Federico Chiesa GOAL ONLYGOAL AR

ليفربول فخور بك .. فيديريكو كييزا "الهارب" في زمن لم يعد به الدار أمان!

كما هو حاله منذ أغسطس 2024؛ يأبى الجدل أن يترك الجناح الإيطالي فيديريكو كييزا خلال مسيرته مع ليفربول .. فإن لم يكن الأمر يتعلق بمستقبله مع الريدز وبقائه من رحيله، فهو يخص مصيره مع الأتزوري..

للمعسكر الثاني على التوالي، يغيب صاحب الـ27 عامًا عن معسكر المنتخب الإيطالي، فبعد استبعاده من توقف سبتمبر الماضي، ها هو يُستبعد كذلك في أكتوبر الجاري.

جينارو جاتوزو؛ المدير الفني لإيطاليا، لم يتهرب من السؤال عن لاعبه الذي كان يضمه حتى في فتراته تهميشه في ليفربول، حيث كرر في مؤتمره الصحفي اليوم الثلاثاء ما قاله في التوقف الدولي بسبتمبر الماضي: "كييزا طلب عدم ضمه، كان صريحًا في حديثه معي، هو يشعر بأنه ليس جاهزًا من الناحية البدنية للانضمام للمنتخب حاليًا، يريد استعادة جاهزيته بنسبة 100% أولًا".

وأضاف: "كييزا يعلم تمامًا ما يمثله بالنسبة لي، لكن أنا كمدرب عليّ أن أحترم رأي اللاعب".

حديث عقلاني من المدرب الإيطالي، لكن ما حدث في الماضي يقول إن شيئًا ما يدور في رأس كييزا بخلاف الجاهزية البدنية، يدفعه لرفض المشاركة في المعسكرات الدولية منذ بداية الموسم الجاري..

  • FBL-ENG-PR-LIVERPOOL-BOURNEMOUTHAFP

    بعد رفض مغادرة ليفربول في الصيف .. ها هو يغامر بحلمه!

    في الميركاتو الصيفي الأخير 2025، تحدثت تقارير صحفية كثيرة عن تلقي كييزا عدة عروض للرحيل عن الريدز سواء من إيطاليا أو خارجها.

    وذات التقارير كانت تؤكد أن مسؤولي ليفربول ليس لديهم أي مانع في إطلاق سراح الإيطالي، بشرط وصول العرض المناسب.

    لكن ماذا عن رأي كييزا نفسه؟؛ بحسب التقارير الصحفية فإنه تمسك باستكمال مسيرته مع النادي الإنجليزي، خوفًا من الانتقال لنادٍ أقل أو دوري مختلف، ومن ثم المرور بفترة عدم استقرار قبل عام كأس العالم 2026 وفقدان فرصته في تمثيل بلاده حال نجاح مهمة التأهل لنهائيات الحدث العالمي.

    والآن الأتزوري وصل للمراحل النهائية من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يلتقي بإستونيا وإسرائيل في أكتوبر الجاري، والختام في نوفمبر المقبل بمواجهتي مولدوفا والنرويج، في وقت حصد به تسع نقطة من أربع مباريات مضت، متأخرًا بفارق ست نقاط عن منتخب النرويج "متصدر المجموعة التاسعة"، ما يعني صعوبة مهمة التأهل المباشرة للإيطاليين إلى نهائيات المونديال..

    إذًا .. كيف لكييزا الآن أن يركل فرصة تمثيل بلاده في مرحلة مهمة من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال؟

  • إعلان
  • Switzerland v Italy: Round of 16 - UEFA EURO 2024Getty Images Sport

    خانة "الهاربين"!

    لطالما شاهدنا لاعبين يفضلون أنديتهم على تمثيل المنتخبات الوطنية، مهما كانت الحاجة إليهم، هؤلاء مبررهم غالبًا: "أريد توفيق أوضاعي مع النادي، وخطوة المنتخب من الممكن تأجيلها، فإن لم أكن جيدًا مع فريقي، سأخسر التمثيل الدولي طوال مسيرتي".

    هذا ربما أحد الأمور التي تدور في رأس كييزا الآن، مع بشائر في بداية الموسم الجاري عن إمكانية الحصول على فرصة أكبر مع الريدز من تلك التي تحصل عليها الموسم الماضي.

    الإيطالي بالفعل شارك الموسم الجاري في ست مباريات بمختلف البطولات (خاض 14 مباراة فقط طوال الموسم الماضي)، سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما، وسط تفاعل إيجابي من مدربه آرني سلوت مع ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر.

    وعلاوة على ذلك، خدمت الظروف كييزا، فبعد صدمة استبعاده من قائمة ليفربول بدوري أبطال أوروبا 2025-2026، أتت إصابة زميله جيوفاني ليوني بقطع في الرباط الصليبي، لتدفع سلوت إلى ضمه للقائمة القارية.

    ورغم قلة دقائق مشاركته إلا أن كل شيء من حوله من تصريحات سلوت للتعامل معه في التدريبات والمباريات، يؤكد أن ثمة شيء مختلف في الموسم الجاري في انتظاره .. ومن هنا ربما يكون قراره بالتضحية بالتمثيل الدولي مؤقتًا في الوقت الحالي، حتى وإن كان سيتم وصمه بـ"الهارب" في مرحلة مهمة وحرجة بالنسبة للمنتخب الإيطالي الغائب عن المونديال منذ نسخة 2018.

  • الدار ليس أمان!

    وبينما يصارع كييزا الظروف لفرض نفسه في تشكيل الريدز بالموسم الجاري، تدق أجراس الإنذار من حوله في كل توقف دولي..

    الحديث هنا عن كثرة إصابات اللاعبين في التوقفات الدولية الأخيرة بالتزامن مع ضغط المباريات والمسابقات، الذي ندد به الكثير من النجوم في الموسم الماضي، وسط تجاهل تام من الاتحاد الدولي "فيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا" لصرخاتهم.

    نجوم كُثر دفعوا فاتورة هذا الضغط رغم أننا لا نزال في بداية الموسم الجاري ولم تشتد المنافسات بعد، على رأسهم عثمان ديمبيلي، لامين يامال وغيرهما.

    هذا يُشعر بعض اللاعبين بأن "الدار لم يعد أمان"، وقياسًا على وضع كييزا، لا مجال لأي إصابة في الوقت الحالي تبعده خطوات عن أنظار سلوت.

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-ITA-ESTAFP

    الاستغلال الأمثل لعلاقته بجاتوزو

    عادةً اعتذار أي لاعب عن عدم الانضمام لمعسكر منتخب بلاده، خاصةً في مهمة رسمية كالتصفيات المؤهلة لكأس العالم، يُحدث شرخًا ما في العلاقة بينه وبين الجهاز الفني.

    لكن العلاقة بين كييزا وجاتوزو مختلفة .. يظهر هذا من تصريحات المدير الفني للمنتخب الإيطالي، الذي أكد للصحفيين أن قرار الاعتذار لم يكن فرديًا من قبل لاعب ليفربول، إنما باتفاق ثنائي بينهما، مشددًا على قيمة صاحب الـ27 عامًا في نظره.

    جاتوزو في الأساس لم يتخل عن كييزا قط منذ انتقاله لليفربول رغم الانتقادات والتهميش الذي عانى منه، فلم يغب عن أي معسكر دولي طالما كان سليمًا بدنيًا وكان يشارك في المباريات الدولية بشكل أساسي، إلى أن طلب هو بنفسه عدم الانضمام في سبتمبر وأكتوبر 2025، بداعي "عدم الجاهزية البدنية"!

    ولطالما دافع المدرب الوطني عن لاعبه في مختلف المؤتمرات الصحفية، داعمًا لقراره سواء بالاستمرار مع ليفربول أو بالرحيل لأي نادٍ آخر، وإن كان قد نصحه في مرة بالبحث عن فرصة مشاركة أكبر في نادٍ مختلف.

    تلك العلاقة يستغلها كييزا بالشكل الأمثل في الوقت الحالي، لخدمة مصالحه في النادي الإنجليزي، لكن عليه ألا يأمن انتهاء صبر جاتوزو تجاهه!