Mjällby ai GFXGoal AR

على خطى ليستر سيتي: يقوده مدير مدرسة وساعي بريد.. معجزة فريق قرية الصيادين في السويد على وشك أن تكتمل!

في عالم كرة القدم، تحدث المعجزات أحيانًا لتذكرنا لماذا نعشق هذه اللعبة، وقصة اليوم تأتي من السويد، حيث يعيد نادٍ مغمور كتابة التاريخ بأسلوب يذكرنا بملحمة ليستر سيتي الأسطورية في عام 2016. 

إنه نادي ميالبي، القادم من قرية صيادين صغيرة على شواطئ بحر البلطيق تتكون من 800 نسمة، والذي بات على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلم الفوز بلقب الدوري السويدي للمرة الأولى في تاريخه. 

بفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه وقبل 6 جولات فقط من النهاية، يقف هذا الفريق الصغير، الذي يدربه مدير مدرسة وكشافه ساعي بريد، متحديًا كل التوقعات والمنطق بميزانية متواضعة وروح قتالية لا مثيل لها. 

كيف يمكن لفريق بهذه الإمكانيات أن يهزم عمالقة السويد؟ وما هو السر وراء هذه القصة الخيالية؟ 

قصة النادي المذهلة دفعت وكالة "أسوشيتد برس" العالمية إلى تسليط الضوء عليهم في تقرير مطول، نستعرض لكم في السطور التالية أبرز ما جاء في هذا التقرير الذي يشرح سر هذه المعجزة الكروية. 

  • سر الفريق الذي لا يُقهر

    "اجعل المستحيل ممكنًا"، هذا هو أحد الشعارات التي تزين جدران نادي ميالبي السويدي الصغير، ويبدو أن هذا الشعار لم يعد مجرد كلمات، بل أصبح حقيقة ملموسة يعيشها الفريق يومًا بعد يوم، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة طوال الموسم، وهو في طريقه لتحقيق أكبر عدد من النقاط في تاريخ البطولة الممتد لـ 101 عام. 

    يقول رئيس النادي، ماغنوس إيميوس: "إذا تمكنا من الفوز بالدوري، فلا يمكنني تخيل أي إنجاز يقترب من رحلة ميالبي غير المتوقعة، هي قصة من العمل الجاد، والقرارات الجريئة القائمة على البيانات داخل وخارج الملعب، هنا لا يوجد استحواذ من قبل مستثمرين أثرياء، بل بلغت إيرادات النادي العام الماضي حوالي 9 ملايين دولار فقط"، وهو ما يقدّر إيميوس أنه لا يتجاوز ثُمْن ميزانية حامل اللقب مالمو، أكبر أندية السويد. 

    يقول مدير النادي، جاكوب لينارتسون: "إنها قصة خيالية، نتلقى هذا السؤال كثيرًا الآن: كيف تفعلون ذلك؟ من المهم أن نقول إننا لم نبدأ هذا العمل هذا العام فقط، بل كنا نعمل بجد لسنوات عديدة". 

  • إعلان
  • نقطة التحول والثورة التكتيكية

    تأسس النادي في عام 1939 ولم يفز بأي لقب كبير، جاءت نقطة التحول الكبرى في عام 2015 مع وصول إيميوس، رجل الأعمال الذي طبق منهجية تعلمها في عالم الأعمال، على حد قوله، وتم وضع خطط استراتيجية مع التزام بالاعتماد على المواهب المحلية.

    يقول إيميوس: "شعار آخر أؤمن به هو: يجب أن نكون الأفضل في الأشياء المجانية، يمكننا أن نمتلك روح فريق أفضل من ريال مدريد". 

    جاء الصعود المذهل في العامين الماضيين تحت قيادة المدرب أندرس تورشتنسون، الذي انضم إليه مساعد هو كارل ماريوس أكسوم، النرويجي الحاصل على درجة الدكتوراه في "الإدراك البصري في كرة القدم". 

    لاحظت الإدارة أن أكسوم ينشر أفكاره التكتيكية على وسائل التواصل الاجتماعي، وشعرت أنه الشخص المناسب للمساعدة في تحويل الفريق من عقلية دفاعية إلى فريق يلعب بأسلوب أكثر هجومية. 

    هذا المزيج أتى بثماره، هذا الموسم، يمتلك ميالبي أفضل سجل دفاعي (استقبل 17 هدفًا)، وثاني أقوى هجوم (سجل 44 هدفًا).

    يقول أكسوم: "ليس مفاجئًا أننا نلعب كرة قدم جيدة، لكن المفاجأة بالطبع هي أننا نتصدر الدوري، بالنسبة للجميع في القرية، إنهم يعيشون قصة خيالية لا يصدقونها". 

  • لا يشتري النجوم!

    وما يزيد من تفرد قصة ميالبي هو أن هذا النجاح لم يُبنَ على أكتاف نجم عالمي أو لاعبين بأسماء رنانة، بل على قوة المجموعة والروح القتالية للفريق ككل.

    ومع ذلك، بدأ هذا النظام المتواضع في لفت الأنظار وإنتاج مواهب على المستوى الدولي، فالمدافع أكسل نورين تلقى مؤخراً أول استدعاء له لمنتخب السويد، فيما يحمل زميله في الدفاع عبد الله إقبال شارة قيادة منتخب باكستان، وهذا يثبت أن فلسفة النادي لا تحقق النتائج فقط، بل تصنع اللاعبين أيضاً.

  • بيت القصيد.. هل يتحقق الحلم؟

    الفريق الوحيد الذي يمكنه واقعيًا إيقاف ميالبي هو هاماربي، الذي يتأخر بفارق ثماني نقاط.، يقول المشجع يوهان سيدربلاد، الذي يسافر 520 كيلومترًا لحضور مباريات الفريق: "كنت أحلم دائمًا بالتأهل لمشاهدة ميالبي في أوروبا، لكن الفوز بالدوري لم يخطر ببالي أبدًا". 

    لم يسبق لميالبي أن كان في هذا الموقف، وتشكيلتهم مليئة باللاعبين غير المعروفين الذين يحتاجون الآن للتعامل مع ضغط متزايد، وهم لا يعرفون معنى الضغط في الأساس، فهم يلعبون على ملعب متواضع للغاية بعدد محدود من المدرجات، لو سددت الكرة بقوة كافية وأنت تلعب عليه ستذهب إلى بحر البلطيق، لكن بالنسبة لمسؤولي النادي، فإن هذا النجاح لم يأتِ بالصدفة. 

    يختتم لينارتسون حديثه قائلًا: "لم نصل إلى هنا بسبب الحظ، لدينا إيمان، ولدينا أشخاص جيدون، لاعبون، ومدربون، وموظفون، أعتقد أننا متواضعون ولدينا هويتنا الخاصة، وهذه قوة عظيمة".