Arne Slot Liverpool HIC 2-1GOAL

أبو تريكة لم يكذب واسألوا كلوب .. الدوري الإنجليزي ليس محسومًا لليفربول و"المهر" قد يقلب الطاولة!

مع بداية الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي، انبهر الجميع بالمستويات المميزة التي قدمها ليفربول تحت قيادة مدربه الجديد آرني سلوت، إلا بعض القلائل كان أبرزهم محمد أبو تريكة!

المحلل في شبكة "بي إن سبورتس" ونجم الأهلي ومصر السابق، قال إنه لن ينخدع في النتائج الإيجابية للهولندي مع الريدز في أول 7 جولات، وأنه لن يستبدل "الاستاكوزا" التي كان يقدمها يورجن كلوب بـ"الفول والطعمية" مع سلوت.

مرت الأسابيع، وأصبحنا في آخر شهر يناير، ونستعد لخوض الرابعة والعشرين من البريميرليج، وليفربول لا يزال في المقدمة، لتكون كل المؤشرات أن تريكة ظلم الريدز ولم يكن حكمه صائبًا على الفريق.

الريدز في المركز الأول بـ53 نقطة بفارق 6 نقاط عن آرسنال المتخبط، ولديه مباراة مؤجلة مع إيفرتون، بينما نجد الوحش الأكثر رعبًا في المسابقة "مانشستر سيتي" يترنح في المركز الرابع بـ41 نقطة.

في الظاهر يبدو أن تريكة سيكون عليه الاعتذار للجميع، ولكن من الباطن يبدو أن العكس قد يكون صحيح!

  • FBL-ENG-PR-LIVERPOOL-MAN CITYAFP

    الماضي لا يكذب

    لو أردنا إثبات أن صدارة الدوري الإنجليزي في شهر يناير "حتى لو بـ6 نقاط" لا تعني أي شيء، فنحن لسنا بحاجة إلى استرجاع تاريخ الريدز في البطولة بالكامل لإثبات ذلك.

    نحن بحاجة فقط إلى تذكر ما حدث الموسم الماضي، مع يورجن كلوب بنفس الفريق باستثناء الإضافة الوحيدة "فيديريكو كييزا" الذي لا يلعب، عندما كان الفريق صاحب الحظوظ الأقوى للفوز باللقب في أغلب الفترات.

    ليفربول كان متصدرًا حتى الجولة 27 من البريميرليج بفارق نقطة عن مانشستر سيتي ونقطتين عن آرسنال، لنجد بعدها أن المدفعجية أصبحوا في الصدارة ومن بعدهم سيتي، بينما خرج الريدز بشكل تدريجي بعد تراجع النتائج.

    الأمر لم يتوقف عند ذلك، صدارة المدفعجية لم تدم طويلا مع المدرب ميكيل أرتيتا، بل عاد سيتي من بعيد "بعدما توقع الجميع أنه خرج من السباق" ليُحقق اللقب للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق.

    لذلك الصدارة الحالية مهمة وتثبت عمل آرني سلوت الجيد في أول موسم له، لكنها ليست حاسمة، ولا تعني أن الفريق ليس أمامه الكثير من العمل للاستمرار في هذه المكانة، لأن الريدز تذوقوا هذا السيناريو المؤلم مع كلوب الموسم الماضي!

  • إعلان
  • slot(C)Getty Images

    غياب التدعيمات

    بعد عدة محاولات في الصيف، فشل ليفربول في التعاقد مع لاعب وسط مدافع، عقب تراجع مارتين زوبيميندي عن قراره بالانتقال للريدز ليبقى مع ريال سوسييداد لموسم آخر.

    الريدز لم يقم بأي تعاقدات بعد هذه الضربة سوى بضم فيديريكو كييزا الذي يكافح للعب أي دقائق في البريميرليج، وكذلك الحارس الجورجي جيورجي مامارداشفيلي، وهو لاعب آخر لن ينضم قبل الموسم القادم.

    وفي سوق الانتقالات الشتوي الحالي، لم يرتبط ليفربول سوى بخفيتشا كفارتسخيليا قبل توقيعه لباريس سان جيرمان، وسط حالة من التعجب من جماهير الريدز، لماذا لم يقم النادي بالتدعيم لمساعدة سلوت على مواصلة إنجازه ولزيادة حظوظه محليًا وأوروبيًا؟

    الفريق به العديد من النواقص، أبرزها قلب دفاع آخر، ولاعب وسط مدافع رغم المستويات الجيدة لريان جرافنبيرخ، أو عنصر آخر في خط الوسط متعدد الاستخدامات لمساعدة الفريق.

    ومن الناحية الهجومية تبدو الأمور على ما يُرام بسبب تألق صلاح الذي سجل 23 هدفًا وصنع 17 مع ليفربول بكل البطولات حتى الآن، وكذلك المتألقان لويس دياز وكودي جاكبو، ولكن ماذا لو أصيب أحدهم وبالأخص صلاح؟

    ما حدث مع آرسنال بخسارة بوكايو ساكا لو تكرر مع ليفربول، سيتأثر الريدز كثيرًا في خط الهجوم، لأن كل شيء تقريبًا يبدأ أو ينتهي من عند صلاح، لذلك كان على النادي إضافة عنصر آخر في خط الهجوم.

    ليفربول يمر بسلسلة جيدة من الانتصارات، ولكنه في العديد من الأحيان لا يظهر بالمستوى المطلوب ولا الشراسة الكافية، ويكتفي بالمهارة الفردية لصلاح ودياز وجاكبو، ولكن ماذا لو توقف صلاح عن التهديف؟ وقتها ستحدث الأزمة وسيكون الاختبار الحقيقي للفريق.

    ربما كان السيناريو الأفضل هو بيع داروين نونيز والموافقة على عرض الهلال المزعوم لضمه، وإضافة لاعب آخر أفضل وأكثر فاعلية مثل فيكتور جيوكيريس أو فيكتور أوسيمين أو أي مهاجم كبير، ولكن هذه ليست إمكانية واردة الحدوث كثيرًا الآن مع تبقي 3 أيام فقط على انتهاء السوق الشتوي!

    استمرار التكهنات حول مستقبل فيرجيل فان دايك ومحمد صلاح وترنت آرنولد، وعدم تجديد عقودهم التي تنتهي في الصيف القادم، قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار ربما تؤثر على حالة الفريق عمومًا، لذلك على الإدارة مساعدة سلوت أكثر من ذلك.

  • liverpool Getty Images

    الجدول ليس سهلًا

    الريدز لديهم العديد من المباريات الصعبة على مستوى الدوري في الأسابيع القادمة، وعلى رأسها الاختبار الشاق خارج ملعبه أمام بورنموث غدًا، السبت، وهي المواجهة التي قد يسقط فيها الفريق مثلما حدث مع باقي الكبار.

    فريق المدرب أندوني إيراولا أصبح متخصصًا في إسقاط كبار البريميرليج، حيث تغلب على آرسنال بثنائية نظيفة وفاز على مانشستر سيتي 2/1، وقهر توتنهام بهدف دون رد وأسقط مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة.

    وبعدها سيخرج الفريق لملاقاة توتنهام في إياب نصف نهائي كأس الرابطة، ثم بليموث أرجايل في كأس الاتحاد، ومباراة أخرى صعبة في ديربي الميرسيسايد أمام إيفرتون على ملعب التوفيز في الدوري، بواقع مباراة كل 3 أيام، وهو ما يضع الكثير من الضغوط على كلوب ورجاله.

    ويلعب ليفربول في 16 فبراير ضد وولفرهامبتون، ثم مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد في 23 من نفس الشهر، نيوكاسل في أنفيلد في 26 فبراير، ثم ساوثامبتون وأستون فيلا وإيفرتون مرة أخرى.

    كلها مواجهات قد يفقد فيها ليفربول النقاط، ولكن ماذا عن باقي المنافسين؟ آرسنال يبدو الطرف الأقوى لو استبعدها نوتنجهام فورست وتشيلسي، كما يظهر اسم مانشستر سيتي أيضًا!

    الحديث عن تشيلسي بالتحديد سيُعيد اسم تريكة من جديد، لأن الجميع هاجمه كثيرًا عند استفاقه البلوز هذا الموسم، ولكن أين هم الآن عندا تراجع نادي "المليار" من جديد مع إنزو ماريسكا؟

  • Newcastle United v Manchester City - Premier LeagueGetty Images Sport

    لا تأمنوا لآرسنال .. ولا جوارديولا

    بعد منافسته لمانشستر سيتي على لقب الدوري في آخر موسمين، كان يعتقد الجميع أن 2025 هو "عام آرسنال" الذي سيحصل فيه على لقب الدوري للمرة الأولى منذ درع اللاهزيمة في 2004، ولكن ميكيل أرتيتا وفريقه وجد ليفربول يسرق كل شيء من أمامه!

    الفارق ليس بعيدًا 6 نقاط، يمكن لآرسنال تقليصهم لو دخل في سلسلة انتصارات متتالية مثلما فعل الموسم الماضي وكان قريبًا من حصد اللقب لولا تدخل مانشستر سيتي في اللحظات الأخيرة!

    اسم سيتي يظهر في كل مكان عندما يتعلق الأمر بخطف لقب البريميرليج، لما لا وهو البطل في آخر 4 نسخ بشكل متتالي، الأمر يبدو صعبًا لابتعاده عن الصدارة بـ12 نقطة كاملة، وسيكون بحاجة إلى معجزة.

    ولكن لا يمكننا أن نقول أن هناك ما هو مستحيلًا في كرة القدم خاصة مع بيب جوارديولا، مع الوضع في الاعتبار الصفقات التي أبرمها النادي في الميركاتو الشتوي بضم عمر مرموش وعبد القادر خوسانوف وفيتور ريس، مع توقعات بضم لاعب أو اثنين قبل إغلاق السوق.

    ولو أردنا التحدث بشكل أكثر واقعية، سنجد أن آرسنال هو المرشح الأقوى لإزاحة الريدز، ولكن هذا مشروط بتدعيم الفريق لأن المدفعجية يعانون على الصعيد الهجومي بإصابة جابرييل جيسوس وبوكايو ساكا، مع تراجع مستوى رحيم ستيرلينج وكاي هافيرتس ولياندرو تروسار وجابرييل مارتينيلي.

    أي صفقة هجومية لآرسنال ستكون بمثابة "مهر الدوري" لأن ليفربول لم يتم الضغط عليه بالشكل الكافي حتى الآن، بسبب كمية النقاط المُهدرة للمدفعجية، ولم يتعرض للضغط الكافي من أرتيتا ورفاقه، ولو حدث ذلك قريبًا ربما نجد أن تريكة كان صادقًا ولم يتحامل على الريدز!