناقضة تمامًا، حولت الأزمة من نقاش فني إلى انقسام كارثي في الآراء، ليتحول الموقف كأنه لعبة لوم كبيرة.

    في الزاوية الإنجليزية، يطالب جيمي كاراجر، أسطورة دفاع الريدز، بالتضحية بالملك محمد صلاح بشكل أو بآخر، وفي الزاوية المقابلة، يصرخ محمد أبوتريكة، أسطورة الكرة المصرية، بأن المشكلة ليست في النجم، بل في المدرب الذي وصفه بالمفتش كرومبو.

  • إعلان
  • liverpool-arne-slot(C)Getty Images

    المفتش سلوت.. أبوتريكة يحدد المتهم الرئيسي

    بالنسبة لمحمد أبوتريكة، الذي كان يحلل السقوط أمام اليونايتد ليلة الأحد، فإن البحث عن كبش فداء في محمد صلاح هو تضليل للعدالة، فالماجيكو المصري وجه مدفعيته بالكامل نحو الرجل الأول في الجهاز الفني، الهولندي آرني سلوت.

    في هجوم ناري، وصف أبوتريكة المدرب سلوت بالمفتش كرومبو، في إشارة ساخرة إلى شخصية كرتونية شهيرة لمفتش تائه لا يفهم ما يدور حوله. يرى أبوتريكة أن ليفربول بـ 15 نقطة هو كثير على فريق بهذا الأداء الباهت، وأن سلوت هو المسؤول الأول عن ضياع هوية الفريق الذي بناه يورجن كلوب.

    لم ينكر أبوتريكة تراجع مستوى صلاح، بل اعترف صراحة بأن النجم المصري يعاني من مشكلة في اللمسة الأولى ويبدو متأثرًا بالانتقادات.

    لكن هنا يكمن الفارق في التحليل، أبوتريكة يرى هبوط صلاح نتيجة وليس سببًا، إنه نتيجة لوجوده في منظومة فاشلة يقودها مدرب لا يستطيع إخراج أفضل ما لديه.

    الرسالة كانت واضحة: لا تلوموا الضحية، المشكلة في المفتش الذي يدير مسرح الجريمة وهو لا يدري أين البداية من النهاية.

    ولم يتوقف أبوتريكة عند هذا الحد، بل وجه لومًا مباشرًا للجماهير وبعض المحللين، واصفًا إياهم بأصحاب ذاكرة السمكة، الذين نسوا سنوات من حمل فيها صلاح الفريق على كتفيه، وكانت نصيحته لصلاح أن يترك الحديث ويركز في الملعب، لأنه لا يزال النجم الأول.

  • Liverpool v Manchester United - Premier LeagueGetty Images Sport

    صلاح مطالب بالابتعاد.. كاراجر يطالب بالمستحيل

    على النقيض تمامًا، جاءت رصاصات جيمي كاراجر صباح الاثنين عبر سكاي سبورتس، أسطورة آنفيلد لم ينظر إلى دكة البدلاء، بل نظر مباشرة إلى النجم الأول، محمد صلاح، باعتباره جزءًا أصيلًا من المشكلة.

    تصريحات كاراجر لم تكن عاطفية، بل كانت جراحية وتكتيكية ببرود، بعد 7 مباريات متتالية لصلاح بدون هدف (باستثناء ركلات الجزاء)، وإهداره فرصة محققة أمام اليونايتد، يرى كاراجر أن صلاح لم يعد لاعبًا لا يُمس.

    الشيء القاتل في تصريح كاراجر هو التفرقة بين آنفيلد و خارج آنفيلد، قال كاراجر: لا أعتقد أن صلاح يجب أن يبدأ في المباراتين القادمتين (خارج الأرض).

    لماذا؟ لأن صلاح في مستواه الحالي، حسب كاراجر، لا يقدم المساعدة الدفاعية الكافية للظهير الأيمن في المباريات الصعبة خارج ملعبه، إنه يطالب بـ إزاحة صلاح من التشكيل الأساسي في هذه المباريات، والتضحية به تكتيكيًا.

    لم يأتِ كلام كاراجر من فراغ، إنه ينظر إلى النصف مليار دولار التي هزت خزائن النادي، هو يرى المستقبل في ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز، قالها صراحة: "يجب أن يكون البناء حول إيزاك وفيرتز بسبب الأموال التي دُفعت وأعمارهم مقارنة بصلاح".

    هنا، صلاح لم يعد الملك المصري، بل أصبح اللاعب صاحب الـ 33 عامًا الذي يقف في طريق المشروع الجديد، وكاراجر يطالب بالابتعاد عن الماضي والبدء الفوري في المستقبل، حتى لو كان الثمن هو جلوس الأسطورة احتياطيًا.

  • Salah Slot Isakkooora

    بيت القصيد: مثلث الانهيار.. ومن سيدفع الثمن؟

    نحن الآن أمام مثلث انهيار متكامل الأضلاع في ليفربول:

    المدرب التائه (سلوت): الذي يواجه اتهامات بالضعف التكتيكي (تهمة أبوتريكة).

    النجم المنهك (صلاح): الذي يواجه اتهامات بانتهاء صلاحيته التكتيكية (تهمة كاراجر).

    الجماهير فاقدة الصبر: التي بدأت تفقد الثقة في الجميع.

    لعبة اللوم قد بدأت، والانقسام بين تحليل أبو تريكة العاطفي والمدافع عن النجم وتحليل كاراجر الواقعي والمطالب بالتغيير يكشف حجم الكارثة.

    السؤال لم يعد من المخطئ، بل من سيدفع الثمن أولاً؟ هل سيستجيب آرني سلوت المفتش لضغوط كاراجر ويضحي بصلاح لإنقاذ موسمه وربما منصبه؟ أم أن صلاح سيعود في فرانكفورت وبرينتفورد ليثبت أن الملك لا يموت، وأن المفتش هو من يجب أن يرحل؟

    الأيام القادمة لن تكون مجرد مباريات كرة قدم، بل ستكون ساحة لتنفيذ الحكم في لعبة اللوم التي تشتعل في آنفيلد.