دعونا نمزق نصوص المؤتمرات الصحفية المعلبة، ونلقي بقواعد الحياد المصطنع في أقرب سلة مهملات.
ما حدث بعد موقعة ليدز يونايتد لم يكن مجرد تصريح ناري عابر؛ كانت صرخة قهر هزت أركان كل من يفهم لغة كرة القدم، وضربت وتراً حساساً لديّ كاتب هذا المقال شخصياً قبل أي مشجع آخر.
لماذا؟ لأن كلمات محمد صلاح هذه المرة لم تكن مجرد رد فعل؛ بل كانت مرآة عكست شريط ذكريات طويل لكاتب هذه السطور.
لقد تزامنت سنواتي الأولى المتعثرة في بلاط صاحبة الجلالة مع البرعمة الأولى لموهبة صلاح محلياً، وكبر قلمي بينما كان هو يلتهم العالم خطوة بخطوة.
نعم، لقد انتقدته بقسوة في مواقف سابقة، واختلفنا – كصحافة وجمهور – مع بعض قراراته، ولم نكن دائماً في صفه ولكن، عندما يخرج الرجل الذي انتشل ليفربول من سرداب النسيان ليقول بصوت مختنق: "النادي رماني تحت الحافلة!"، فهنا يجب أن يسقط قلم النقد، وننحني احتراماً للوجع الصادق.
هذه الكلمات ليست رأي المؤسسة التي أكتب فيها، ولا تحليلاً بارداً للأرقام؛ إنها شهادة شاهد عيان على رحلة صعود أسطورية، يراها اليوم تتعرض لمحاولة اغتيال معنوي دنيئة.









