لن نتحدث عن شخصية البطل التي التصقت بريال مدريد وغيرها من الفرق، بل عامل آخر وهو الخوف الذي تشعر به الفرق عندما تلعب ضد الريدز، وشعورهم بأن الضربة القاضية قادمة لا محالة مهما كانت المحاولات لتجنبها.
دعنا نتخيل أنك تسكن في منطقة ما، وخرجت شائعات عن وجود شبح "عفريت" يظهر لأهالي الشارع الذي يتواجد به منزلك، وأنت لا تؤمن من الأساس بتلك الأشياء.
أحدهم خرج لأهالي المنطقة قائلا:"احذروا، هناك شبح يظهر في كل بيت من منازل الشارع يوميًا على الترتيب في تمام الساعة الثانية عشر ليلًا".
أمس كان موعد المنزل السابق لك، واليوم جاء الدور على بيتك، ألن تشعر بالفضول للنظر في ساعتك عندما تقترب الساعة من الثانية عشر حتى ولو على سبيل العلم بالشيء؟
لا تخدع نفسك، ستنظر رغم عدم بإيمانك بالأمر، حتى وإن كان هدفك هو إثبات خطأ هذه الادعاءات.
ماذا لو سمعت أصواتًا داخل منزلك في هذا التوقيت؟ أثاث يتحرك أو رياح شديدة وأشياء تسقط على الأرض؟ صدقني، ستشعر بالخوف ولو للحظات عابرة.
دعنا نتخيل أن منازل المنطقة هي الفرق التي تلعب ضد ليفربول، وعندما يأتي موعد اللعب ضد الريدز وتشير الدقيقة إلى الرقم ٩٠، تظهر لحظات الخوف والترقب من العفريت الذي يحذر منه الجميع "هدف اللحظات الأخيرة".
الرياح أو تلك الأصوات المفزعة، قد تأتي على هيئة محمد صلاح وهو يحاول المراوغة من الناحية اليمنى ويدخل إلى عمق الملعب للتسديد على طريقته المفضلة، أو كرة طويلة في منطقة جزاء الخصم من فيرجيل فان دايك، أو ضربة ثابتة وربما ركنية، وغيرها من مشاهد توحي باقتراب التسجيل، التي ربما تربك الحراس والمدافعين لاعتقادهم بأن اللحظة قد حانت ولا يمكن إيقافها.
تخيل أنك حارسًا لضحية من ضحايا ليفربول، وصلاح يستلم الكرة ويدخل إلى العمق مراوغًا زميلك ويسددها بنفس الطريقة التي سجل بها عشرات الأهداف، هذا المشهد قد يدفعك للتعامل مع الهدف كأمر واقع بشكل لا إرادي، لتميز الدولي المصري في هذا الأمر، وكذلك بسبب عادة الريدز بالتسجيل في هذا الوقت.
إذن، تكرار نفس الأمر وتحوله إلى ظاهرة، جعل الفرق تسيطر عليها فكرة حدوثها معهم، مما يؤثر بشكل ملحوظ على تماسكهم الدفاعي وتعاملهم مع هجمات ليفربول، وهو ما ظهر جليًا في لقطة الهدف الثالث لريو نجوموها في اللحظات الأخيرة من مواجهة نيوكاسل يونايتد، حيث ظهر دفاع الماكبايس مكشوفًا في لحظة نادرة ولم نشاهدها كثيرًا خلال المباراة.
للتحقق من الأمر، يمكن الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي في أي مباراة يتأخر فيها ليفربول عن تحقيق هدفه ونقترب من الدقيقة ٩٠، وستجد أن الأغلبية تسأل نفس السؤال:" متى يسجلون؟".
هذا ما يحدث بين الجماهير، فما بالك بمن في الملعب ويعيش الحدث على أرض الواقع أمام ليفربول؟
لست مقتنعا؟ إذن دعنا نلجأ إلى أهم عظماء تلك اللحظات، السير أليكس فيرجسون صاحب الماركة المسجلة باسمه "فيرجي تايم".