مرَّ أكثر من أسبوع على الكلاسيكو المُثير للجدل الذي انتهى بمُشادة قوية بين لاعبي ناديي برشلونة وريال مدريد، وتحديدًا بين نجم برشلونة الشاب لامين يامال وقائد ريال مدريد داني كارباخال، في أعقاب تصريحات سابقة للاعب برشلونة في فعاليات "دوري الملوك". هذه المُشادة أثارت تكهنات واسعة حول احتمال تأثيرها سلبًا على الأجواء داخل مُعسكر المنتخب الإسباني، الذي يضم اللاعبين معًا. وفي خِضم الترقب لإعلان قائمة المنتخب لتصفيات كأس العالم، خرج لويس دي لا فوينتي، مُدرب اللاروخا، ليحسم الأمر تمامًا مُنكرًا وجود أي خلاف شخصي بين اللاعبين.
Getty Images Sportتفاصيل الأزمة
لامين يامال أثار الجدل بشكل واسع قبل المباراة، حيث قال في إحدى المقابلات إن ريال مدريد "يسرق ويشتكي"، مما تسبب في غضب عارم ضده بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وإطلاق صافرات الاستهجان عليه كلما استلم الكرة في الكلاسيكو.
فور إطلاق الحكم سوتو جرادو صافرة نهاية المباراة، دخل كارباخال في اشتباك مع النجم الشاب لامين يامال بسبب تصريحات الأخير، التي ألمح فيها إلى أن "ريال مدريد يسرق النتائج".
وانتشرت بعدها أقاويل حول توعد يامال بكارباخال للدخول في مشادة جسدية قائلًا له:"سأراك في نفق الملعب".
دي لافوينتي يتدخل
ومع اقتراب موعد إعلان قائمة المنتخب الإسباني لمواجهتي جورجيا وتركيا في ختام التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، ازدادت التساؤلات حول ما إذا كان دي لا فوينتي سيضطر للتعامل مع أجواء متوترة بين نجومه. المدرب الإسباني كان يعلم أن السؤال حول علاقة كارباخال ولامين سيلاحقه خلال المؤتمر الصحفي المنتظر، لذلك اختار أن يستبق العاصفة بتصريحات توضيحية هادئة خلال ظهوره في بودكاست “ريزونانسيا دي كوراثون” الذي يقدمه الإعلامي خوسيه رامون دي لا مورينا، وقال: "لم يكن هناك أبدًا أي حادث، أي سُلوك غريب من أي شخص، الشعور هو شعور عائلة، شعور بالوحدة، بتقديم المصلحة المُشتركة على المصلحة الفردية. وهذا يُعبِّر كثيرًا عن هذه المجموعة من لاعبي كرة القدم".
المصلحة العامة هي الأولوية
رفض لويس دي لا فوينتي القلق من تأثير هذه الواقعة على معنويات الفريق، مُستذكرًا اللحظات الإيجابية التي جمعت اللاعبين سابقًا. وعلَّق دي لا فوينتي على ذلك قائلًا: "سأتمسك بالصورة من بطولة أوروبا الأخيرة، عارضة لامين وهدف كارباخال، العناق الذي تشاركوه، تعابيرهما، هذا ما يحدث في المنتخب الوطني". وأكد المُدرب قناعته المطلقة بأن "المصلحة المُشتركة هي الأولوية هُنا". يُذكر أن داني كارباخال كان غائبًا عن قائمة المنتخب الأخيرة التي خاضت مُبارتي جورجيا وبلغاريا، التي تم الإعلان عنها يوم الجُمعة 3 أكتوبر 2025، بسبب الإصابة، بينما تم استدعاء لامين يامال. هذا الغياب أتاح الفرصة لـ ماركوس يورنتي لاعب أتلتيكو مدريد للعب في مركز الظهير الأيمن.
دور الناديين في احتواء الأزمة
عند سُؤال دي لا فوينتي عمَّا إذا كان قد اضطر للتدخل والوساطة بين اللاعبين، أجاب بوضوح أن الأمر يعود الآن إلى الناديين لتحمُّل المسؤولية. حيث صرَّح: "أعتقد أن الأمر يعود الآن إلى أنديتهم للتحدث؛ المسؤولون في أنديتهم هم المسؤولون. لقد تحدثت كثيرًا مع لامين، كما هو الحال مع داني كارباخال، كما هو الحال مع جميع اللاعبين"
ويُنتظر أن يُعلن دي لا فوينتي عن تشكيلة اللاروخا يوم الجُمعة القادم لمُبارتيه الأخيرتين في تصفيات كأس العالم ضد مُنتخبي جورجيا وتركيا. تجدر الإشارة إلى أن لامين يامال عاد إلى قائمة المنتخب في المُعسكر الذي أُقيم في أكتوبر 2025 لمُباراتي جورجيا وبلغاريا رغم تعافيه مُؤخرًا من الإصابة، وهو ما أثار جدلًا سابقًا مع هانز فليك، مُدرب برشلونة، إلا أن دي لا فوينتي أكد أن التواصل مُستمر مع الأندية لضمان جاهزية اللاعبين.
إصابة طويلة لكارباخال
تلقى ريال مدريد أنباء صادمة في أعقاب الفوز الثمين في مباراة الكلاسيكو، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن طبيعة الإصابة التي تعرض لها قائده المخضرم داني كارباخال.
وأكد النادي الملكي في بيان رسمي أن اللاعب سيخضع لتدخل جراحي دقيق في الركبة اليمنى، مما يمثل ضربة قوية للفريق الذي بدأ يستعيد توازنه تحت قيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو.
الإصابة الجديدة تنهي فرحة اللاعب القصيرة بالعودة إلى الملاعب، وتفتح بابًا واسعًا من التساؤلات حول مستقبل اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا، خاصة مع تاريخه الطويل والمقلق مع الإصابات، وهو ما يضع الجهاز الفني في موقف لا يحسد عليه في خضم موسم مزدحم بالتحديات الكبرى محليًا وقاريًا.