"لا يوجد بديل لرودري" .. كالفين فيليبس يوضح ثغرة مانشستر سيتي بدون لاعبه "الموقوف"

كان رودري، تحت الرادار لمانشستر سيتي وقد استغرق الأمر بعض الوقت ليقدر الناس أهميته الكبيرة للفريق وعلى الرغم من أنه يقدم كل شيء على أرض الملعب، إلا أنه متواضع خارج الملعب.

فعندما لعب في الدوري الإسباني لصالح فياريال، أكمل دراسته وحصل على شهادة في إدارة الأعمال وعاش في سكن الطلاب، وكان يقود سيارة ميني للتدريب.

لقد كانت لديه بداية قوية في مسيرته مع السيتي بعد انتقاله من أتلتيكو مدريد مقابل 62 مليون جنيه إسترليني في عام 2019، لكنه كافح من أجل التميز حقًا في فريق ملئ بالنجوم وتم استبعاده من الهزيمة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2021 أمام تشيلسي.

وسجل رودري، في الموسم التالي سبعة أهداف في الدوري الإنجليزي، بما في ذلك هدف التعادل الحاسم أمام أستون فيلا، وفي الموسم الماضي واصل التقدم في اللحظات الكبرى، حيث سجل هدفًا رائعًا في مرمى بايرن ميونخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وسجل هدف الفوز بنهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر.

هدفه في نهائي دوري الأبطال منح رودري، التقدير الذي يستحقه وقد حقق متوسط عدد لمسات أكثر من أي لاعب خط وسط آخر في الدوري الإنجليزي (103 في المباراة الواحدة)، وقام أيضًا بأكبر عدد من عمليات استرداد الكرة (18.5) لكل 1000 لمسة للخصم.

بالإضافة إلى سيطرته على اللعب من العمق، وكان له دور حاسم في خلق الفرص، حيث قام بأكبر عدد من التمريرات في الثلث الأخير (265) وحصل على ثالث أكبر عدد من التمريرات داخل منطقة الجزاء (260) وخامس أفضل معدل إتمام للتمريرات بنسبة 91%، وتميز بالقوة البدنية فحصل على المركز الثالث في المبارزات الجوية، بنسبة 68.5%.

فمزيج رودري من القدرات الفنية وبراعته البدنية جعله لاعب خط الوسط الأكثر مقاومة للضغط في الدوري في الموسمين الماضيين، وكان اللاعب الوحيد في مستواه في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا الموسم الماضي هو توني كروس لاعب ريال مدريد.

رغم امتلاك السيتي فريقًا مليئًا بالمواهب، خاصة في خط الوسط، لكن لا يوجد أحد في تشكيلة جوارديولا يمكنه أن يفعل ما يفعله رودري، وعندما لا يكون متاحًا، يعاني السيتي.

وشهد هذا العام 2023 خسارة السيتي أربع مباريات على مدار 90 دقيقة وهم كأس كاراباو أمام ساوثهامبتون ونيوكاسل، وهزيمتي الدوري أمام توتنهام وبرينتفورد، وبدأ رودري مباراة واحدة فقط من تلك المباريات، وفي موسم 2021-22، خسر السيتي تسع مباريات في جميع المسابقات وبدأ رودري أربعة منهم فقط.

وقال جاري نيفيل، إن غياب رودري المرتقب عن مانشستر سيتي أمام آرسنال، سيجعل المباراة قوية وحاسمة، وأن السيتي ليس لديه لاعب بديل لرودري.

وبمقارنة سجل رودري بسجل فيليبس، الذي يعتبر بديلًا له نظريًا، فقد بدأ اللاعب الدولي الإنجليزي خمس مباريات فقط منذ انضمامه إلى مانشستر عام 2022، وانتهت ثلاث منها بالهزيمة.

يبلغ عمر كل من فيليبس ورودري 27 عامًا، لكن مسيرتيهما المهنية متناقضة، فعلى الرغم من أن رودري بدأ مسيرته الاحترافية في الدرجة الثالثة لكرة القدم الإسبانية مع الفريق الرديف لفياريال، إلا أنه كان يلعب بانتظام في الدوري الإسباني عندما كان عمره 20 عامًا.

بينما صعد فيليبس، لفريق ليدز الأول في نفس الوقت، لكنه قضى أربعة مواسم صعبة وكان الفريق أبعد ما يكون عن المكان المثالي لتعزيز القدرة الفنية للاعب ومع ذلك فقد تحول فيليبس إلى واحد من أكثر اللاعبين تأثيرًا في فريق مارسيلو بييلسا.

بييلسا، كان واحداً من المدربين لجوارديولا ولذلك لم يكن مفاجئاً أن يلفت فيليبس انتباهه وارتفعت أسهم لاعب خط الوسط بشكل أكبر بعد عودة ليدز الرائعة إلى الدرجة الأولى، وعندما بدأ كل المباريات في مسيرة إنجلترا إلى نهائي يورو 2020.

واجه السيتي منافسة قوية مع مانشستر يونايتد للتعاقد مع فيليبس في أغسطس 2022، ولكن تعطلت بدايته بسبب إصابة في الكتف تعرض لها في مباراة ودية في أغسطس، وتجددت مرة أخرى في سبتمبر، مما أجبره على الخضوع لعملية جراحية.

ولعب فيليبس، أربع مباريات فقط قبل كأس العالم في قطر وتم استبعاده عندما استؤنف الموسم، وعندما سُئل جوارديولا عن غياب فيليبس في ديسمبر الماضي، قال مدرب مانشستر سيتي أن اللاعب أبلغ عند عودته من قطر "بوزن زائد".

وعاد فيليبس إلى كامل لياقته ولكن استمر جوارديولا في استبعاده من معظم المباريات، وأنهى الموسم بالمشاركة في مباراتين فقط في الدوري، وكلاهما جاء بعد حسم اللقب.

وشارك أساسيًا مرة واحدة فقط في كأس الاتحاد الإنجليزي، ضد بريستول سيتي، وتم استبعاده من نصف النهائي ضد شيفيلد يونايتد، والحقيقة المحزنة هي أن أكبر مساهمة له في فوز السيتي بالثلاثية كانت سكب "المشروب" في فم جاك جريليش خلال الاحتفالات.

تسبب طرد رودري، في منح فيليبس أخيرًا الفرصة وشارك ضد فورست حيث قرر جوارديولا استخدام خمسة لاعبين في الدفاع وأمر السيتي بالدفاع في العمق، وفعل فيليبس ما طلب منه.

وأشاد جوارديولا بمساهمته قائلا: "أعلم أنه يعاني في بعض الأحيان من أجل بعض الأشياء التي نحتاجها في المساحات الصغيرة ليكون أسرع، ويتمتع اللاعبون الآخرون بجودة أفضل منه ولكن في مباراة اليوم ما كنا بحاجة إليه أن نكون هناك للفوز بالكرات الثانية، والاحتفاظ بالكرات، والضربات الركنية،وهو ساعدنا".

تحدث فيليبس إلى وسائل الإعلام بعد مباراة فورست وقال إن الأسبوعين القادمين من المحتمل أن يكونوا الأهم في مسيرته مع مانشستر سيتي حتى الآن، وأكد أيضًا أنه رفض فرصة مغادرة سيتي على سبيل الإعارة في الصيف، وأوضح أنه مصمم على مواصلة مسيرته مع النادي، والسير على خطى ناثان آكي وجاك جريليش.

وتابع فيليبس: "عندما جئت للموسم التحضيري، قلت إنني أريد البقاء ومحاولة أخرى في السنوات السابقة، قدم الكثير من اللاعبين أداءً جيدًا في الموسم الثاني، وقد تحدثت مع النادي وقالوا إنني إذا أردت الخروج على سبيل الإعارة فسيكونون سعداء للقيام بذلك، ولكن قلت لا، هذا ليس شيئًا أفكر فيه أريد فقط التركيز على اللعب لمانشستر سيتي".

وأضاف: "لقد رأيت دائمًا في لاعبين مثل جاك وناثان، مصدر إلهام لأن الموسم الثاني يكون دائمًا أفضل في السيتي ومن الواضح أن الأمر لم يسير على هذا النحو بالنسبة لي حتى الآن، لكنني جئت للتو وأعمل بجد وأبقى متفائلاً، وهو أمر صعب للغاية هناك الكثير من اللاعبين الرائعين في هذا الفريق الذين يمكنهم مساعدتي على التحسن كل يوم وعندما تأتي الفرصة، سأغتنمها".

أمام نيوكاسل، لم يغتنم فيليبس فرصته وسيطر السيتي على مجريات الشوط الأول لكن احتكارهم للاستحواذ كان عقيمًا ولم يخلق سوى بضع فرص وحصل نيوكاسل على أفضل فرصة في الشوط الأول وجاءت عن طريق فيليبس، فهو عكس رودري الذي يسعى دائمًا إلى وضع المنافسين تحت الضغط بينما فيليبس كان يلعب بطريقة مريحة ولا يضغط، وغالبًا ما كان يسدد الكرة إلى الخلف وعندما حاول لعب كرات طويلة فوق المرمى في الشوط الثاني، لم تنجح محاولاته.

وكان فيليبس أيضًا سلبيًا دفاعيًا، حيث فشل في التقاط الكرة أمام ألكسندر إيزاك، عندما سجل الهدف الوحيد في المباراة.

حاول جوارديولا أن يكون متفائلاً بشأن أداء فيليبس أمام نيوكاسل يونايتد وقال: "لقد لعب بشكل جيد حقًا ليس الأمر سهلاً عندما يكون لديك نقص في الإيقاع أو في الدقائق".

ولم يعطى جوارديولا، أي إشارة واضحة حول موقف فيليبس من المشاركة في مباراة اليوم أمام وولفرهامبتون، قائلًا: "الجميع لديه الفرصة لدينا الوقت الآن للعودة والتعافي وللتفكير في الأمر".

وكان لدى جوارديولا الكثير من الوقت للتفكير في فيليبس، ومع ذلك، وبعد مرور عام وشهرين، من غير المرجح أن يبدأ اللاعب ضد وولفرهامبتون فقد عاد ماتيو كوفاتشيتش، من الإصابة وبدأ أساسيًا ضد نيوكاسل، وظل ماتيوس نونيس، على مقاعد البدلاء وربما يكون ذلك دليلاً على أنه سيشارك منذ البداية ضد ناديه السابق.

وبعد خروج السيتي من كأس كاراباو قد لا يحصل فيليبس، على المزيد من الفرص الأساسية حتى تبدأ كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير وعلى الرغم من كل تصميمه، ولكن هناك شعور أن فرصته الكبيرة قد انتهت.